حرب أوكرانيا: ما فرص التسوية بعد عام على اندلاعها؟

صدر الصورة، Getty Images

مع إكمال الحرب في أوكرانيا عامها الأول، لا تبدو في الأفق نهاية قريبة لأكبر حرب برية في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

فقد اعتبر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطاب مقتضب ألقاه خلال مهرجان وطني كبير في ملعب لوجنيكي بموسكو يوم الأربعاء 22 فبراير/شباط، أن بلاده تحارب حاليا في أوكرانيا من أجل "أراضيها التاريخية."

وأثناء ظهوره الذي دام بضع دقائق فقط، أشاد بوتين بقواته التي تقاتل في أوكرانيا "ببطولة وشجاعة وبسالة: نحن فخورون بهم."

وقبل هذه التصريحات بساعات، وفي خطاب للأمة استمر نحو ساعتين، تعهد بوتين أيضا بمواصلة هجومه العسكري بطريقة "منهجية" في أوكرانيا.

وأكد بوتين أن الغرب يريد "إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، أي القضاء علينا نهائيا" محملا واشنطن وحلفائها الأوروبيين "مسؤولية تأجيج النزاع الأوكراني وسقوط ضحاياه."

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • روسيا وأكرانيا: هل فشلت حرب بوتين وما الذي تريده روسيا؟
  • روسيا وأوكرانيا: بايدن يشيد بحلف شمال الأطلسي وبوتين يلقي باللوم على الغرب في الحرب
  • روسيا وأوكرانيا: هل يشهد عام 2023 نهاية الحرب الروسية الأوكرانية؟
  • روسيا وأوكرانيا: بوتين يلتقي وزير الخارجية الصيني تزامنا مع تأكيد بايدن أن واشنطن "ستدافع عن كل شبر من الناتو"

قصص مقترحة نهاية

لكن خطاب بوتين كان له وقع كبير، خصوصا أنه أعلن تعليق مشاركة موسكو في آخر معاهدة لمراقبة الأسلحة بين أكبر دولتين نوويتين في العالم، روسيا والولايات المتحدة، وهدّد بإجراء تجارب نووية جديدة إذا قامت واشنطن بذلك أولا.

وقال الرئيس الروسي "يريدون إلحاق هزيمة استراتيجية بنا، ومهاجمة مواقعنا النووية، ولهذا السبب بات واجبا علي أن أُعلن أن روسيا ستعلّق مشاركتها في معاهدة (نيو) ستارت."

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

وخففت وزارة الخارجية الروسية من حدة هذا الإعلان مؤكدة في بيان أن "روسيا تعتزم التزام نهج مسؤول وستواصل الامتثال الصارم للقيود الكمية المفروضة على الأسلحة الهجومية الاستراتيجية المنصوص عليها في المعاهدة."

ويعدّ هذا الاتفاق الذي وُقع في العام 2010 آخر اتفاق ثنائي من نوعه يلزم القوتين.

وكانت روسيا قد أعلنت في بداية آب/أغسطس تعليق عمليات التفتيش الأميركية المخطّط لها في مواقعها العسكرية في إطار الاتفاق، مؤكدة أن هذه الخطوة جاءت ردا على العراقيل الأمريكية أمام عمليات التفتيش الروسية في الولايات المتحدة.

وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إن قرار روسيا تعليق معاهدة خفض الأسلحة النووية مع واشنطن "مؤسف للغاية وغير مسؤول"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة ما زالت مستعدة للحوار بشأن هذه القضية.

في المقابل، قال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، الخميس 23 فبراير/شباط، عشية الذكرى الأولى للعملية العسكرية التي تشنها روسيا في بلاده، إن أوكرانيا "ستنتصر" على القوات الروسية.

وأضاف على منصات التواصل الاجتماعي: "لم ننكسر، تخطينا الكثير من المحن وسوف ننتصر. سنحاسب جميع الذين جلبوا هذا الشر، وهذا الرعب وهذا القتل والنهب وهذه الحرب إلى أرضنا."

" وقال زيلينسكي إن "روسيا اختارت طريق القتل والإرهاب، وستتحمل الدولة الروسية مسؤولية ما ارتكبته."

من جانبه قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن موسكو لن تنتصر في حربها ضد أوكرانيا، مجددا في كلمة ألقاها من العاصمة البولندية وارسو تشبث بلاده بدعم كييف.

ووصل بايدن إلى وارسو مساء الاثنين بعد زيارة مفاجئة لكييف، حيث التقى مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي يسعى للحصول على مزيد من الأسلحة مع استعداده لمهاجمة الروس في الربيع.

وقال بايدن إن واشنطن تدعم أوكرانيا دعما تاما مع اقتراب الذكرى الأولى للغزو الروسي كما أكد الدعم الأمريكي للجناح الشرقي في حلف شمال الأطلسي.

وشدد بايدن على أنه "لا شك أن التزام الولايات المتحدة تجاه تحالفنا مع حلف شمال الأطلسي والمادة الخامسة التزام قوي لا لبس فيه"، مشيرا إلى مبدأ الحلف الذي يقول إن الهجوم على أي دولة يمثل هجوما على جميع الدول.

وأضاف "كل دولة بالحلف تعرف ذلك. كما أن روسيا تعرف ذلك جيدا، الهجوم على أي دولة هو هجوم على جميع الدول."

تسوية سياسية

يأتي هذا في وقت عرضت بكين رؤيتها "لتسوية سياسية" للنزاع في أوكرانيا خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الصيني وانغ يي إلى موسكو الأربعاء 22 فبراير/شباط.

واستقبل الرئيس بوتين الوزير الصيني في الكرملين بعد لقائه نظيره الروسي سيرغي لافروف.

يأتي هذا اللقاء بعد أن أعربت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي عن قلقهما من أن الصين تستعد لتزويد روسيا بالأسلحة لمواصلة هجومها في أوكرانيا، في اتهام سارعت بكين إلى نفيه.

من جهتها، قالت وزارة الخارجية الروسية في ختام المحادثات الروسية - الصينية إن "الشركاء الصينيين أطلعونا على آرائهم حول الأسباب الجذرية للأزمة الأوكرانية، إضافة إلى مقارباتهم لتسويتها سياسيا."

لكن خلال تلك النقاشات "لم يدر حديث حول أي خطة محددة"، كما أشارت الخارجية الروسية.

وكانت الصين وعدت بنشر اقتراحها بشأن "الحل السياسي" هذا الأسبوع بمناسبة الذكرى الأولى لبدء الغزو الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير 2022 والذي تعرضت موسكو بسببه إلى موجات من العقوبات لعزل روسيا عن النظام المالي العالمي وحرمان بوتين من الإيرادات اللازمة لتمويل حملته العسكرية.

وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى إن الحكومة الصينية لم تتشاور مع كييف أثناء إعداد خطتها المقترحة للسلام في أوكرانيا.

وحذر المسؤول الأوكراني الكبير من أن أي خطة سلام يجب ألا تتجاوز "الخطوط الحمر" التي وضعتها كييف، بما في ذلك عدم التنازل عن أراض لروسيا التي تحتل مناطق في شرق البلاد وجنوبها، ولا سيما شبه جزيرة القرم.

حشود روسية وتأهب أوكراني

ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى للحرب في أوكرانيا، بدأت الحشود العسكرية الروسية تتدفق إلى شرق البلاد استعدادا لهجوم كبير حسبما أفاد حاكم مقاطعة لوغانسك الأوكرانية.

وبانتظار المساعدات العسكرية الغربية الموعودة من دبابات قتالية وصواريخ بعيدة المدى، تتهيأ أوكرانيا لشن هجوم مضاد في الربيع من أجل استعادة السيطرة على الأراضي التي وقعت في قبضة القوات الروسية.

تداعيات الحرب

ومنذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، شهد العالم تباطؤا في النمو وزيادة سرعة التضخم.

تقول الأمم المتحدة في تقرير لها، إن التضخم المرتفع يؤدي إلى خفض الدخل الحقيقي للأسر في البلدان النامية والأقل نمواً في العالم.

وهذا هو الحال بشكل خاص في البلدان النامية، حيث ينتشر الفقر ويظل نمو الأجور مقيدا، في حين أن الدعم المالي لتقليل تأثير ارتفاع أسعار النفط والغذاء يبقى محدودا.

كما أن ارتفاع تكاليف الغذاء والطاقة، بسبب الحرب، له آثار إضافية على بقية الاقتصاد ما يمثل تحديا للتعافي الشامل بعد جائحة كورونا حيث تتأثر الأسر ذات الدخل المنخفض بشكل غير متناسب.

ولم تتسبب الأزمة في تعطيل طرق التجارة وسلاسل التوريد وطرق التجارة فقط، بل أدت كذلك إلى انخفاض النشاط الاقتصادي في كل من أوكرانيا وروسيا.

كما أدى فرض عقوبات اقتصادية على روسيا واضطراب دوائر الإنتاج وموانئ التصدير في أوكرانيا إلى تأثيرات سلبية على التجارة العالمية ومنها التبادلات التجارية الكبيرة بين الدول العربية وكل من روسيا وأوكرانيا.

ويرى مراقبون أنه كلما طال أمد حرب أوكرانيا، فإن الخسائر الاقتصادية ستزداد على مستوى البلدين والعالم بأسره.

برأيكم

ما فرص تسوية أزمة أوكرانيا في بداية عامها الثاني؟

هل تحسم المعارك على الأرض نتيجة المعركة؟ ولمن؟

هل تؤتي العقوبات الاقتصادية على روسيا ثمارها؟ ولماذا؟

كيف تأثرت حياتكم خلال العام الأول من الحرب؟

سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 24 فبراير/ شباط 2023

خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.

إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk

يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message

كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC

أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@

كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب