في مهرجان البافتا.. فكرة عمرها 95 عامًا تحصد سبع جوائز


– الأمير ويليام و كيت ميدلتون من أهم الحضور في حفل الختام

– هيلين ميرين تقود تكريم الملكة إليزابيث الثانية

– مراقبون يتهمون البافتا بالعنصرية .. كل الجوائز لأصحاب البشرة البيضاء !

انتهت فعاليات الدورة الـ 76 لمهرجان البافتا (جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون) لعام 2023 في التاسع عشر من فبراير الماضي، حيث أقيم حفل الختام وتوزيع الجوائز في قاعة رويال فستيفال بلندن.

حرص عدد كبير من الفنانين العالميين على الحضور، و تألقت الأميرة كيت ميدلتون – زوجة ولي العهد البريطاني الأمير ويليام- بفستانها الأبيض وقفازها الأسود، ولفت الأنظار قرطها الطويل حتى أن بعض المواقع الصحفية كانت كالمعتاد تتباري في ذكر السعر الحقيقي للقرط.

افتتحت الممثلة الشابة أريانا ديبوز، حفل توزيع الجوائز بمونولوج استعراضي قدمت من خلاله التحية لكل نجمات هوليوود المرشحات لنيل الجوائز هذا العام مضيفة حالة من البهجة على الحفل.

حاز الفيلم الألماني “كل شيء هادئ على الجبهة الغربية” على سبع جوائز، جائزة أفضل فيلم غير ناطق باللغة الإنجليزية، جائزة أفضل مخرج التي نالها إدوارد بيرجر، جائزة أفضل سيناريو مقتبس التي نالتها السيناريست الإسكتلندية ليزلي باترسون، جائزة أفضل موسيقى تصويرية، أفضل تصوير سينمائي لـ جيمس فريند، أفضل مونتاج، و أفضل صوت.

ذهبت ثلاثة جوائز للفيلم البريطاني “حوريات إنشيرن”، وهي: جائزة أفضل فيلم بريطاني، جائزة أفضل سيناريو سينمائي أصلي للكاتب مارتن ماكدونا، أفضل ممثلة مساعدة للفنانة الأيرلندية كيري كوندون، و أفضل ممثل مساعد للفنان باري كوجان.

نالت الفنانة الأسترالية كيت بلانشيت جائزة أفضل ممثلة رئيسية عن فيلم “تار”، و هو فيلم درامي نفسي أمريكي، من تأليف و إخراج تود فيلدمان.

ونالت تشارلوت ويلز جائزة العمل الأول عن فيلم “بعد الشمس”، الذي يعرض مشاكل فقدان الذاكرة والاضطرابات الذهنية التي يصاب بها كبار السن.

حصد أيضًا الفنان الأمريكي الشاب أوستن بتلر جائزة الممثل الرئيسي عن فيلم “ألفيس”، الذي يدور حول قصة حياة أسطورة موسيقى الروك آند رول ألفيس بريسلي، نفس الفيلم نال أيضًا جائزة أفضل تصفيف شعر وأفضل مكياج. حصدت الممثلة إيما ماكي على جائزة أفضل نجم صاعد.

كان للديكور بطولة أيضًا في هذا المهرجان، فقد حصد فيلم “بابيلون” على جائزة تصميم ديكورات مواقع تصوير. و نال “نافالين” جائزة أفضل فيلم وثائقي.

و حصد المخرج المكسيكي جوليرمو ديل تورو على جائزة أفضل فيلم رسوم متحركة عن فيلم بينوتشيو.

تكريم الملكة إليزابيث :

من أبرز النجوم في هذا الحفل كانت الممثلة البريطانية هيلين ميرين(77 عامًا) التي قامت بدور الملكة إليزابيث الثانية في أعمال سينمائية و مسرحية أيضًا.

و قد صعدت ميرين إلى المنصة لتقدم الشكر للملكة إليزابيث، التي رحلت في سبتمبر الماضي 2022 عن عمر يناهز 96 عامًا، على دعمها المخلص لصناعة السينما البريطانية .

وأخبرت ميرين الجمهور، مع وجود أميري ويلز .. ويليام و كيت ميدلتون بين الحضور، عن علاقة جوائز بافتا الطويلة مع الملكة وتفانيها في دعم الفنون خلال حياتها، وإنها كانت راعية للأكاديمية الملكية للفنون المسرحية، وجمعية رويال فارايتي الخيرية وصندوق السينما والتلفزيون الخيري.

