ثورة 2053 البداية

عودة للموسوعة

ثورة 2053 البداية

ثورة 2053 البداية
المؤلف محمود عثمان
البلد مصر
اللغة عربية
الموضوع حياة مصرية
الناشر
الإصدار 2007

ثورة 2053 البداية، هي رواية فانتازيا ساخرة من تأليف الروائي المصري محمود عثمان. يطمح من خلال كتابته حتىقد يكون لدى جميع فرد من الشعب المصرى فكر نحوتغيير الواقع، مشيرا إلى حتى روايته ثورة 2053 بها قدر من التحفيز نحومستقبل أفضل.

فكرة الرواية

بدأ الروائي محمود عثماني في كتابة الرواية عام 1997، نشر الجزء الأول منها في ديسمبر 2007، ونشر الجزء الثاني منها في سبتمبر 2009، بعنوان ثورة 2053 البداية مرة أخرى.

تدور أحداث الرواية في المستقبل القريب (العام 2026) على صورة مذكرات لبطلها المهندس الشاب محمد نصار. تبدوالرواية للوهلة الأولى Dystopia (يوتوبيا معكوسة) مسقبلية تقليدية تتخيل المجتمع المصري بمفرداته الحالية في صورة ممسوخة كابوسية تضخمت فيها العيوب، مع مفردات تقدم تكنولوجي مذهل، لكن الرواية تحمل أكثر من ذلك بكثير، فضلاً عن حتى بها من اللحظة الراهنة أكثر بكثير مما بها من المستقبل.

نتعهد على حياة البطل محمد نصار. هومهندس شاب ناجح ومجتهد صاحب شركة تصمم أنظمة الكترونية متقدمة، ينتمي للطبقة الوسطى العليا، في مجتمع لم يعد به سوى طبقة عليا وأغلبية تحيا في ظروف غير آدمية فيما تصارع الطبقة الوسطى العليا من أجل البقاء واللحاق بالطبقة العليا، وهوحلم المهندس محمد نصار مدمن العمل الذي يصارع لتصبح شركته شركة كبرى. يحيا حياة باردة وحيدة ليس بها سوى العمل، وتنظم حياته الآلات. لا وقت لديه، ولا اهتمام، بأن يرتبط أويتزوج، ولا وقت لديه ليرى والديه وشقيقته رغم حبه لهم. معزولاً خلف زجاج سيارته يطالع الملايين المكدسين في وسائل النقل العام المنهارة غير الآدمية والهائمين في شوارع القاهرة الملوثة التي لم يعد صحياً المشي فيها دون فلتر منقٍ للهواء، يضغط على الأوتوبيلوت لتنطلق العربة المتصلة بالأقمار الصناعية إلى هدفها في قاهرة أكثر قبحاً وزحاماً وتلوثاً وفقراً وعزلاً طبقياً مما يمكن تخيله.

يحيا نصار في فقاعة معزولة عن القبح الخارجي، يحارب ليظل قادراً على تحمل ضغوط العمل الدؤوب من أجل الترقي وضغوط الحياة في تلك المدينة. لكن عالمه يتغير، وحياته تتغير، ومفاهيمه تتغير شيئاً فشيئاً عندما يتعهد صدفة على غريب - اسم على مسمى بالنسبة له، وهومصور فوتوغرافي غامض لا يتعامل مع منجزات العصر التكنولوجية ويبدوغير مبالٍ بالنجاح المادي بالصورة التي يفهمهما نصار. على مدار الرواية تتعقد الأمور لنصار: فرغم اصراره على النجاح المادي، إلا أنه لتربية والديه الصارمة أخلاقياً له، يرفض الفساد في العمل. يُقابل بعرض من النوع الذي لا يمكن رفضه، إما حتى يقبله ويحقق القفزة التي يطمح لها، وإما حتى يرفض فتنهار شركته. مشكلته كانت حتى العرض كان مريباً، مما يجعله في لقاءة أزمة أخلاقية حادة. يزيد غريب من الضغوط عليه: بأسلوب حياته يهز قناعاته عن الحياة المثلى، ينتقد الحياة المخملية المعزولة التي تحياها الطبقة العليا التي يحلم نصار باللحاق بها، يعهده على العالم خارج فقاعته، يجعله يرى ويسمع للمرة الأولى من كان يطالعهم من خلف زجاج سيارته. عندما يطالع نصار المرآة يطالعه وجه حزين متعب.

