إن ما تقوم به وزارة الصحة المصرية حاليًا من محاولات حثيثة لخفض نسبة الولادات القيصرية للوصول إلى المعدل العالمي وهو ٢٢ ٪ من إجمالي الولادات بعدما كانت قد وصلت إلى نسبه تقارب ٧٠ ٪ وكذلك تشجيع الرضاعه الطبيعية بقدر الإمكان هو من الحكمة وفقا لما أفاد به الدكتور إبراهيم الأعصر استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة بمستشفى أشمون العام في حوار خاص لبوابة أخبار اليوم.
مزايا الولادة الطبيعية؟
قال الأعصر إن الحديث الآن عن مزايا الولادة الطبيعية والرضاعة الطبيعية والإقلاع عن التدخين من الملفات الهامة لكني سأتحدث عن عالم آخر يعيش في جسم الإنسان سخره الله لخدمته والحفاظ على صحته وخلق توازن في الجسم والعقل.ألا وهو البكتريا المتعايشة.
وما هي وما علاقة الولادة القيصرية والتدخين والمضادات الحيوية والإسراف في الطعام بتلك البكتريا؟
أجاب الأعصر إن كمية البكتريا المتعايشة في جسم الإنسان بالمليارات وهي تقريبا تساوي ٥٠ جيجا، أي حوالي عشره أضعاف الــ DNA . هذه البكتريا سخرها الله لخدمه الإنسان جسديا وعقليا في حياته كلها.
وما هي أماكن تواجدها؟
ذكر استشاري طب الأطفال أنها تتواجد في جلد الإنسان بالإضافة إلى الجهاز الهضمي والتنفسي والأذن والأنف وأماكن أخرى كثيرة.
وما هو عددها؟
أفاد دكتور إبراهيم الأعصر أنها لا تعد ولا تحصى، منها ما يوجد ليفرز مركبات مهمة لجسم الإنسان مثل فيتامين K، و السيروتونين الذي تشارك في إفرازه أنواع من البكتريا الموجودة في الجهاز الهضمي، والمعروف أن السيروتونين من الناقل العصبي المهم جدًا لسلامة العقل البشرى فهو من الناقل التي تربط بين المخ الموجود في القلب والمخ الموجود في دماغ الإنسان وأي خلل فيه يؤدي إلى اضطرابات سلوكيه ونفسيه قد تصل إلى ما يهدد سلامه العقل.
وما هي وظائف البكتريا المتعايشه؟
ذلك الدور الذي تلعبه في مناعة الإنسان ضد البكتريا الضارة التي تهاجم الجسم فهي تلعب دور مهم في قتل أنواع كثيرة من البكتريا الضارة.
وأضاف الأعصر : ولعل ما يحير العقل البشرى ما توصلت إليه الأبحاث بأن الإنسان عندما يموت تتمرد بعض أنواع البكتريا المتعايشة في الجهاز الهضمي وتخترق جدار الجهاز الهضمي وتتحول إلي ديدان تأكل لحم الإنسان الميت وكأنها تخلص البشرية من ذلك الجسم الذي كانت تعيش لخدمته لتقي البشرية من أمراض قد تفتك بها إذا لم يتم التخلص من هذا الجسم.
وهل تموت هذه البكتريا ؟
أجاب الدكتور إبراهيم الأعصر: قد توصل العلم إن هذه البكتريا المتعايشة تتضرر ويموت منها الكثير في الحالات الآتيه :
١ _الولادة القيصرية والسبب إن الطفل يكتسب أنواع كثيرة من البكتريا المتعايشة من المهبل أثناء الولادة الطبيعية بالإضافة إلى أن ميكانيكيه الولادة الطبيعية تنشط أنواع أخرى.
٢_التدخين يقتل أنواع كثيرة من تلك البكتريا خاصة تلك الموجودة في الجهاز التنفسي ما يزيد من إمكانية حدوث أمراض كثيرة منها الربو والسرطان.
٣_الرضاعة الصناعية حيث يكتسب الإنسان أنواع كثيرة من البكتريا المتعايشة من لبن الأم.
٤_استخدام المضادات الحيوية حيث وجد إن أسبوع من المضادات الحيوية يقتل ويضعف أنواع كثيرة من البكتريا المتعايشة التي قد تستمر لستة أشهر.
٥ _كثره الطعام تضعف تلك الموجودة في الجهاز الهضمي والتي تشارك في إنتاج السيروتونين ولذلك قال الحارث ابن كنده ( إنما اهلك البريه وأهلك السباع في البريه إدخال الطعام على الطعام قبل الإنهضام والمعدة بيت الداء والحميه رأس الدواء)
٦_الضغوط النفسية تقتل الكثير من تلك البكتريا؛؛
إن قتل تلك البكتريا أيضا يفسح المجال إلي حدوث طفرات في الجسم مما يزيد من خطر الإصابة بالسرطان وكذلك الأمراض المناعية.
وأيضا الإسراف في المضادات الحيوية يحول بعضها إلي بكتريا ممرضه شرسة تقاوم المضادات الحيوية مما قد يؤدي إلى أمراض يصعب علاجها.
وأختتم الدكتور الأعصر حديثه إن العلماء توصلوا غلي أن الطفل يلتقط البكتريا المتعايشة لحظه الولادة الطبيعية من آلام وان الأطفال الــ «مولودين طبيعيا» لديهم سلالات في الأمعاء تختلف عن تلك الموجودة في الأطفال الــ« مولودين قيصريا» مما يكسب أصحاب الولادة الطبيعية مناعة اكثر بكثير وأقل عرضه للأمراض وأقل حساسية للطعام.
وكذلك أقل عرضه للأمراض المناعية مثل السكر وغيره.
اقرأ أيضًا| «التنظيم والإدارة» يفتح باب التقدم لوظيفة 1000 إمام وخطيب بالأوقاف
