”بولا بتاع الصلبان” .. شاب يتحدى الظروف و يبدأ مشواره من الرصيف بمنطقة شبرا مصر


” بولا بتاع الصلبان ” اسم لشاب عصامى ، مكافح عرفه حى شبرا مصر و تحديدا منطقة الخلفاوى بهذا اللقب حينما بدأ مشواره و الخروج بموهبته و صنعة يده للنور منذ عام ٢٠٢١ ليبدأ رحلة كفاحه من على الرصيف كى يشق طريقه ، متحديا الظروف و الأعراف لتحقيق حلمه و الكسب من وراء موهبته و فنه بشكل مختلف و غير تقليدى و ان يصل بصنعة يده لكل بيت مصرى بلمساته الفنية المبدعة و افكاره الجديدة المبتكرة فى صناعة الصلبان ، و هنا جاءت تسميته ” بولا بتاع الصلبان ” الذى يعتز و يفتخر به كثيرا .

بدأ ”بولا بطرس فايز ” الطالب فى السنة الثانية بكلية النظم و المعلومات مشواره فى صناعة الصلبان منذ صغره حينما تربى على يد والده ليتعلم منه الكثير عن صناعة الصلبان ، و ذلك داخل محل بمنطقة شبرا مع ” عمامه ” فكانت الفرصة سانحة امامه منذ صغره لتعلم أصول الصنعة التى يحبها كثيرا و للتفرغ لاثقال موهبته لتحويل الاشياء البسيطة لاعمال فنية ذو قيمة , فكانت طفولتى بمثابة فترة اعداد لتصميم نماذج مجسمة داخل ” الورشة ” برفقة والده و عمامه , و عليه كان يميل لذلك الاتجاه و يشعر بالحنين لتلك الصنعة ليجد نفسه فى تلك الصنعة .

و لأن الطريق لم يكن سهلا و النجاح يقابله دائما صعوبات , لم يستمر نشاط والده كثيرا فكان المحل الذى يمارس فيه الصنعة لانتاج الصلبان بالايجار كما انه بعد فترة كان انتقال والده و رحليه ، و وسط كل الظروف و التحديات ظل حب المهنة فى داخله يدفعه ليستكمل ما بدأه والده بل و يطوره للأحسن ليرضى جميع الاذواق العامة فيما يخص صناعة الصلبان ، و بطبيعة الحال بدأ المشوار من البداية يتلمس خطواته واحدة تلو الاخرى معتمدا على موهبته الفطرية و ما تعلمه على يد والده، و من ثم “اشتغل على نفسه كثيرا ” , يحاول و يجرب و يتعلم بالممارسة كى يكتسب الخبرة و يطور من ذاته و بصنعته ، و بالفعل بدأ يفكر فيما هو غير تقليدى و غير معتاد كعادته الخروج ” بره الصندوق ” ليبتكر افكار جديدة للصلبان و تحويل الاشياء البسيطة لأعمال فنية ذو قيمة .

و عن اهتمامه بالصنعة و ايمانه و شغفه بتقديم كل ما هو جديد ، اتجه للبيئة بوعيه و ادراكه بقيمة المخلفات و أهمية إعادة تدويرها و الاستفادة منها فى تصميم صلبانه لتظهر فى قوالب ابداعية مجسمة مختلفة فى الفكرة و الاخراج ، فكان ل “بولا ” خطوة فى هذا الاتجاه، حيث التقاط خامات من المخلفات منها البلاستيك و غيرها و العمل على إعادة تشكيلها و تصنيعها من جديد و اظهارها بشكل مختلف فيما يقدمه من صلبان . ايضا افكاره المبدعة من حيث سعف النخيل و السنابل و كيفية استخدامها كخامات طوال العام بعدما كان المتعارف عليه شراء السعف و السنبلة و اقتصاره على يوم واحد فى السنة وقت الاحتفال بأحد السعف بما يضعه فى اطار واحد و تقليدى ، غير انه بإمكانه تطويعه و تشكيله فى ثوب جديد للشراء منه طول أيام السنة اذا ما قدم فى شكل جديد و مختلف و هو ما يعمل على صناعته و انتاجه خلال السنة حيث تجفيفه و طلائه و من ثم تقديمه على هيئة صليب بشكل مختلف لتغيير الصورة النمطية المعتادة عن السعف و السنبلة .

أوضح ” بولا ” انه يواجه تحديات كبيرة للاستمرار فى صناعته و تطوير موهبته لاسيما من حيث الظروف الاقتصادية التى نعيشها و تحمله اعباء تكاليف الخامات الاساسية فى صناعته ، ايضا مسألة الترويج لما ينتجه من صلبان ، فحينما طرق ابواب المكتبات المسيحية و المحلات من باب فتح المجال امامه للانتشار بشكل أكبر و الترويج لصلبانه على نطاق أوسع كان العائق امامه هو محاولة المكتبات الاتفاق معه على سعر أقل من التكلفة الحقيقية للمنتج حتى يتثنى لهم كمكتبات رفع القيمة لتحقيق مكسب و بالتالى لم يعد الأمر مجدى بالنسبة له .. و ما كان منه إلا ان يتخطى التحديات و تجاوزها ليبدأ طريقه من الرصيف امام كنيسة السيدة العذراء و رئيس الملائكة ميخائيل بالخلفاوى ، و التفكير فى إنشاء صفحة على الفيس بوك باسم ” بولا بتاع الصلبان ” للترويج من خلالها ما ينتجه من صلبان ” اون لاين ” و هى ما تلقى تفاعلا من قبل الاصدقاء و مع الوقت بإمكانها الانتشار بشكل أكبر .

و بسؤاله بشأن موقف اسرته و مدى دعمها لهذا الاتجاه خاصة و انه طالب جامعى ، قال ” بولا ” اسرتى تشجعنى كثيرا و تقف فى ظهرى ، فوالدتى الداعم الأول لى و دائما تساندنى فيما اقوم به من صناعة الصلبان و شجعتنى على ان ابدأ مشوارى من الرصيف و دعمها يظهر فى اصطحاب اصدقائها وقت الخروج من اجتماع الكنيسة و الافتخار بى امامهم و بما انتجه و اصنعه و من ثم مساعدتى فى التعريف بى، و بالتالى الترويج لما انتجه من صلبان و من ثم شرائهم قطع نالت على اعجابهم وجدوا فيها شىء من الاختلاف تجعلهم يقومون بشراء صليب جديد مختلف عما يمتلكونه داخل منازلهم .

و بالتأكيد فرحتى لا توصف حينما اجد من يقدر ما اقدمه من صلبان و بيع قطعة من صنع يدى , فما اقدمه من اعمال فنية و ابداعية يشبع طاقاتى حتى و ان كان المكسب بسيط و لكنى فى المقابل اجد ان المسألة لا تحتاج لماكينات و غيرها بكون الصنعة تعتمد بالاساس على الايدى العاملة و الادوات المستخدمة حيالها تحتاج لحس فنى يمكن تطوعيها و تصميم مجسمات من واقع الحياة المعاشة بعد اضفاء لمسات فنية ليظهر التمثَّال و الصليب، و ما يحاكيه و كأنه حقيقة من دقة التعبير النابع من مشاعر صادقة تعمل بجهد كى تفكر و تبدع و تبتكر , و عليه وجدت ذلك الطريق محبب لدى .

و لا اغفل دعم بيشوى أخى الأكبر و تشجيعه لى و مساعدتى بافكار للتنفيذ لتطوير ما انتجه من صلبان الى جانب مساعدتى يدويا فى اتمام ما اقدمه من افكار لإنجاز الكم الذى احتاج إعداد يوميا .

أضاف ” بولا ” حلمى ان اصل لكل بيت داخل أنحاء الجمهورية و ان اصل للمحافظات ، و ان يعرف اسمى ” بولا بتاع الصلبان ” فى كل مكان، وساعمل جاهدا على تحقيق حلمى مهما كانت الصعوبات و التحديات .. فمشوار النجاح يبدأ بخطوة و لدى طاقة تمكننى صناعة ما يقرب من ٧٥ قطعة يوميا ومع الوقت بالطبع الطاقة الإنتاجية ستزيد مع الانتشار و توسيع النشاط بشكل أكبر .

تاريخ الخبر: 2023-02-22 09:22:48
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 55%
الأهمية: 52%

آخر الأخبار حول العالم

بركة : مونديال 2030.. وضع خارطة طريق في مجال البنيات التحتية

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:53
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 64%

بوريطة يتباحث ببانجول مع نظيره المالي

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-05-03 03:24:56
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية