سيرجيو راموس: الضجيج الكبير حول قلب دفاع باريس سان جيرمان الذي يرفض الاعتزال بهدوء

  • غييم بالاغيه
  • بي بي سي سبورت

في سن 36 ومع 180 مباراة دولية، ومونديال كأس عالم، وبطولتين أوروبيتين، وأربع بطولات دوري أبطال أوروبا، وخمس بطولات دوري إسباني ولقب واحد في الدوري الفرنسي، سيكون معظم لاعبي كرة القدم سعداء بالاستمتاع بالتقاعد وهم جالسون في منازلهم الفاخرة.

ولكن شخصية سيرجيو راموس بعيدة كل البعد عن المليارديرات الآخرين من لاعبي كرة القدم .

وعندما تم الإعلان عن لقب "أفضل مدافع على الإطلاق" في حفل توزيع جوائز غلوب سوكر في ديسمبر/كانون الأول، قال الإسباني: "لا يزال لدي الكثير من الأحلام والأهداف لتحقيقها".

إلا أن راموس أنهى مسيرته الدولية بعد أن أخبره المدير الفني الجديد لمنتخب إسبانيا لويس دي لا فوينتي أنه خارج خطط تشكيلة المنتخب الوطني وأن مستقبله في باريس سان جيرمان يبدو غير مؤكد بشكل متزايد.

إذن، ماذا ستكون الخطوة التالية بالنسبة لأحد أكثر لاعبي كرة القدم تتويجاً ببطولات؟

تخطى قصص مقترحة وواصل القراءة
قصص مقترحة
  • دوري أبطال أوروبا: انطلاق مباريات دور الـ 16 بخسارة باريس سان جرمان وتوتنهام
  • نجم البوب الياباني الراحل جوني كيتاجاوا يحظى بالاحترام رغم اتهامه بالتحرش الجنسي
  • غاري لينكر: لماذا أثار اللاعب الإنجليزي السابق غضب حكومة ريشي سوناك؟
  • لماذا أطلقت تسمية "أحد الطباشير" على أول أحد من أيام الصوم الكبير في إيرلندا؟

قصص مقترحة نهاية

فراق مرير مع إسبانيا

اعتقد كثيرون أن لويس إنريكي، مدرب المنتخب الإسباني السابق سينهي مسيرة راموس الدولية، لكن على الرغم من أن إنريكي لم يأخذه معه إلى كأس العالم في قطر، إلا أن دي لا فوينتي هو الذي أخبره أخيرا أن الأمر قد انتهى.

وقد اتصل به المدرب يوم خميس في حوالي الساعة 13:00 لإبلاغه بالخبر. ويعتقد كثيرون في الاتحاد الإسباني لكرة القدم أن تأثير راموس لم يكن دائما إيجابيا وأن دي لا فوينتي أراد أن يبدأ بسجِلّ نظيف.

تخطى البودكاست وواصل القراءة
البودكاست

تغيير بسيط: ما علاقة سلة مشترياتك بتغير المناخ؟

الحلقات

البودكاست نهاية

ولطالما كانت شخصية راموس تشير إلى أنه لن يرحل أبدا بهدوء.

وبعد خمس ساعات من محادثة "ودية" مع المدرب الجديد، كتب راموس على وسائل التواصل الاجتماعي: "مع الأسف الشديد، إنها نهاية رحلة كنت آمل أن تكون أطول وتنتهي بمذاق أفضل في الفم، على قدم المساواة مع كل النجاحات التي حققناها مع المنتخب الأحمر (المنتخب الإسباني)".

وبمساعدة وتحريض من بعض القطاعات المؤثرة في وسائل الإعلام الرياضية التي لطالما دعمت راموس، أضاف: "بكل تواضع كانت هذه رحلة تستحق أن تنتهي بسبب قراري الشخصي أو لأن أدائي لم يكن بالمستوى المطلوب، وقد يتعلق الأمر بالعمر أو بأسباب أخرى ربما لم يقولوها لي، لكنني شعرت بها".

كان رد فعل الاتحاد الإسباني على تصريحاته متوقعاً. وقال أحد المقربين من المسؤولين في الاتحاد: "كان بإمكانك أن ترى ذلك قادماً. لم تكن الأناقة يوماً موطن قوته".

ويُشتبه في أن تصريح راموس كان جزءاً من خطته لصب الماء البارد على مشروع المنتخب الإسباني الجديد حتى قبل أن يبدأ.

ولم يلعب قلب الدفاع الإشبيلي أي مباراة مع إسبانيا منذ مارس/آذار 2021، عندما لعب لمدة أربع دقائق ضد كوسوفو ليضيف ظهوره رقم 180 إلى الرقم القياسي القديم له.

