هل يكثف داعش من هجماته في سوريا بعد هجومه الأخير؟ خبراء يجيبون

نفذ تنظيم داعش الإرهابى خلال الأيام القليلة الماضية عدة هجمات إرهابية في مناطق مختلفة بسوريا، أسفرت عن وقوع عدد من القتلى والمصابين، فهل يعود التنظيم لعملياته الدامية خلال الفترة المقبلة، بعد هجومه الكبير شمالي البلاد واستغلال ظروف الزلزال.

فى السياق، قال د. محمد كمال الجفا، المحلل السياسي السوري، الخبير العسكري، عدة هجمات ارهابية دامية نفذها مقاتلو داعش خلال الأسابيع الأخيرة بعد كارثة الزلزال التي أصابت مناطق شمال غرب سوريا وكان المدنيون هم الضحايا الأكثر عددا من جراء هذه الهجمات القاتلة وقد ركز التنظيم هجماته على جامعي الكماءة في البادية السورية.

وأشار الجفاف فى تصريحات خاصة للـ"الدستور"، إلى أن اخر هذه الهجمات كانت أمس حيث قتل ثلاثة  خلال جمعهم الكمأة في شمال سوريا نتيجة هجوم شنه مسلحون تابعون لخلايا تنظيم "داعش" وقاموا أيضا بخطف 26  مدنيا آخرين في الأقل حسب مدنيين مقيمين في المنطقة ..

وأوضح شهود العيان أن المهاجمين "قتلوا نحراً بالسكاكين ثلاثة من العمال وخطفوا 26 آخرين في الأقل بينهم نساء وأطفال ونقلوهم إلى جهة مجهولة".

أضاف الجفا أنه منذ بدء موسم جمع الكمأة في فبراير الماضي بدأ التنظيم بشن هجمات متكررة تستهدف العمال في البادية السورية المترامية الأطراف، تتخللها دائما عمليات إطلاق رصاص وقتل  وخطف.

وأوضح الجفا أنه حتى الأن المعلومات تقول بأن  139 مدنيا تم قتلهم على الأقل، معظمهم من المدنيين، منذ مطلع فبراير جراء هجمات مباغتة شنها التنظيم بالأسلحة الخفيفة او المتوسطة أو تفجير ألغام زرعها خلال تحركاته الغير مرئية على مساحات واسعة من مناطق شرق ووسط سورية في .

ولفت الجفا إلى أن هذه الهجمات الغير مسبوقة ترافقت مع التوترات التي تشهدها مناطق شمال شرق سوريا وخاصة بين الأتراك وقسد وتهديدات قسد بأن اي عملية عسكرية تركية ستؤدي الى تقويض جهود التحالف الدولي في محاربة داعش ووقف كل جهود التحالف الدولي في محاربة داعش وبالتالي هذه التهديدات هدفها منع تركيا من القيام باي عملية عسكرية لأنها ستؤدي الى اعادة تفعيل نشاط داعش على مستوى يهدد امن واستقرار المنطقة.

وبين الجفا أن اذا ازدادت عمليات داعش وانتشارها وتمددها لمناطق كانت امنة خلال السنوات السابقة واقترابها من محاور ارياف حلب يشكل خطرا مستجدا على مناطق كانت تعتبر مستقرة وأمنه وهي مناطق تابعة لسلطة الدولة السورية، علما بأنه لا يوجد أي نشاط أو مساهمة او مساعدة لقوات قسد او القوات الأمريكية للجيش والدولة السورية وكل ما يقال من تصريحات او بيانات بأن الولايات المتحدة الأمريكية وقسد تقوم بالمساهمة الفعالة في محاربة داعش هو كلام غير دقيق ولا أساس له من الصحة اذا تقتصر هجمات داعش على مناطق مدنية وعسكرية تحت سيطرة الدولة السورية مما يعني أن شماعة التحالف الدولي لمحاربة داعش لتبرير الوجود الأمريكي في سوريأ هو كذبة كبرى لا تمس الى الواقع بأي صلة وهدف ما يسمى التحالف الدولي هو تبرير وجود امريكي طويل ومستدام وداعم لقسد سيؤدي حتما الى تقسيم سوريا وانتزاع جزء هام واساسي من اراضيها وهذا المشروع يهدد الامن والسلم لدول المنطقة الاربعة وبالتالي هو مشروع مرفوض بالكامل من دول المنطقة.

وأكد الجفا أن زيادة حجم الهجمات الدموية لداعش على المدنيين في سوريا مستغلا الظروف القاهرة والمأساة الى تعيشها سوريا وزيادة حجم التعاطف الدولي والعربي مع سوريا التي تجاوزت الخطوط الحمراء التي وضعتها امريكا لعودة سوريا الى وضعها الطبيعي ضمن محيطها العربي والدولي لا يمكن ان يكون صدفه وبلا تسهيلات لوجستية وأمنية من القوات الامريكية التي لها تواجد عسكري وامني في شمال وشرق سوريا.

وشدد الجفا على أن إعادة تفعيل خلايا داعش وزيادة حجم الدعم الأمريكي لها ينذر ويهدد بعودة الفوضى وعدم الاستقرار الى مناطق سوريا واسعه في البادية السورية ويضرب الخطط السورية والعراقية لإعادة تشغيل خطوط النقل البري للبضائع والركاب بين مناطق سوريا الغربية والشرقية وبين حدودي البلدين سوريا والعراق ويعيد ايضا خلط الاوراق في المنطقة ويبرر الوجود غير الشرعي للولايات المتحدة ضمن التحالف الدولي لمحاربة داعش.

راغب: تنامت عمليات داعش الإرهابية مستهدفة المدنيين الأبرياء عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات

فى السياق ذاته، قال النائب السورى حسين راغب، عمليا تنظيم داعش منذ عام  ٢٠٢٠بدأ يكثف عملياته الإرهابية في محافظات دير الزور والرقة والحسكة وحمص مع نشاط محدود في محافظة درعا ، ومؤخرا تنامت عملياته الإرهابية مستهدفة المدنيين الأبرياء عبر كمائن وهجمات مسلحة وتفجيرات، وكل ذلك بدعم امريكي واضح، وقد جاءت الزيارة غير الشرعية لرئيس الأركان الأمريكي مارك ميلي في هذا السياق، والتي اعتبرتها الخارجية السورية انتهاكا صارخاً لسيادة الأراضي السورية والقانون الدولي, ودعما واضحا التنظيمات الإرهابية والانفصالية في شمال شرق سوريا.

وأضاف راغب فى تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن عمليات الجيش العربي السوري قوضت مصادر تمويل تنظيم داعش وقوضت شبكات تجنيده، حيث أطلق الجيش العربي السوري أكثر من عملية عسكرية في مناطق البادية السورية شملت حملات جوية وبرية من قصف وتمشيط يهدف تدمير البنية التحتية التي يستخدمها التنظيم كالمزارع والكهوف والانفاق والمستودعات ونقاط الارتكاز ومنشآت التدريب ومراكز القيادة وغيرها .

وأوضح راغب أن تصاعد العمليات الإرهابية لتنظيم داعش يعطي مؤشرات على امتلاكه المقومات التي قد تساهم في محاولة إعادة احيائه مجددا في سوريا والانتقال من مرحلة الاستنزاف إلى مرحلة فك القيود حسب تعبيرهم، وصولا إلى مرحلة التمكين حسب تعبيرهم, مع ترجيحي على أنه في المدى المنظور ومع استمرار عمليات الجيش العربي السوري ضد التنظيم فإنه لن يكون قادرا على الانتقال نحو مرحلة السيطرة العسكرية كما حصل عام ٢٠١٤.

تاريخ الخبر: 2023-03-13 21:22:22
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 59%
الأهمية: 64%

آخر الأخبار حول العالم

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية