منذ تأسيس الدولة السعودية قبل 3 قرون والشعر العربي يواكب جميع أئمة وملوك الدولة السعودية ويسجل أمجادهم، وإذا كان الشعر نبض الشاعر ووجدان الشعب فهو أيضا سجل وديوان الدولة السعودية منذ عهد المؤسس الأول الإمام محمد بن سعود ومرورا بجميع أئمة الدولة السعودية الأولى والثانية، وتتويجا بالمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لتأتي درة التاج في عهد الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، وهذه مقتطفات يسيرة من الإرث الشعري الضخم الذي قيل في آل سعود:

قال ابن غنام (ت 1225هـ) في الإمام محمد بن سعود (1157-1179هـ) وابنه عبدالعزيز (1179-1218هـ):

فقام بها عبدالعزيز مشمرا وساعده في الحروب متينها

فآبت قلوب الناس من بعد طيشها وقرت عيون واستسرّ حزينها

فلا زالت البيضاء يسمو منارها ويزهو محياها ويسمو مهينها

بحكم إمام المسلمين وعدله تحاط نواحيها ويُحمى عرينها

ولا برح المولى معزا وناصرا سعود الذي يهوى العلا ويزينها

قصيدة الشيخ محمد بن أحمد الحفظي (1178- 1237هـ) موجهة للإمام عبدالعزيز بن محمد بتجديد بيعته ووالده بعد وفاة الإمام محمد بن سعود:

وقل يا إمام المسلمين وشيخهم وقـــــائـدهـم بـالحـق في جنة الخلد

أتيت إليكم من بـلاد بـعـيـدة ولا عـجـب فـالحـق يؤتي من البـعـد

وأرسلني الخـل المحب محمد ووالده الحفظي فـاسـمع لما أبدى

فـأولهـا يهـدى السـلام عليكم ورحمة ربي والتحيات كالشهد

ويـخـبـركم بالاسـتـجـابة للنـدا وتلبية الداعي إلى أحـسـن القـصـد

وهذي يـدي عنـه لبـيـعـتكم وذا يمينى لعقد العهد والربط للعـقـد

قول بعض شعراء عُمان في الإمام سعود بن عبدالعزيز بن محمد:

إذا جزت باب السيف تلقاه فارسا وإن جزت باب العلم تلقاه عالما

وإن جزت باب الخوف تلقى مهابة وإن جزت باب السلم تلقى مسالما

وإن جزت باب الدين تلقى ديانة وإن جزت باب الحكم تلقاه حاكما

قول أحد الشعراء في الإمام فيصل بن تركي بن عبدالله:

له في سرير الملك أصل مؤثل تلقّاه عن أسلافه السادة الغرّ

هم العقد من أغلى اللآلي منظما وفيصل في ذي العقد واسطة الدر

غدت أرض نجد فيه تزهو ملاحة وترفل في ثوب الجلالة والفخر

قال الشيخ عبدالعزيز حمد بن ناصر بن معمر (ت 1244هـ) يرثي أهل الدرعية بعد نكث إبراهيم باشا اتفاقه مع الإمام عبدالله بن سعود (ت 1234هـ):

إليْكَ إلَهَ العرْشِ أشكُو تَضَرُّعا وأدعُوك في الضَّراءِ رَبِّي لِتَسْمَعَا

فأنت تَرَى ما قد جرى فانتَصِرْ لنا مِنَ الفِئَةِ البُعْدَى عن الحقّ مُشرَعا

فقد ظَلَمُونَا باعتداءٍ وَجَرَّدُوا سُيُوفَ ضلالٍ لا اهتداءٍ لِمَنْ سَعا

وكم قتلوا من عُصْبةِ الحقّ فِتْيَةً هُداةً رُضاةً ساجدين ورُكَّعا

وكم دمَّروا من مَرْبَعٍ كان آهِلًا فقد تركوا الدّار الأنيسةَ بَلْقَعَا

وكم قد أَحَلُّوا من حَرَامٍ بِبَغْيِهِمْ وكم هَتَكُوا سِترا حَيِيًّا مُمَنَّعَا

فأصبحتِ الأموالُ فيهم نَهَائِبا وأصبحتِ الأيتامُ غرثى وَجُوَّعَا

وَفَرَّ من الأوطانِ مَنْ كان قاطِنًا وَفُرِّقَ إلْفٌ كان مجتمِعًا مَعَا

وشُتِّتَ شَملُ الدِّين وانبَتَّ حبلُهُ لَدَيْهم فأضحى مُستَضَامًا مُضَيَّعَا

وقد أضحتِ الأعلام مِنْ شِرْعة الهدى مُهَدَّمةَ الأرْجَا تَقُول لَعًا لَعَا

يقول السيد عبدالجليل بن السيد ياسين نزيل البحرين ثم الكويت (ت 1270هـ) يهنئ الإمام فيصل بن تركي (ت 1282هـ) بمجيئه من مصر وتولي الحكم:

فيا ملكا بالإرث ساد وبالتقى وبالحكم بالشرع الشريف عن المهدی

وبالعدل والإحسان والفتك في العدى وبالسمهري اللدن والصارم الهندى

وبالجود ما كعب ابن مامة حازه وبالصدق في الأقوال والعهد والوعد

لقد طابت البشرى بمقدمك الذي به زانت الدنيا لكل أخي ود

وعمت بك الأفراح من قد رعيته ولم يك يدري بنايلك العد

وقام بنا داعي المسرة والهنـا على كل ناد بالثنا الفائح النـد

وحفت لدى نطق البشير مقالتي سلامي على نجد ومن حل في نجد

ولذ لنـا طـي الدجنة بالسرى وقطع الفيافي بالرسيم وبالوخـد

لأحظى بتبليغ السلام مشافها وأدفع ما بي من ولوع ومن وجد

رثاء أحمد بن مشرف (ت 1285هـ) للإمام فيصل بن تركي:

على فيصل بحر الندا والمكارم بكينا بدمع مثل صوب الغمائم

إمام نفى أهل الضلالة والخنا بسمر القنا والمرهفات الصوارم

فكم فل من جمـع لهم جاء صائلاً وافنى رؤوسا منهم في الملاحم

يجر عليهم جحفلا بعد جحفل ويرميهمو في حربه بالقواصم

ويعطي جزيل المال محتقرًا له سماحًا ويعفو عن كثير الجرائـم

مناقب جود قد حواها جبـلة فحاز الثنا من عربها والأعاجـم

تغمده المولى الكريم برحمـة وأسكنه الفردوس مع كل ناعــم

فلا جزع مما قضى الله فاصطبر وإلا ستسلو مثل سلو البهائم

عبدالله بن خميس (ت 1432هـ) ينظم قصيدة وهو طالب في دار التوحيد بالطائف في الملك عبدالعزيز (ت 1373هـ):

تهلل فيك الشـعب وافـتـر ثـغـره وأقبـل في ثـوب الفخـار يجـره

وتاهت بك الدنيـا زهاء وأقبلت يغص بها سهل الطريق ووعره

ونادى المنادي عند رؤياك قائلا تبدى لنا من ظلمـة اللـيـل فـجـره

فأنت لآمـال العروبـة رائـد هنيئـــــا لشـعـب آل نحـوك أمـره

قصيدة الشاعر جعفر عوض في حج عام 1349هـ..