يتسارع إيقاع الرواية وتزداد الإثارة، ليصبح من الصعب هجرها دون إتمامها في الجزء الأخير. يتعقد الخطان المتوازيان: حياة نصار القديمة وصعوبات استمراها بذات الصورة، والعالم الجديد الذي يكتشفه ويتأثر به. بصورة مؤلمة يصل نصار إلى لحظة الإنارة: الإيمان الحقيقي عندما يخرج من دائرة ذاته، عندما يتخلى عن الفردانية، ويتخفف من وهم المادة، الترقي، الغنى، الإيمان المطلق بالعقل والتقنية والمنطق البارد.

يعيب الرواية طفوليةٌ في وصف اختراعات المستقبل - بصورة قد تذكر بملف المستقبل، وأن الدقة النحوية والجزالة الاسلوبية ليستا أفضل مميزات الرواية، وبعض اللجوء إلى الكليشيهات، وطول الحوارات بصورة قد تبعث على الملل، إلا حتى محتوى الحوارات الهام يعوض عن ذلك.

في حفل توقيع الرواية بالخط خان، تحدث المؤلف عن ردود الأفعال التي أثارتها الرواية، وعمن راسلوه قائلين له أنهم يفكرون بنفس الطريقة، وأنهم يشعرون بالقلق ذاته في ذات اللحظة الراهنة الفارقة. مست الرواية وتراً لدى من شعروا بأن حياتهم مقاربة لحياة البطل وينتمون لنفس طبقته الوسطى العليا. هم مهنيون أورجال أعمال ناجحون يحيون حياة لا بأس بها أبداً، لكنهم يشعرون بخوف كبير من الغد. يحسون حتى الحياة التي يحيونها لن تستمر بذات الطريقة، والمستقبل لا يحمل سوى احتمالات مرعبة. "الحل الفردي" الذي اختاروه لم يعد ممكناً، فالفساد يجبرك على حتى تخضع له ليشوه حلك الفردي مهما حاولت الانعزال، فضلاً عن حتى المستقبل يحمل نذر زلزال لا يهجر أحداً. تحدث المؤلف عن هجرة كثيرين يعهدهم رغم ظروف حياتهم الرغدة، لكنهم هاجروا لأنهم يشعرون بأن الحياة القديمة لن تستمر، وأن البلد تقف على شفا حفرة. المعارضة الحالية غير مقنعة، الانعزال والحلول الفردية لم تعد نافعة في مركب يغرق، الهجرة ليست أفضل الحلول. يحاول عثمان حتى يقدم تصوره لما يمكن حتىقد يكون عليه الحل في روايته التي يهديها إلى: " جميع مواطن يؤمن بأن التغيير لا يزال ممكناً".

تعرض الرواية لحياة ومخاوف وتطلعات الطبقة الوسطى العليا حالياً- وإن اختار المؤلف المستقبل ساحة لروايته- لكنها ليست رواية طبقية بالمعنى السلبي. في حوارات مطولة يهاجم المؤلف ويحطم الحجج والأساطير والمحفوظات المسكنة والمريحة للأعصاب والضمائر المنتشرة في طبقة البطل - وطبقات أخرى-. ينتقد تأليه العمل والنجاح المادي، استغلال العمالة والحديث عن فتح البيوت، تحليل الرشوة...الخ، يحلل ويشرح ويعلن رفضه. يدافع بقوة عن الديموقراطية وعن حق المصريين في حياة كريمة ، بكرامة، مهاجماً الاحتجاجات النيوليبرالية والعنصرية الثقافية.

عندما بدأ المؤلف في الحديث عن تجربته مع الكتابة اتضح لي البعد الشخصي القوي في الرواية. حكى المؤلف عن إدمان للقراءة منذ الطفولة، عن غرام بالأدب، وحلم بالكتابة، وإن كان لا يعهد ماذا يخط. حكى عن عمله مهندساً وعن المشاريع المتنوعة التي عمل بها، وعن حرصه المستمر على حتى يحاول حتىقد يكون إلى جانب توجه عمله للربح، جانب لمساعدة الفقراء أوللصالح العام. حكى عن أنه في أغلب الأوقات فشل في تحقيق تلك المعادلة، وعن أنه باستمرار عمله بالهندسة اكتشف حتى هناك معضلة ما أساسية تمنع وتُفشِل باستمرار تلك المحاولات الصغيرة. حكى عن انشغاله بالعمل عن الكتابة ، وأنه خط نسخة مصغرة من هذه الرواية في أوائل التسعينات ليكتشف حتى الكثير مما تسقط حدوثه بسوداوية قد تحقق بالعمل مما دفعه إلى التساؤل عن جدوى الكتابة. في فترة انتنطقية بين وظيفتين تحقق له أخيراً فائض من الوقت، فجلس وخط قصصاً قصيرة، كانت إحداها تنويعاً على هذه الرواية، مما دفعه إلى العودة إلى الاوراق القديمة وكتابة النسخة الحالية من الرواية. من سماعي هذه التجربة أدركت حتى الرواية اتىت حكياً موازياً لتجربته الحياتية ولقناعاته التي تكونت ، ولبحثه عن المعنى وعن الصواب، رسالة للناس، وفي الوقت ذاته هي ذاتها الإجابة عن سؤال لما أخط، بحثاً وجودياً مهموماً بالأخلاقية.


المصادر

  1. ^ ثورة 2053" رواية تتناول المستقبل". مدونة محمد ربيع. 2011-01-11. Retrieved 2013-05-24.
  2. ^ "ثورة 2053 - البداية". مدونة طق حنك. 2007-04-27. Retrieved 2013-05-24.
تاريخ النشر: 2020-06-04 12:02:42
التصنيفات: روايات مصرية, روايات 2007

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قتيلان و30 مفقودا جراء انهيار أرضي في جنوب البرازيل

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:53
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 55%

منفذ هجوم مسجدي نيوزيلندا: إقراري بالذنب جاء تحت الإكراه وا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:46
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 53%

النواب الأمريكى يصوت لفرض اتفاق لتجنب إضراب السكك الحديدية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:18
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 50%

25 تصريحاً لشيخ الأزهر ناصر فيها المرأة أبرزها: "العنف ضدها حرام شرعاً"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:16
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 39%

جدول كأس العالم 2022 .. تعرف على مواعيد مباريات المتأهلين لدور الـ16

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:26
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 50%

داعش يعلن مقتل زعيمه أبو الحسن القرشي واختيار زعيم جديد

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:35
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

تعرف على أماكن الأراضى المطروحة للمصريين بالخارج ضمن مشروع بيت الوطن

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:29
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 36%

صحف القاهرة تبرز توجيهات الرئيس السيسي بامتلاك القدرة التصن

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:39
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 50%

جدول ترتيب هدافى الدورى المصرى قبل مباريات الجولة الخامسة اليوم

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:23
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 49%

314 طالب ثانوى ينظفون جزيرة إيسكيا الإيطالية بعد انهيار أرضى خلف 8 قتلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:21
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 48%

شاهد.. يُطلّق زوجته بالثلاث بسبب هزيمة المنتخب السعودي!

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:00
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 53%

بث مباشر.. الرئيس السيسي يفتتح مدينة المنصورة الجديدة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:27
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 50%

ذبح والدة الفنانة عايدة غنيم على يد جارها (التفاصيل كاملة)

المصدر: المصريون - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:02
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 70%

الجيش الأمريكي: العملية التى قادت إلى مقتل زعيم داعش نفذها

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:42
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 63%

وكيل «الونش» يعلن موعد عودة اللاعب للملاعب من جديد

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:21:55
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 68%

قتيلان فلسطينيان برصاص الجيش الإسرائيلي في جنين

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:49
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 56%

صباح الخير يا مصر..

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:21:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 60%

النشرة المرورية.. كثافات متوسطة للسيارات بمحاور القاهرة والجيزة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:24
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 49%

جدول كأس العالم 2022 .. كندا تحمل رقما سلبيا قبل مواجهة المغرب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-01 09:22:19
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

تحميل تطبيق المنصة العربية