يُعد قطاع غزة من المناطق الأعلى من حيث الكثافة السكانية في العالم، إذ يعيش نحو2.3 مليون نسمة على مساحة لا تزيد عن 365 كيلومتراً ويتوزعون على 44 تجمعا سكنيا بمعدل كثافة تقدر بـ 26 ألف فرد لكل كيلومتر مربع في المدن و55 ألف نسمة لكل كيلومتر مربع في المخيمات.
ومن المتوقع أن يزيد عدد سكان القطاع بأكثر من الضعف في غضون الأعوام القادمة ليقارب نحو 5 ملايين نسمة.
ذلك الجيب الساحلي الصغير والذي تعرض لأربع حروب متتالية من قبل إسرائيل خلال عقدين من الزمان، وأنهكه الانقسام الداخلي الذي نشب بين أكبر فصيلين على الساحة الفلسطينية والذي ألقى بظلاله القاتمة على السكان، حيث أفضى إلى زيادة الأزمات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية في قطاع غزة.
أزمة حادة
فالبطالة والفقر والحصار الإسرائيلي والانفجار السكاني وسط شح في الأراضي غير المأهولة التي بدأت في النفاد، كلها خلقت أزمة حادة في السكن، جعلت بعض الغزاويين يتجهون للإقامة في المقابر.
في حدود مقبرة "الشيخ شعبان"، تتخذ العشرات من العائلات مساكن الصفيح بيوتا لها، بعدما عجزت عن إيجاد مأوى يحفظ كرامتها، بسبب الاكتظاظ السكاني في القطاع.
في حين استغل تجار المخدرات هذا الوضع، لينشطوا في الترويج لبضائعهم بين المدافن غير آبهين بالأطفال القاطنين هناك وبمستقبلهم.