سيد العـرب حـامي الديـن يـا مـن قـد تمسكت أشــرف الأديــان

عـاهـل العـرب حـامي البيـت يـا مـن قـد تـعــززت بالظبـا والســــــنـان

عـاهـل العـرب نـاصـر العـرب يـا مـن قـد تســـاميـت فــــــي ذرى عدنــان

بهجـة العـرب مـن بـك الشـرع أمسـى ثـابت السـاس محكـم البنيـان

رافعـا رايـــة العروبـة حـتـى بـــاء مــن رامـــها بكـل هـــــــوان

جامعـا شمـل نـسـل يـعـرب لمـا أن أحـاطت بـهم خطـوب الـزمـان

إذ تجليـت ظلمـة السـلـب ولـت وبــدت تلوهـا شمـوس الأمـان

وبـك الظلـم قـد تبـدد حـتـى شمـل العـدل كـل قــاص ودان

دولـة الجـهل قـد تولـت وأضحـت بــك تزهـو البـلاد بالعرفــان

فنشــــرت العلــــوم حتـــى شــــــــربنا مـن حيـاض تشفـي صـدى الظمـآن

قـد حميـت البـلاد مـن كـل غـر بـــــرؤوس القنـا وحـد اليمـــاني

يـا مليكـا بـه الكـوارث زالـت وأزيحـــــــــت بــــــــــوادر الحدثــــــــــان

فـزت بـالحـج فـي عـلا (عرفـات) ثــم لبيــت خـــالق الأكــــــوان

وازدلفـت المنــى (لمزدلفـــــــات) واقفـا عنـد مـشـعـر فـي تـهـاني

وبـهـا قـد لقطـت شـهـب (جمـار) للشياطين وهـــي كالنـيران

واغتنمـت (الطـواف) مـن حـول بيـت شـــــــامخ الـعـز عـالي الأركـان

وحبـــاك الجليـل (كســـــوة بيـت) قبلـة النـاس مـن قديـم الـزمــان

وبلغـت (المنــى) بأبـهـج عيـد هـو عيـد الأضحـى وتـاج التهاني

فـيـه يــــــــــا مـليـك عـــــــــــزا أهنيـك بفخـر لخدمـة الأوطـان

ولمجــد يبقـى تراثـا جليـلا خلدت عـــــــــزه يـد الإحســان

عـدت فـــي مثـلـه إلى كـل عيـد يتبـــــاهـى بـه وصــال التدانـي

مـع سـمـو الأمـير (أعـنـي سـعـودا) كـامـل الـذات فـي جميـع المعـاني

وسمـو الأمـير (فيصل) مـن قـد فصـل المشـكلات فــي كـل آن

فيصل المجـد صاحب السعد مـن لم يختلــف فـــي اعتنائـه اثنــان

وكـذاك (الأنجـال والأسـرة الغـر وآل الســــعــــــــود نـــــــــور الزمــــان

قصيدة الشاعر سليم أبو الإقبال اليعقوبي، في حج عام 1358هـ:

حـي الجزيرة، حـي اللـه (عاهلـها) عـني وباللـه حـي البيـت والحرمـا

فـلـي هـنـاك غــرام غـيـر منصــرم غـرام حسـان حتـى اليـوم ما انصرمـا

إن الجزيـرة مـرمـى النبـل مذ خلقـت ومنـذ كـانـت لـه فـي الشـرق معتصمـا

منـــــابت العلــم مـــــــا زالت منابتـها لو يعلمـون، وفـيـهـا خـيـر مـن علمـا

تلـك الـتـي تنبـت الأخـلاق صالحـة لا الضـال مـمـا عـهدناه ولا السـلما

وخـذ بقلـبـي إلى نجـد فمـا خـفـرت نجـد، ولا سـاكنو نجـد لـه ذممـا

قلبي وللحــب فــي قـلـبـي لـواهـجـه يـهـوى هنـالك ذاك البـأس والشـمما

فمـا بـدونـهما للحـر مـن عصـــم ولا بغيرهـمـا مـا يبعـث العصمـا

نجـد أغـرد فـيها إننـى غـرد تستلهم الطـيـر مـن تغريـده النغمـا

من يحسـن الـرنم الأخـاذ غــرده شعري بنجد، لـه مـن يحسـن الـرنمـا

فـلا تقـل لي ملـوك الـغـرب فـي عـظـم فعـاهـل العـرب أسمـى منـهم عظمـا

وإن يقولـوا هـم إنـا أولــو ذمـم قلـت (السعودي) أوفـى منـكـم ذممـا

بنصــره اللـه كـان اللـه نـاصره فلـم يكـن جيشـه فـي الحـرب منهزما

وإنمـا جيـش مـن عــاداه منـهـزم وكـل مـأوى لـه مـا زال منحطمـا

النـاصر اللـه لـم تـهزم كتائبـه لا يــهـزم اللـه إلا الظـالم النـهما

عبدالعزيز، كفـاه البـأس مكرمـة البـأس يبقـى علـى الضرغامـة الهمـا

سـائـل عـن البـأس فـيـه المشـرقين إذا لم تسـأل الصـارمين السيف والقلمـا

فلـلألى عرفـوا بالبـأس صولتـهم في المشرقين، ومن كابن السعود سما

الشــــرق أكــــبـــره والغـرب قـدره وأكـبـرا فــي يديـه المنصـل الخدمـا

لم يعـهـدا فـــــيه لاضعفـاً ولاضعـة أيـان كـان، ولا وهـلا ولاوهمـا

إن أنس لا أنـس هـاتيك الجهود ومـا بغيرهـا كـان نصـر اللـه منحتمـا

ما انشـق يومـا علـى أبنـاء جلدتـه ولا عـن الـعـرب فـي المعمورة انقسـما

ولم يجـم مـن عـدو رام حربـهم اليعربــي مــن الأعـداء ماوجمـا

ولم ينـم عـن حقـوق العـرب تهضمـها تلك العـداة، وحـق العـرب ما اهتضمـا

إن السعودي يقظـان ومـن يقظـت عينـاه كـان لديـه الحـق محترمـا

من قبله كان شعب الضـاد فـي صـدم مما يلاقي وأشقى النـاس مـن صدمـا

وكم توالت على ابـن الضـاد مـن نـوب لم تبــق فــي يـده غابـا ولا أطمـا

لكنـه اليـوم فـي أمـن، ولا سـدم عبدالعزيـز، وقـاه ذلـك السـدما

لم يخش فـي عهده المحبـوب لا أحـد لـه قـــراه، ولا يتمـا ولا يتمـا

ولـن يضيـع وفـي ذاك المليـك قـوى لم يوتـهـا اللـه إلا مـن بـه اعتصمـا

لولا السـعودي صـارت يعـرب قـدد أجـل، ولـولاه صـارت كلـها عجمـا

أوقـل إذا شـئـت لـولا الملـك فـي يـده ماظل فـي الشـرق شمل الضـاد ملتئما

وهـــل سمعـت بملـك مثلـه لـهـم يحنـو عليـهـم إذا مـا داهـم دهـمـا؟

كـلا فـلـم يـك تحت الشمس مـن مـلـك سـواه يؤثـر أن يرعـى لهـم حـرمـا

(ألفيصلي) بمـا خصـت بـه يـده لم يحكـه غـيره نبـلا ولا كرمـا

ولـن يجاريــه فـــــي عزمـه أحـد ومـن يجاريـه فـي الجلـى إذا عزمـا

بنـى ليـعــرب (ملكـا) غـيـر مـنـهـدم وكـل أبنائـه أضحـوا لـه دعمـا

ولم يشـد غـيره للعـرب مجدهـم مذ طـاح مجـد أولاء العـرب أو حطمـا

والطائر الصيـت فـي بـدو وفـي حضـر مـن يبتـنـي حسـبًا لا مـن يبتـني رجمـا

للـه مـن مـلـك عبدالعزيـز، فكـم أسدى إلى العرب ما صانوا به الشمما

(أبنــاؤه) مثلـه بـأسـا وليـس لـهـم ند إذا مـا أثـاروا الأينـق الرسمـا

ومـن كأبنائـه الآسـاد، إنـهم إن قامت الحرب كانوا شهبها الرجما

تخلقـوا بـالتقى، بالدين مـن خلقـوا بالحسنيات، بمـا سـادوا بـه الأممـا

فـلا ركـون إلى بطـل ولا ملـك مـن أي حـق ولا نكــرا ولا لممـا

أبوهــم بــــالهدى فـــــــــه تعــهدهم كمـا تعـهـد بيـت اللـه والحرمـا

فاســـتعصموا بـهداه فــاقتدت بـهم ربوعـهم فـجــرت فـــي إثرهـم قـدمـا

هـم الأكـارم فـي ديـن وفـي أدب غـض ولـلأدب الموهـوب مـن كـرمـا

هـم الألى كأبيـهـم فـي سياســته إن يبتغوا الحـرب أو إن يبتغـوا السلما

فـي عـهـده قسـم اللـه السـعود لهـم ولـن يـزول بفضـل اللـه ماقســما

أيامـهـم فـي حمـاه أشـهـر حــرم فضـل مـن الخـير تلـو الخير ماحتمـا

أصفى له الود شعب، غير ذي كذب للكـذب مـن لا تـراه بـالهدى وسمـا

شـعـب لـه حزمـه والحـرب مضرمـة وليس للنصـر فـيـهـا غيـر مـن حـزمـا

فمـا فـتـى منـه إن قامت بمنحطـم فتى الجزيـرة يـوم الحـرب ما انحطمـا

وإن تك انقسمت بعض الشعوب على بعض، فلم يـك هـذا الشـعب منقسـما

قال الدكتور علي مشرف الشهري في الملك سلمان:

بِكَ كم يليقُ المُلكُ يا سلمانُ

والحُكمُ والتدبيرُ والسلطانُ

خمسونَ عامًا في الرياضِ أميرُها

ماذا فعلتَ فكلُّها تِيجانُ

طوَّقتَها بيدي عطائك مثلما

تُعطي السَّما وتُطَوَّقُ الوِلْدانُ

ووزرتَ بعدُ دفاعَ دولتِنا فما اهـْ

ـتزَّتْ برغْمِ عِداتِها الأركانُ

ووليتَ عهدَ المُلْكِ لمّا ودّعَا

أسَدُ الشريعةِ والنَّدى سلطانُ

فعضدتَ عبدَاللهِ في ميدانِهِ

وكم احتفى برؤاكما الميدانُ

وحمَيتُما أرضَ السُّعودِ وزدتما

في الصّرْحِ حتى أذْهَلَ البُنيانُ

ووقفتُما كالراسياتِ فأدبرتْ

فتَنٌ تمورُ وصُفِّدَ الفتَّانُ

ووفيْتَ عمرَكَ للملوكِ كأنما

جمعَ الوفاءَ جميعَهُ إنسانُ

وأتاكَ هذا الملْكُ يسعى مثلما

يسعى إلى آمالِهِ اللهفانُ

وإليك ألقى الأمرُ كلّ عظيمةٍ

تنأى بها في العالَمِ الشجعانُ

وعليك تستندُ الشَّدائدُ مثلما اسـْ

تندتْ على فرسانِها الأوطانُ

وبك استمرَّ النهجُ صفوًا مثلما

يصفو الزُّلالُ وينهلُ الظَّمآنُ

وعليه سار المُلكُ منذُ أبيكُمُ

وسرتْ بصدقِ حديثه الرُّكبانُ

هذي الجموع أتتْ تبايع كلُّها

وأتتْكَ مثل جموعِها البُلدانُ

بايعتُ (سلمانًا) وتلْكَ أكفُّنا

في كفِّهِ والقلبُ والوجدانُ

قال الأمير عبد الرحمن بن مساعد في محمد بن سلمان:

أفلا يحق لي امتلاك الزهر والفخر الأتم

أو ليس يكفي أن هذا المعز الفذ ابن عم

لمحمد تالي المعالي خاضعات ترتجي

أن تستزيد وجاهة ومكانة كيفا وكم

لمحمد صنع العجيب المتقن المتفرد

إنجازه سعد البلاد وللعدا هم وغم

لمحمد حب الأنام وحقدها وذهولها

ويقينها بمقاله إن قاله تالله تم

يا آخذ المجد التليد إلى البعيد بطوعه

أثخنت حسادًا بجرح لا يطيب ولا يلم

حولتهم لردود فعل شاخصين عيونهم

مترقبين مراقبين هنا حكى وهناك لم

لله درك كم ألوف شغلهم في الأرض أن

يترصدوا ما قد فعلت ويبدلوا مدحا بذم

حتى أولئك قد سترت بيوتهم وعيالهم

رزقًا لهم سحقا لهم أردفتهم هما بهم

يا أيها الصعب المهاب جنابه وعقابه

لا ليس باسمك يتقى يا أيها الطود الأشم

يا أيها السهل الغزير عطاؤه وسخاؤه

قد فاق خيرك وارتقى يا أيها الجود الأعم

يا أيها الماضي بنا لغد بهي مشرق

عودتنا يا قمة الأمجاد أن نرتقي القمم

إنا نحبك قدر كره الكارهين وغلهم

ولذا يحق لنا امتلاك الزهو والفخر الأتم