أجمعت الأحزاب السياسية على استعدادها الكامل للمشاركة فى الجلسات الرسمية المرتقبة للحوار الوطنى، مشددة على أهمية انعقاده فى ظل المتغيرات العالمية وتداعيات الأزمة الاقتصادية على الكثير من البلدان، ومنها مصر.

وأكدت الأحزاب ضرورة الاجتماع والتكاتف من أجل صياغة رؤى توافقية، من شأنها تخفيف الأعباء عن المواطنين وتحقيق دفعة اقتصادية وتنمية مستدامة، والتى يمكن أن تستعين بها الحكومة فى التنفيذ على أرض الواقع.

وقال النائب عاطف مغاورى، رئيس الهيئة البرلمانية لحزب التجمع، إن كل القوى السياسية والمجتمعية فى انتظار انطلاق جلسات الحوار الوطنى، خاصة أن الشارع فى أمسّ الحاجة لهذا الحوار.

وأضاف «مغاورى»: «الحوار الوطنى يمثل طوق نجاة للحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية، فى ظل ما تشهده الدولة من أزمة اقتصادية وظروف استثنائية عصيبة تؤثر على المواطن البسيط».

وشدد على أن «هذا يتطلب سرعة تحديد موعد جلسات الحوار الوطنى، لمناقشة كل الملفات التى تم وضعها ضمن أجندة المحاور الثلاثة للحوار، وما انبثق عنها من لجان وملفات عديدة ومهمة تمثل غالبية مشاكل المجتمع».

وأعلن عن أن حزب التجمع على أتم الاستعداد للمشاركة فى الحوار الوطنى، وتقديم كل الرؤى والأطروحات الخاصة بأفكاره تجاه كل ملف من ملفات المحاور الثلاثة للحوار الوطنى، مشيرًا إلى إعداد الحزب أجندة متكاملة عن كل ملف من الملفات الثلاثة، وجاهزيته لطرحها فى جلسات الحوار فور انطلاقه.

وتابع: «جميع الملفات التى تم إدراجها فى أجندة الحوار الوطنى حيوية وتتعلق بالمواطن بشكل مباشر، خاصة ملف المحليات، الذى يحتاج إلى نهضة عاجلة، خاصة فى ظل ما تشهده الأسواق من ضعف رقابة، ما جعل المواطن فريسة فى يد التجار الذين يستغلونه بأسعار مبالغ فيها»، معتبرًا أن «الحكومة مطالبة بالانتهاء من ملف المحليات وعلاجه أولًا، عبر إصدار تشريع عاجل يضمن عقد انتخابات المجالس المحلية».

وطالب حزب المصرى الديمقراطى بتعجيل عقد الجلسات من أجل جمع كل الأحزاب، سواء مؤيدة أو معارضة، وكذلك جمع المتخصصين وممثلى الحكومة، والقوى المجتمعية، على مائدة واحدة، وبحث كل المشكلات والقضايا، خاصة فى هذا التوقيت الحرج الذى تشهده الأسواق المصرية.

وقال إنه فى انتظار إعلان مجلس أمناء الحوار الوطنى عن موعد انطلاق جلساته رسميًا؛ من أجل المشاركة بقوة فى هذا الحدث، مشيرًا إلى أنه جهز رؤية متكاملة لكل ملف من ملفات المحاور الثلاثة الخاصة بالحوار.

وذكر أن الحوار الوطنى بدأ بخطوات جادة وإيجابية، ولكن حتى الآن لم يتم تحديد موعد للانعقاد، مشيرًا إلى أنه سيشارك فى هذا الحوار من أجل توضيح كل الرؤى وتقديم المقترحات والأفكار الخاصة بملفات المحورين السياسى والاقتصادى.

وأكد ناجى الشهابى، رئيس حزب الجيل، أهمية الحوار الوطنى ودوره المرتقب فى الوصول إلى رؤى توافقية من المشاركين فيه، حول قضايا المحاور الثلاثة: السياسى والاقتصادى والمجتمعى، مشددًا على أن تلك الرؤى ستشكل رؤية متكاملة للجمهورية الجديدة التى يدشنها الرئيس السيسى.

وذكر أن القضايا التى ناقشتها اللجان الفرعية للحوار تشغل بال المواطن المصرى وتشتبك مع حياته اليومية، موضحًا أن حزب الجيل جاهز للمشاركة فى الجلسات فور بدئها.

ولفت إلى أن الحزب عقد جلسات نقاشية حضرها أعضاء المكتب السياسى للحزب والمتخصصون من القيادات الحزبية، وتم تقديم مخرجاتها إلى المنسق العام للحوار الوطنى وإلى رئيس الإدارة الفنية للحوار، مؤكدًا مشاركة الحزب فى كل القضايا المختلفة الخاصة بالمحاور الثلاثة.

وقال المهندس موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، إن انطلاق الحوار الوطنى فى هذا التوقيت أمر مهم للغاية، خاصة فى ظل الظروف التى يشهدها الشارع، جراء تداعيات الأزمة الاقتصادية التى أصابت العالم ومصر بالتبعية، مشيرًا إلى أن تأخير انعقاد الجلسات يثير كثيرًا من اللغط، ويعطى فرصة للمغرضين للتشويش على أهداف الحوار.

ولفت إلى أن الحوار الوطنى فرصة كبيرة من أجل تقديم حلول عاجلة للمشكلات المجتمعية، خاصة المتعلقة بالجانب الاقتصادى، مؤكدًا أن اقتراب شهر رمضان يدفعنا للجلوس ومناقشة الملفات المهمة، مثل ملف الأسعار، وتوافر السلع، وضبط حركة الرقابة على الأسواق، وكثير من المشكلات التى تحتاج إلى جلسات عاجلة تجمع الأحزاب، لنقل متطلبات المواطنين، وتقديمها إلى الحكومة باعتبارها المسئولة عن تنفيذ الحلول والضبط والرقابة على الأسواق.

وأضاف أن حزب الغد مستعد للمشاركة فى الحوار الوطنى، وصياغة رؤى توافقية حول كل ملف، مع الخبراء وذوى الشأن والمتخصصين، الذين سيكون لهم دور مهم فى قياس مدى إمكانية تطبيق أى حل من الحلول التى ستصل إليها مائدة الحوار.