ماكرون يدعو للتحلي "بالتواضع" ويعلن عن تخفيض مرتقب للقوات الفرنسية في القارة الأفريقية


إعلان

في خطاب حول السياسة الفرنسية الجديدة في أفريقيا، دعا الرئيس الفرنسي الإثنين إلى التحلي بـ "التواضع" و"المسؤولية" رافضا "المنافسة" الاستراتيجية التي يفرضها من يستقرون هناك مع "جيوشهم ومرتزقتهم". على حد قوله.

وأضاف ماكرون، في إشارة إلى روسيا ومجموعة "فاغنر" العسكرية المقربة من الكرملين والمنتشرة خصوصا في أفريقيا الوسطى ومالي رغم نفي باماكو ذلك "يريد الكثيرون دفعنا للدخول في منافسة، أعتبرها مفارقة تاريخية (...) يصل البعض مع جيوشهم ومرتزقتهم إلى هنا وهناك".

 وتابع "إنها طريقة فهمنا المريحة للواقع في الماضي. قياس تأثيرنا من خلال عدد عملياتنا العسكرية، أو الاكتفاء بروابط مميزة وحصرية مع قادة، أو اعتبار أن أسواقا اقتصادية هي أسواقنا لأننا كنا هناك من قبل".

وفي كلمته التي ألقاها من قصر الإليزيه الإثنين عشية جولة أفريقية أكد الرئيس الفرنسي على ضرورة بناء علاقة جديدة ومتوازنة قائلا: "يجب أن نبني علاقة جديدة متوازنة ومتبادلة ومسؤولة مع دول القارة الأفريقية".

كما أعلن "قانونا إطارا" من أجل "تنفيذ عمليات إعادة جديدة" لأعمال فنية "للدول الأفريقية التي تطلب ذلك".

أما على الصعيد العسكري، فأوضح ماكرون أن "التحول سيبدأ في الأشهر المقبلة عبر خفض ملموس لعديدنا وحضور أكبر في القواعد (العسكرية) لشركائنا الأفارقة"، واعدا بأن "تبذل فرنسا مزيدا من الجهد على صعيد التدريب والتجهيز".

"منطقة نفوذ"

 هذا وتنشر فرنسا نحو ثلاثة آلاف عسكري في المنطقة خصوصا في النيجر وتشاد بينما كان عددهم 5500 عنصر قبل فترة قصيرة. لكنها تريد إعادة نشر جنودها متوجهة نحو دول خليج غينيا التي انتشرت فيها موجة جهادية.

 ففي تلك المنطقة وفي مجمل القارة، يلقى نفوذ فرنسا والدول الغربية منافسة كبيرة من الصين وروسيا. إذ أن ثلاث دول من الأربع التي سيزورها الرئيس الفرنسي وهي الغابون والكونغو وأنغولا امتنعت الخميس الماضي عن التصويت على مشروع قرار في الجمعية العامة للأمم المتحدة يطالب بانسحاب القوات الروسية من أوكرانيا.

وفي السياق، قال الرئيس الفرنسي إن أفريقيا ليست "منطقة نفوذ" ويجب أن ننتقل من "منطق" المساعدة إلى منطق الاستثمار.

هذا، ويكتسي خطاب الإثنين صدى لخطاب ألقاه ماكرون في واغادوغو في 2017 حيث أكد عزمه على طي صفحة سياسة باريس الأفريقية في مرحلة ما بعد الاستعمار التي شهدت تواطؤا سياسيا وعلاقات متوترة ومد اليد للشباب الأفريقي الذي يعتمد موقفا مشككا جدا حيال فرنسا.

وكان الرئيس الفرنسي قدم نفسه حينها على أنه قائد جيل جديد منددا أمام  800 طالب بـ"الجرائم الأكيدة" للاستعمار داعيا إلى "علاقة جديدة" مع أفريقيا وهو ميثاق ينوي توسيعه ليشمل أوروبا.

كما قام ماكرون في تموز/يوليو بجولة شملت الكاميرون وبنين وغينيا بيساو. وينوي مواصلة زياراته للقارة الأفريقية "كل ستة أشهر تقريبا لا بل أقل".

"المضي قدما" مع الجزائر والمغرب

وأكد الرئيس الفرنسي في خطابه الإثنين أيضا أنه سيواصل "المضي قدما" لتعزيز علاقة فرنسا بكل من ، بعيدا عن "الجدل" الراهن.

 وقال "سنمضي قدما. المرحلة ليست الأفضل لكن هذا الأمر لن يوقفني"، منتقدا من "يحاولون المضي في مغامراتهم" ولديهم "مصلحة بألاّ يتم التوصل" إلى مصالحة مع الجزائر.

وأضاف "هناك دائما أشخاص يحاولون أن يستغلوا الظروف، مثل فضائح التنصت في البرلمان الأوروبي التي كشفتها الصحافة".

ويذكر أنه في توصية جرى إقرارها بغالبية كبيرة نهاية كانون الثاني/يناير الماضي، حض البرلمان الأوروبي السلطات المغربية على "احترام حرية التعبير وحرية الإعلام" ووضع حد لـ "المضايقة التي يتعرض لها الصحافيون".

كما أعرب عن "قلقه العميق" من "الادعاءات التي تفيد بأن السلطات المغربية أفسدت أعضاء في البرلمان الأوروبي".

كما رأت بعض الأصوات في المغرب أن فرنسا تقف وراء توصية البرلمان الأوروبي، فيما كانت العلاقات متوترة أصلا بين باريس والرباط خصوصا في ما يتعلق بوضع الصحراء الغربية.

وقال الرئيس الفرنسي "هل كان ذلك صنيعة حكومة فرنسا؟ كلا! هل صبّت فرنسا الزيت على النار؟ كلا! يجب أن نمضي قدما رغم هذه الخلافات".

ومن جهتها، كانت الجزائر قد استدعت سفيرها لدى فرنسا "للتشاور" في 8 شباط/فبراير الماضي للاحتجاج على "الدخول غير القانوني" عبر تونس للناشطة الفرنسية-الجزائرية أميرة بوراوي.

وتابع ماكرون "أعلم أنه يمكنني الاعتماد على صداقة والتزام الرئيس (الجزائري عبد المجيد) تبون. سنحرز تقدما معه أيضا".

ويباشر الرئيس الفرنسي الأربعاء جولة تشمل أربع دول في وسط أفريقيا وهي الغابون وأنغولا والكونغو وجمهورية الكونغو الديمقراطية. وخلال محطته الأولى في ليبرفيل سيشارك في قمة حول حفظ غابات حوض نهر الكونغو.

 ويأتي خطاب ماكرون بعد نهاية عملية برخان لمكافحة الإرهاب في منطقة الساحل واضطرار القوات الفرنسية إلى الانسحاب من مالي وبوركينا فاسو اللتين يحكمهما مجلسان عسكريان مع عداء واضح تجاه فرنسا.

فرانس24/ أ ف ب

الرسالة الإخباريةأبرز الأحداث الدولية صباح كل يوم

ابق على اطلاع دائم بالأخبار الدولية أينما كنت. حمل تطبيق فرانس 24

تاريخ الخبر: 2023-02-27 21:16:58
المصدر: فرانس 24 - فرنسا
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 77%
الأهمية: 85%

آخر الأخبار حول العالم

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:14
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 60%

36 رياضيا في فريق اللاجئين بأولمبياد باريس

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-02 21:26:19
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية