بعد أسبوعين من خطفه على يد مسلحين بالقرب من العاصمة العراقية بغداد، أعلنت عائلة الناشط البيئي البارز جاسم الأسدي المعروف بجهوده من أجل المحافظة على أهوار جنوب العراق، الإفراج عنه.
وقال ناظم الأسدي شقيق جاسم، اليوم الخميس، " تمّ إطلاق سراحه من يد خاطفيه".
كما وجه الشكر لكل من ساند العائلة في محنتها ومن وقف معها، وأعرب عن امتنانه أيضا لرئيس مجلس الوزراء على دعمه وتواصله وحرصه على تحقيق الأمن والأمان وللأجهزة الأمنية، بحسب ما نقلت فرانس برس.
أين المتورطون؟
إلا أنه رفض التعليق في الوقت الحالي على ظروف الإفراج عن أخيه، إثر حادث خطفه الذي لا تزال أسبابه مجهولةً.
بالتزامن، أثار خبر إطلاق سراحه رغم ترحيب العديد من العراقيين، انتقادات واسعة، وتساؤلات حول هوية ومصير المتورطين.
كما وجه بعض الناشطين اتهامات للحكومة بالتقصير، وتساءل المحلل السياسي، شاهو القرة داغي، بتغريدة على حسابه في تويتر حول ما إذا كانت الدولة تتوسط بين المواطنين والخاطفين بدل ملاحقة المجرمين؟
الناشط البيئي #جاسم_الاسدي حراً طليقاً بعد اختطافه على يد الميليشيات
— شاهو القرةداغي (@shahokurdy) February 15, 2023
السؤال الرئيسي: هل الدولة تقوم بالتوسط بين المواطنين والمجرمين بدل ملاحقة المجرمين؟
لماذا لم يتم الكشف عن الفاعلين؟ وعن اهدافهم وسبب خطفهم لناشط بيئي يخدم الجميع؟ pic.twitter.com/he3LDWGMxx
كذلك تساءل لماذا لم يتم الكشف عن الفاعلين؟ وعن أهدافهم وسبب خطفهم للأسدي.
وكان الناشط البيئي البالغ من العمر 65 عاماً خطف مطلع فبراير على يد مسلحين مجهولين قطعوا الطريق على سيارته عند طريق سريع قريب من بغداد.
ويدير هذا المهندس في مجال الهيدروليك جمعيةً للدفاع عن البيئة باسم "طبيعة العراق"، ويتحدث باستمرار عبر وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لرفع مستوى الوعي حول الأهوار العراقية، المدرجة على لائحة منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونسكو) ويهددها في الفترة الأخيرة شح المياه والجفاف.
كما شارك منذ 2006 في مبادرات تهدف إلى إنعاش هذه المنطقة الواقعة التي تعرضت لتجفيف شبه كامل في تسعينيات القرن الماضي في عهد صدام حسين.
وتعاني من موجة جفاف ضربت البلاد في الأعوام الماضية سببها نقص الأمطار وانخفاض منسوب نهري دجلة والفرات بسبب السدود التي أقيمت في المنبع في تركيا وإيران المجاورتين.
يشار إلى أنه على الرغم من أن العراق يشهد استقراراً نسبياً بعد عقود من الصراع، ما زالت حوادث خطف واغتيال ناشطين أو مسؤولين تتكرر في هذا البلد الذي يعيش نزاعات قبلية ويشهد تفلتاً للسلاح والميليشيات.
