ويأتي "سوق القيصرية" كوجهة أولى للباحثين عن مستلزمات يوم التأسيس، وسط استعداد كبير من أصحاب المحلات المتخصصة في هذه الملبوسات.

"العقال" يستغرق وقتًا طويلًا

كشف محمد السلطان «متخصص في صناعة عقال يوم التأسيس»، زيادة الطلب على العقال "المقصّب" بشكل كبير خلال الفترة التي تسبق يوم التأسيس بشهرين، خاصة أن صناعة العقال تستغرق وقتًا طويلًا، لذا يطلبه كثير من التجار قبل يوم التأسيس بأشهر.

وأوضح أن العقال «المقصب» له عدة أسماء، منها عقال الملك فيصل، وله مراحل في تطوره إلى أن وصل للعقال المقصّب المتعارف عليه حاليًّا؛ إذ كان أول تصميم للعقال باللون الأبيض، ومن ثم تغير إلى اللون الأسود بالتصميم القديم الذي يمكن تكبيره وتصغيره، بعدها تطور العقال للشكل المقصب باللون الأبيض، وتستخدم فيه الفضة المطلية بالذهب، ويصنع من القطن الطبيعي أو الصوف الطبيعي، بعدها أصبح بالتصميم الذي تكون فيه الخيوط والقطن باللون الأسود.

وأضاف السلطان أن أنواع الزري المستخدمة في صناعة العقال المقصّب كثيرة، منها الزري الحر، والذي يكون ذهبًا وحشوته فضة، وهو أفضل الأنواع، وهناك أيضًا الزري الهندي والياباني، وأغلب ما يطلب الزري الهندي والزري العادي، وقال: "نحن كعائلة تخصصنا في صناعة هذا العقال لأكثر من 40 سنة، نصنع العقال المقصّب اليدوي؛ إذ كانت الصناعة قديمًا يدوية بالكامل، ونقوم بلف الحشوة الداخلية «القطن الأبيض» ثم نضيف عليها القطن الأسود، وبعدها الصوف أو الحرير ثم الزري الخارجي، وكلها بشكل يدوي".

واستطرد قائلًا: "كانت الأداة المستخدمة مصنوعة من الخشب، بوجود عمودين، وكان البرم باليد، ومن ثم نقوم بمسك الزري ونقوم باللف يدويًّا، ويستغرق العمل على صناعة العقال الواحد 4 أيام، وبعدها ظهرت الآلة الخاصة بصناعة العقال المقصّب من الحديد، وكانت في البداية تعتمد على وجود شخصين في العمل يدويًّا، وكانت مريحة، حيث تكون الحشوة مشدودة بشكل أفضل".

وأضاف: "بعدها وضعنا على الآلة «موتورًا» يغنينا عن الشخص الآخر المساعد، فتحول الأمر إلى العمل "أتوماتيك" بنسبة 10% لشغل الأوتوماتيك، والباقي يدوي بنسبة 90%، وما زال عملنا إلى يومنا هذا، خاصة أن المقاس مرن، ويستطيع المستخدم التوسيع والتصغير؛ نظرًا إلى أن الأدوات المستخدمة فيه هي القطن الأبيض في الحشوة الداخلية، والقطن الأسود، والصوف الأسود أو الأبيض، وكذلك الزري بأنواعه المطلوبة، وبعدة درجات والمقص والإبرة والقالب الخشبي".

النوعية والجودة تحددان السعر

قال صالح السلطان «متخصص في العقال»: الفترة الحالية نلاحظ الإقبال الكبير على شراء العقال المقصّب، أو ما يسمى عقال الملك فيصل؛ نظرًا لقرب مناسبة «يوم التأسيس»، ومن المتوقع أن يستمر الإقبال حتى يوم التأسيس، وسعره حاليًا ما بين 70 إلى 90 ريالًا، على حسب نوعية العقال وجودته، ومن المتوقع ارتفاع الأسعار خلال الأيام القادمة.

الألوان الأكثر طلبًا

ذكر الحرفي حبيب بو خضر "متخصص في خياطة البشوت"، أن حياكة البشوت عُرفت عند أهالي الأحساء منذ آلاف السنين، وهي مستمرة حتى يومنا هذا؛ إذ يعد لبس البشت ضمن الطقوس اليومية والمناسبات، ونحن اليوم نشهد طلبًا وإقبالًا كبيرين عليه بمناسبة يوم التأسيس الغالية علينا جميعًا، وتطلب البشوت ذات الدقة الملكية.

وأضاف أن من الألوان المطلوبة ليوم التأسيس اللون الأسود والأشقر والأبيض والعودي، وخيوط الزري ستكون من الفضة المطلية بالذهب؛ إذ يمثل ارتداء البشت فخرًا واعتزازًا بالمناسبة، لا سيما أنها مناسبة ذات مكانة غالية في نفوسنا جميعًا، ومن الطلبات الخاصة بيوم التأسيس الطلب على نوع البرقا، وهو طلب شتوي، خاصة الألوان الداكنة منها.

تفاوت أسعار «البرقا»

قال علي الهاشم "تاجر بشوت": بدأنا العمل المبكر لخياطة البشوت التي تكون أشبه إلى «البرقا» باللونين، والتي ستكون مخصصة ليوم التأسيس، وتتراوح أسعارها بين 300 إلى 1200 ريال، ويحدد السعر تبعًا للقماش، وهو التصميم الأكثر طلبًا ليوم التأسيس، ونحن في كامل الاستعداد والجاهزية للطلبات كافة، وستعرض الأعمال خلال الفترة القادمة.

وأوضح محمد القطان "مختص في البشوت": "نشهد في الفترة الحالية إقبالًا على طلب البشوت الأحسائية بمختلف أنواعها، ومنهم من يطلب بشوتًا خاصة من أجل يوم التأسيس، وهذا بلا شك ساهم في انتعاش المبيعات؛ استعدادًا لهذه المناسبة الوطنية، حيث يكون هناك حراك قوي في البيع والشراء لهذا البشت في الأحساء، وخارجها من مناطق المملكة ومدنها".

زيادة الطلب على الملابس التراثية

أشار أحمد الناصر "حرفي ومتخصص في الأدوات والملابس التراثية"، إلى أن البرقع القصير المخصص ليوم التأسيس يشهد إقبالًا كبيرًا من النساء خاصة في الفترة الأخيرة، وسعره مناسب جدًّا؛ 10 ريالات فقط، إضافة إلى بعض الملابس التراثية، ومنها العقال التراثي الخاص بيوم التأسيس، والذي يحظى أيضًا بطلب كبير.

وأضاف أن سوق القيصرية يُعد أحد أهم المواقع التي تتميز بوجود مثل هذه الملابس وتنوعها.

تجهيز ثياب البراقع والمخانق

أكدت أميرة الصاهود «متخصصة في الملابس الشعبية»، أن يوم التأسيس مناسبة وطنية تحتفي بها المملكة والجميع من نساء ورجال وأطفال، وحرصنا على الاستعداد المبكر لهذا اليوم، من خلال إعداد الزي المناسب لهذا اليوم، والذي يعبر عن التراث الشعبي القديم الذي كانت ترتديه النساء في ذلك الوقت، ومنها ثياب النشل والبراقع والمخانق، ووفرنا مقاسات النساء والأطفال.