واشنطن أخفقت في فنزويلا بسبب تقديرات خاطئة وتبدل أولوياتها بعد غزو أوكرانيا


إعلان

يمثّل بقاء مادورو على رأس السلطة في فنزويلا فشل السياسة الأميركية الهادفة إلى إسقاطه، خصوصا بعد حل الحكومة التي نصّبت نفسها والمدعومة من واشنطن. وتؤكد الولايات المتحدة أنها لا تزال تعتبر مادورو غير شرعي، لكن حتى أشدّ خصومه يعترفون بأن المعادلة تغيّرت.

في مقابلات أجرتها وكالة فرانس برس، تحدث صناع قرار حاليون وسابقون عن حسابات خاطئة أجرتها إدارة الرئيس الجمهوري دونالد ترامب بشأن قوة مادورو وفعالية المعارضة ثمّ إدارة الرئيس الديموقراطي جو بايدن التي تغيّرت أولوياتها بعد بدء غزو روسيا لأوكرانيا.

وقال فريدي غيفارا الذي كان عضوًا في الفريق المُعارض الذي تفاوض مع الحكومة اليسارية في مكسيكو، إن نقطة تحول حدثت في آذار/مارس عندما سافر ممثلو بايدن إلى كراكاس والتقوا بمادورو وليس بخوان غوايدو الذي تعترف به واشنطن رئيسا مؤقتا.

وأضاف "نحن ندرك طبعًا أننا لسنا محور العالم ونفهم المشاكل التي تنجم عن الحرب في أوكرانيا. لكن أعتقد أن القيام بذلك كان خطأ كبيرًا جدًا وفادحا".

وتابع بشأن انهيار حكومة غوايدو "لن أقول إن ذلك حدث بناء على سياسة أميركية، لكن أعتقد أنه كان هناك أشخاص ضمن الحكومة الأميركية أرادوا أن يحصل ذلك".

واعتبر أن "البعض يعتقدون ببساطة أن المشكلة الفنزويلية معقدة جدًا وأنه من الأسهل التعامل معها مثل التعامل مع السعودية - أي قبول أنها نظام استبدادي والتعامل معها على هذا الأساس".

في تشرين الأول/أكتوبر، تبادل مادورو والولايات المتحدة سجناء، وفي الشهر التالي خففت إدارة بايدن العقوبات للسماح لمجموعة شيفرون باستئناف الاستخراج المحدود للنفط في فنزويلا، كجزء من محاولة للإبقاء على الأسعار العالمية منخفضة مع ضغط الغرب لفرض عقوبات على روسيا.

"خطأ في التوقيت، خطأ في الاستراتيجية"

بعد ثلاثة أسابيع على اعتبار ترامب مادورو غير شرعي، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على شركة النفط الحكومية الفنزويلية مع توجيه عائدات فرعها الأميركي "سيتغو" إلى حكومة غوايدو المؤقتة.

وقالت كاري فيليبيتي المسؤولة الكبيرة حول شؤون فنزويلا في وزارة الخارجية الأميركية خلال عهد ترامب إن صناع القرار الأميركيين كانوا يعتقدون أن التغيير كان سيأتي في غضون أسابيع أو أشهر. وأوضحت أن "هذا يعني أن تأثيرنا رغم قوته الشديدة بسبب تلك العقوبات، لا يمكن زيادته لأنه وصل فورًا إلى الذروة".

وأضافت "في بعض النواحي، نتج عن الخطأ في التوقيت خطأً في الإستراتيجية".

وحذّر ترامب من أن "جميع الاحتمالات مطروحة على الطاولة"، ما اعتبره بعض الفنزويليين تهديدًا بشنّ غزو لكن هناك القليل من الأدلة على أي تفكير جدي في استخدام القوة.

وفرّ أكثر من سبعة ملايين شخص من فنزويلا ذات الاقتصاد المتدهور. لكن حتى مع السخط الشعبي، قالت فيليبيتي إن الولايات المتحدة قللت من تقدير المدة التي يمكن أن يحكم فيها مادورو بفضل مؤيديه.

وأضافت "بما أنهم علموا أن بإمكانهم التعامل مع نظام العقوبات، تمكنوا من القيام بذلك ولم يعد بإمكاننا تهديدهم لإجبارهم على تغيير سلوكهم".

سجلّ حقوقي "مروّع"

سبق أن أعرب مادورو، الذي كان سائق حافلة ونقابي تولى الرئاسة خلفا لهوغو تشافيز عندما توفي قبل عشرة أعوام، عن حرصه على إصلاح العلاقات مع واشنطن.

وقال النائب الديموقراطي جيم ماكغوفرن "فكرة أن الولايات المتحدة كانت قادرة بكبسة زرّ أن تغيّر الواقع في فنزويلا لم تكن واقعية بالأساس".

واعتبر أن سجلّ مادورو في مجال حقوق الإنسان "مروّع"، مشيرا إلى أن حملة العقوبات "تبدو وكأنها تعاقب الفنزويليين العاديين بطريقة شديدة القسوة".

يلاحظ مؤيدو العقوبات أن فنزويلا كانت تعاني أساسا من نقص السلع الأساسية قبل العام 2019.

وقال الموفد الأميركي الخاص إلى فنزويلا خلال عهد ترامب إليوت أبرامز إن بايدن "تخلّى ببساطة" عن المعارضة التي وصفها بأنها "انعكاس مذهل" للإدارة التي تدعي أنها تعطي الأولوية لحقوق الإنسان وتتحدى شركات الوقود الأحفوري.

واعترف أبرامز بأن مادورو المدعوم من كوبا والصين وروسيا لا يزال صامدًا. أضاف "لا أرى فرصة على المدى القصير لإقالته".

انتظار انتخابات 2024

منذ العام 2019، تبدّل المشهد الإقليمي بشكل كبير مع استبدال أعداء مادورو برؤساء يساريين في كولومبيا والبرازيل المجاورتين.

وقبل عامين، غيّر الاتحاد الأوروبي، بقيادة مسؤول السياسة الخارجية جوزيب بوريل، موقفه بشأن الاعتراف بغوايدو.

وقال رئيس قسم دراسات أميركا اللاتينية في جامعة "رايس" مارك ب. جونز إن الحاجة للنفط بعد بدء الغزو الروسي لأوكرانيا كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير" بشأن السياسة الأميركية حول فنزويلا والتي كان بايدن بالأساس فاترًا تجاهها.

وتوجّه المعارضة حاليًا تركيزها إلى انتخابات العام 2024 وتضغط من أجل إجراء تصويت عادل. لكن قلة هم الذين يتوقعون أن يتخلى مادورو عن السلطة.

وحذر غيفارا من أنه بدون استراتيجية أكبر، يمكن أن يكون العام 2024 تكرارًا للعام 2019، موضحًا "يبقى زعيم المعارضة مدعومًا من الناس في الشوارع ومعترفًا به من سائر دول العالم، مادورو غير معترف به، ويبقيان في السلطة".

تاريخ الخبر: 2023-02-15 12:17:03
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 76%
الأهمية: 87%

آخر الأخبار حول العالم

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:39
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 56%

“غلاء" أضاحي العيد يسائل الحكومة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-29 12:26:45
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية