7 جسور تشد ضفافها.. مدينة عربية شيدت على صخرة تناطح السحاب


هي عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة، سيرتا، مدينة الجسور أو مدينة الصخر العتيق، تعددت مسمياتها وسحرها واحد، مدينة حاكت تاريخها حضارات تعاقبت منذ 2500 سنة فنسجت معالم أسرت ألباب زوارها.

على صخر كلسي شيدت وبجسور شامخة تناطح الزمن شدت ضفافها، لا الصور ولا العبارات قادرة على إيفاء طابعها العمراني الخاص ومعالمها حقها.

معالم وتاريخ وحضارة أعطتها الأحقية لافتكاك لقب عاصمة الثقافة العربية لسنة 2015 حيث احتضنت فعاليات وتظاهرات ثقافية كبيرة.

جسور متناثرة

الجسور التاريخية المتناثرة في أرجاء المدينة تعد مبعث فخر واعتزاز لأهلها بما تحمله من عبق التاريخ، وفي مقدمتها جسر تعددت مسمياته هو الآخر، جسر سيدي مسيد أو قنطرة لحبال أو قنطرة السبيطار، كما يفضل البعض تسميته، صرح يداعب السماء شيده الاستعمار الفرنسي عام 1912، بطول 168 مترا وارتفاع 175 مترا، ليكون أعلى جسور المدينة.

أما جسر سيدي راشد فلا يقل شأنا عنه لدى سكان المدينة، لاسيما وأن اسمه يرمز إلى أحد الأولياء الصالحين من أبناء قسنطينة الموجود ضريحه أسفل هذا الجسر الحجري الذي يعد الأطول من نوعه في العالم، إذ يققر طوله بـ 447 مترا، يحمله 27 قوسا، قطر أكبرها 70 مترا، أما ارتفاعه فيصل إلى 105 أمتار.

باب القنطرة

أقدم الجسور في قسنطينة هو جسر باب القنطرة الذي بناه الأتراك علم 1792 ليهدمه الفرنسيون عام 1863 ويعيدون بناء آخر على أنقاضه.

أما بقية الجسور فهي صغيرة، شيدت أيضا في العهد الاستعماري على غرار جسر ملاح سليمان أو جسر المصعد، وهو ممر حديدي مخصص للمشاة فقط بُني فيما بين سنتي 1917 و1925، يربط شارع السكة الحديدية ووسط المدينة.

ما يزيد بهاء مناظر تلك الجسور هو وادي الرمال الذي يجري أسفلها بمياهه الوفيرة على مدار السنة رغم أنها غير نقية، في انتظار استكمال المشاريع المسطرة لتنقيته وتحويله إلى أحواض أسماك.

الجسر العملاق

ومن هذا الوادي أخذ الجسر العملاق الاسم ليكون وصلة الاستمرارية في مسيرة البناء والتشييد، وهو المشروع الذي من شأنه وضع البصمة العربية على هذه الأرض إلى الأبد.

كثيرة هي المعالم التاريخية والحضارية التي تزخر بها قسنطينة وهي الآثار التي تنام عليها عاصمة الشرق الجزائري والتي تتميز عن باقي مدن العالم، ومنها قصر الباي الذي تعود فكرة إنشائه إلى آخر بايات المدينة، الحج أحمد باي ابن محمد الشريف، شرع في بناء هذا القصر سنة 1825، ليستكمل عقب 10 سنوات، يتربع على مساحة 5609 متر مربع ويعد شاهدا على فن العمارة العثماني، ويضم هذا الصرح غرفا وحدائق وفناءات رحبة.

ومن المعالم الراسخة أيضا في المدينة والشاهدة على حضارات خلت، الأقواس الرومانية القابعة منذ قرون بالطريق المؤدي إلى شعب الرصاص.

مدينة الهوا والهواء

من مسميات قسنطينة أيضا مدينة الهوا والهواء وهو اسم أطلقه عليها الشعراء، للطافة جوها ورقة طباع أهلها وانتشار البساتين والأشجار في أرجائها وكذا الحدائق العمومية التي من شأنها تلطيف الجو داخلها.

وقد طغت على قسنطينة صبغتها الثقافية والدينية منذ القدم وتكرس هذ المظهر بعد استقرار الإسلام بها، فشهدت عملية بناء المساجد سيرورة دائمة، ومن أكبرها على الإطلاق مسجد الأمير عبد القادر، الذي يتسع لـ 15 ألف مصل، شيد هذا الصرح الإسلامي قبل زهاء 5 عقود، ويعد من أكبر المساجد في شمال إفريقيا، يتمير بعلو مأذنتيه اللتين يبلغ ارتفاع كل واحدة منهما 107 أمتار أما ارتفاع قبته فيصل إلى 64 مترا، صرح يبهرك منظره بهندسته المعمارية الرائعة، إذ تعتبر إحدى التحف التي تفننت فيها يد الإنسان في العصر الحاضر فأبدعت بنمط مشرقي وأندلسي.

هو إذا غيض من فيض عن جمال وسحر مدينة العلم والعلماء التي يقصدها السياح من كل حدب وصوب، إذ لا يسع وصفها قراطيس ولا كتب.

تاريخ الخبر: 2023-02-23 12:21:26
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 94%
الأهمية: 94%

آخر الأخبار حول العالم

مع مريـم نُصلّي ونتأمل (٢)

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:50
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 50%

تراجع جديد في أسعار الحديد اليوم الخميس 2-5-2024 - اقتصاد

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 06:21:03
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية