الدار / أحمد البوحساني
أثارت النائبة البرلمانية في الكنيست، يوليا مالينوفسكي، ضجة كبيرة في السياسة الإسرائيلية، بعد تصريحاتها حول الجالية المغربية في إسرائيل، وكونها في “خدمة المغرب و ملكه”.
و اتهمت مالينوفسكي عن الحزب اليميني القومي”اسرائيل بيتنا” اليهود المغاربة بالدولة العبرية بخدمة أجندة المملكة المغربية داخل إسرائيل ، وقالت في جلسة عامة للكنيست : أن ” المغاربة في إسرائيل يستخدمون نفوذهم لخدمة ملكهم ، ويقومون بتسخير كل قدرات الدفاعية لبلادهم ، و أن المغاربة داخل الجيش وضعوا إمكانياته في خدمة الملك، والتسلح السريع ولا حواجز على صفقات حساسة، و أن ولاء المغاربة في اسرائيل منحاز للمغرب أولا و يستغلون مناصبهم لمصالح المملكة المغربية “
هذه التصريحات الصادرة عن نائبة منحدرة من أصول روسية، أثارت حفيظة باقي نواب البرلمان الإسرائيلي، وطالبوها بسحب تصريحاتها العنصرية وتقديم اعتذار للجالية اليهودية المغربية في اسرائيل، حسب جريدة “جيروزاليم بوست”.
وأكدت مصادر إعلامية مختلفة، أن الجالية المغربية في إسرائيل ردت بسخط عارم على هذه التصريحات ، حيث ينظر هؤلاء إلى الاتهام بأنهم يعملون في خدمة “المغرب وحكومته” على أنه ادعاء خطير للغاية، ومع أن يوليا مالينوفسكي اعتذرت للجالية اليهودية المغربية، عبر تويتر ، حيث عملت على تبرير موقفها، مؤكدة أنها لم تكن تريد توجيه أي إهانة لأي طائفة ولا تريد أن تهين أي شخص ، إلا أن الأمر لم يخفف من الاحتقان.
على الرغم من أن حزب “إسرائيل بيتنا” لا يحمل وزنًا كبيرًا في السياسة الإسرائيلية، إلا أنه يعتبر صوتًا مهمًا للمجتمع الإسرائيلي الناطق باللغة الروسية، وله مساندون كتر. وقد أثارت تصريحات مالينوفسكي تساؤلات حول خطط الحزب المستقبلية، لذلك تظل القضية محل اهتمام وتتم مناقشتها على نطاق واسع في الأوساط السياسية الإسرائيلية.
وولدت يوليا مالينوفسكي في 5 سبتمبر 1975 في أوكرانيا، ودخلت الكنيست في عام 2016، خلفا لليميني “أفيغدور ليبرمان”، ثم أعيد انتخابها في عام 2019. وحزبها يتحدث اللغة الروسية بشكل أساسي ويركز على الدفاع عن مصالح الاسرائيليين من أصول روسية.
يذكر أن أرقام المكتب المركزي للإحصاء الإسرائيلي، كشفت أن اليهود المغاربة يشكلون نسبة هامة في التعداد السكاني في إسرائيل، حيث تبلغ نسبة اليهود من أصول مغربية الذين يقيمون ويتواجدون إسرائيل إلى 8,13 بالمائة من النسبة العامة لمجموع السكان.
وبحسب أوندريه كوميل أحد مؤسسي جمعية الذاكرة اليهودية المغربية، فإن سبب تعلق اليهود المغاربة بما يصفه “الوطن الأم” تتقاطع فيه عوامل تاريخية ودينية ووجدانية، وهو ما يفسر بحسب المتحدث، كيف يحافظ المغاربة اليهود في إسرائيل، خاصة، وفي جميع أنحاء العالم، على التراث اليهودي المغربي، المتمثل أساسا في نمط عيش يتماهى مع مجموعة من التفاصيل المستمدة من الهوية والثقافة المغربيتين كالتحدث بالدارجة المغربية والطبخ والأزياء والموسيقى وحفلات الزفاف إضافة إلى نمط الهندسة المعمارية.
ويعترف المغرب رسميا بالمكون العبري كرافد من روافد الثقافة المغربية، حيث ينص دستور 2011 على أن المغرب “دولة إسلامية ذات سيادة كاملة، متشبثة بوحدتها الوطنية والترابية، وبصيانة تلاحم مقومات هويتها الوطنية، الموحدة بانصهار كل مكوناتها، العربية – الإسلامية، والأمازيغية، والصحراوية الحسانية، والغنية بروافدها الإفريقية والأندلسية والعبرية والمتوسطية”.