ستبقيه الإصابة خارج البطولة الأوروبية لهذا الصيف ولم يتم استدعاؤه مرة أخرى، على الرغم من الكثير من الضغط لإعادته.

إصابته خلال موسمه الأول في باريس سان جيرمان في موسم 2021-22 لم تساعد أيضاً، لكن من المؤسف أن المرارة التي أحاطت برحيله تحظى باهتمام أكبر من الأمجاد التي حققها خلال مسيرته الرائعة التي استمرت 16 عاماً مع منتخبه الوطني.

الفنادق والإصابات وتعلم اللغة الإنجليزية

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

خاض سيرجيو راموس 671مباراة في فترة متألقة مع ريال مدريد قبل أن يتوجه إلى باريس سان جيرمان

وصل راموس إلى باريس سان جيرمان مع نقطة ليثبتها الموسم الماضي بعد معركة طويلة وشاقة مع رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز.

بينما استخدم بيريز في الماضي قوة وتأثير كل من راموس وكريستيانو رونالدو في غرفة الملابس لصالحه، كان التأثير غير المتناسب الذي مارسه قلب الدفاع يعني أن بيريز كان حريصاً على اقتراب انتهاء عقده للتخلص منه.

في النهاية، أجريت عملية جراحية في ركبته اليسرى في فبراير/شباط 2021، مما يعني أنه غادر ريال مدريد وهو يئنّ وانضم إلى باريس سان جيرمان في يوليو/تموز من ذلك العام ليعاني من إصابات في العضلات حتى مارس/آذار 2022، مما جعله يشارك في 13 مباراة فقط في تلك الفترة.

وعلى الرغم من طمأنة راموس لزملاء له وأصدقاء في مجموعة على تطبيق واتساب في ديسمبر/كانون الأول 2021 قائلاً :"أنا في مرحلة التعافي، الأمور تسير على ما يرام"، كانت الحقيقة أنه لم يكن في وضع جيد.

سلسلة الإصابات العضلية التي لا نهاية لها والتي أبعدته عن الملاعب، إلى جانب مع الانشقاق القاسي عن النادي الذي قدم له كل شيء على مدار الـ 16 عاماً الماضية، كان له أثر كبير عليه.

وقضى أيامه الأولى في باريس في فندق لو رويال مونسو الفاخر، حيث أقام ليونيل ميسي أيضاً بعد شهر من التوقيع مع باريس سان جيرمان. إنه المكان الذي يقيم فيه نجوم باريس سان جيرمان الجدد قبل أن يعثروا على منزل، لكنه غير مريح بسبب الحشود المستمرة من المشجعين والسياح في انتظارهم عند الباب.

وفي النهاية تم "إنقاذ" راموس من هناك من قبل زميله في الفريق وصديقه المقرب، حارس مرمى كوستاريكا، كيلور نافاس، الذي رحب به في منزله بينما عادت زوجة راموس، بيلار روبيو، وأطفالهما الأربعة إلى مدريد.

البحث عن منزل لم يكن سهلاً؛ فقد اعتاد الزوجان على البيئة المغلقة والآمنة لمنزلهما في مدريد، وكان قلقهما الأكبر هو سلامة أسرتهما. ولم يجدا شيئاً مشابهاً في العاصمة الفرنسية، وفي النهاية قررا شراء منزل في بلدة تقع غربي المدينة.

قام راموس بعدها بنقل غرفة الضغط العالي التي كان يستخدمها لسنوات لتحسين الشفاء البدني إلى منزله الجديد. كما قام بتركيب صالة ألعاب رياضية كاملة، حيث أمضى ساعات طويلة لاستكمال العمل في النادي واستعادة لياقته بعد كل انتكاسة.

واستغل راموس وقته في الانغماس في هوايته الأخيرة كرسام، والتي بدأها كجزء من خطة لموازنة الأدرينالين الذي لم يكن يسمح له بالنوم بعد التدريب ونقل لوحاته الزيتية واللوحات الأخرى إلى منزله في باريس. يشرح قائلاً: "أرسم لأنفصل عن الواقع، كي أهرب. وأسعى لإعادة اكتشاف نفسي بلحظات من العزلة".

كما أنه يأخذ دروساً يومية في اللغة الإنجليزية ويأخذ في كثير من الأحيان دروساً أقل في اللغة الفرنسية. ويتحدث الجميع تقريباً الإسبانية في باريس سان جيرمان، لذا فإن الحاجة إلى تعلم اللغة المحلية لا تبدو ملحة.

إنه يلعب الآن جنباً إلى جنب مع ميسي، لكن في حين أنهما يتمتعان بالتأكيد بعلاقة عمل محترمة ومحترمة للغاية، إلا أنه سيكون من المبالغة القول إنهما أصدقاء. ومع ذلك، فأطفالهما يختلطون مع بعضهم البعض أكثر لأن الصناديق الخاصة بهم في ملعب النادي Parc des Princes تقع بجوار بعضها البعض.

لكن إذا كان موسمه الأول فاشلاً، فمن المؤكد أن الأمور أفضل هذا الموسم، الذي خاض خلاله 34 مباراة في جميع المسابقات.

لم الشمل مع رونالدو؟

صدر الصورة، Getty Images

التعليق على الصورة،

التقى سيرجيو راموس بزوجته بيلار روبيو في برنامج تلفزيوني

كرة القدم بعيدة كل البعد عن كونها شغف راموس الوحيد؛ إذ يتشارك مع زوجته بيلار -وهي صحفية ومقدمة برامج تلفزيونية شهيرة- الشغف بموسيقى الروك ويجمعان الفن والحياة الجيدة.

ويتطلع راموس إلى ممارسة الرسم كمهنة من خلال أعماله الفنية الخاصة، وعلى الرغم من أنه يعرض إبداعاته حالياً في مناسبات نادرة فقط، إلا أنه وفقاً لمحطة تلفزيونية إسبانية يستخدم حساباً سرياً على إنستغرام لعرض أعماله.

كما أنه لم يُخف حقيقة أن هدفه هو بناء واحدة من أهم المجموعات الفنية الخاصة بالرسم في إسبانيا.

وسينتهي عقد راموس مع باريس سان جيرمان في 30 يونيو/حزيران مع اعتقاد الكثيرين أن خطوته التالية ستضعه مع نادي النصر في المملكة العربية السعودية إلى جانب رونالدو.

لكنه لا يزال يريد الاستمرار في اللعب على أعلى مستوى لأطول فترة ممكنة، وحتى عندما يحين الوقت للتنحي عن النخبة، لن يكون الانتقال إلى المملكة العربية السعودية أولوية.

ولسوء حظه، فإن مجلس إدارة باريس سان جيرمان متردد للغاية في تمديد عقده ولديهم اتفاق جاهز آخر للتوقيع مع مدافع مركزي جديد.

ولم تساعد العروض الباهتة مثل هزيمة باريس سان جيرمان الأخيرة 2-1 في كأس فرنسا أمام مرسيليا في قضية راموس.

وسارعت الصحافة الفرنسية، ليس في انتقاد راموس فقط، بل انتقدت أيضاً نيمار وميسي على أدائهما، لكن خطأه هو الذي أدى إلى ركلة الجزاء التي أثمرت عن هدف مرسيليا الأول. وقيّمت صحيفة ليكيب الفرنسية المتخصصة بالرياضة أداءه بأربعة على عشرة.

ووفقاً لإذاعة "أر أم سي سبور"، فإن المفاوضات حالياً في حالة تأخر مع إظهار النادي إحجاماً واضحاً عن تجديد صفقته، مفضلاً بدلاً من ذلك اختيار ماركينيوس، المنافس المباشر لراموس كبداية تلقائية.

علاوة على ذلك، هناك حديث منتشر حول احتمال وصول قلب إنتر ميلان سكرينيار، الذي سينتهي عقده في نهاية الموسم. ووفقاً لوسائل الإعلام الإيطالية، أخبر إنتر بالفعل أنه سيغادر للانضمام إلى باريس سان جيرمان بصفقة نقل مجانية.

كل ذلك لا يبشر بالخير لراموس. وقال كثيرون إنه إذا لم تكن المملكة العربية السعودية هي الخيار المناسب له، فربما تكون وجهته الأكثر ترجيحاً هي الدوري الأمريكي لكرة القدم.

وتتحدث مطحنة الشائعات أيضاً عن عودة محتملة إلى الدوري الإسباني، مع بعض الاقتراحات بأن المنفذ التالي الأكثر منطقية له، يجب أن يكون حبيبته إشبيلية، النادي الذي انطلق منه، حتى لمجرد موسم واحد، حتى ينتقل إلى الولايات المتحدة.

ومع ذلك، هناك عيب واحد في ما يبدو أنه خطة مثالية، وهو مبلغ 15 مليون يورو يكسبها راموس سنوياً في باريس سان جيرمان، ولن يتمكن أحد، باستثناء المملكة العربية السعودية، من دفع هذا القدر من المال.