قالت “ميرين”: “لقد دعمت الملكة أكثر من 50 منظمة ثقافية وفي عام 2013 جاء دورها لتكريمها بجائزة بافتا؛ تقديرًا لرعاية الملكة المتميزة لصناعات السينما والتلفزيون”.

وتابعت: “السينما في أفضل حالاتها، ما فعلته الملكة من دون عناء .. إنها كانت تجمعنا معًا وتوحّدنا في قصة”. ثم وجّهت كلامها للأمير وليام، قائلة: “أنت نجم أمتنا الرائد. بالنيابة عن بافتا، أشكرك على كل ما فعلته من أجل صناعة السينما والتلفزيون لدينا”.

ثم عُرض فيديو على الجمهور يحتوي على صور لفنانين أسطوريين مثل إليزابيث تايلور. ومع ذلك، كانت أكثر اللحظات المؤثرة في التكريم هي التعليق الصوتي المصاحب للملكة الذي أوضحت فيه أهمية الثقافة والفنون للمجتمع، والذي قالت فيه الملكة الراحلة: “من خلال العبقرية الإبداعية للفنانين، سواء كانوا كُتَّابًا أو ممثلين أو صانعي أفلام أو راقصين أو موسيقيين، يمكننا رؤية كل من مجموعة ثقافتنا وعناصر إنسانيتنا المشتركة”.

وكانت الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيونقد أعلنت أن هيلين ميرين ستقود تكريمًا خاصًا للملكة إليزابيث الراحلة في حفل توزيع الجوائز. وفازت ميرين بجائزتي بافتا وأوسكار لأدائها دور الملكة في فيلم The Queen لعام 2006. وفي عام 2014 أعادت تمثيل دورها في مسرحية برودواي The Audience. في عام 2003 حصلت على تكريم في يوم ميلاد الملكة إليزابيث تقديرًا لخدماتها في الدراما.

جدير بالذكر أن جوائز البافتا تأسست عام 1947 بإسم جوائز الأكاديمية البريطانية للأفلام، لتكون النسخة البريطانية من مهرجان الأوسكار، كانت تقام في سينما أوديون في ليستر سكوير، ثم أصبحت تقام في دار الأوبرا الملكية اعتبارا من 2008 ، في عام 1958 اندمجت الأكاديمية مع نقابة المخرجين و منتجي التلفزيون لتشكل جمعية السينما و التليفزيون التي أصبحت في نهاية المطاف الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتليفزيون عام 1976 .

الفيلم الألماني .. رواية قديمة جديدة

الفيلم الألماني “كل شيء هادىء على الضفة الغربية” مقتبس من رواية باسم “لا جديد في الغرب” للكاتب الألماني إريك ماريا ريماك ( 1898 – 1970 )، عن أهوال الحرب العالمية الأولى التي دارت رحاها بين عامي 1914 – 1918 ، نشرت على حلقات في مجلة ” فوس ” عام 1928 ، ثم طبعت في كتاب صدر عام 1929 عن دار نشر أولستاين، الراوي هو البطل بول بومير الذي قام بدوره الممثل المجري فيليكس كاميرير .

تدور الرواية حول شاب ألماني تطوع مع مجموعة من أصدقائه للحرب، و هم لا يدركون ما الهدف الحقيقي الذي ساقهم إلى هذه المجزرة، لقد تم تخديرهم بشعارات وطنية، و من يتخلف عن ذلك النداء الوطني يُعتبر خائنًا، فوجيء بول بومير أنه هو و رفاقه من الجنود يتم التعامل معهم من قبل القيادة العسكرية بقسوة و عداوة كأنهم من جنود الأسري الأعداء و ليسوا من جنود الجيش الوطني المحارب. هكذا تجسد الرواية معنى العبثية في إدارة شؤون العالم، و أن أطماع الكبار يدفع ثمنها البسطاء.

يظهر العمل أن الجندي في مثل هذه الحروب الطامعة ليس له قيمة فعلية، و أنه مجرد أداة يتم إلقائها في أتون النار، و يصف الراوي المتطوعين على أنه كان يتم جمعهم كقطعان من الأغنام.

يتساءل أحد الجنود :”يقول الألمان نحن ندافع عن وطننا و كذلك يقول الفرنسيون، فأي منهما كان على حق؟ يجيبه الراوي: ربما كان كلانا على حق”.

كان الهزال و المرض يحصدان الجنود على الجبهة ويسقط القتلى برصاص العدو و طائراته و لكن لا يذكر أي شيء في التقرير الحربي الذي لم يأت فيه شيء سوي “كل شيء هادىء على الجبهة الغربية ” !

قادت الحرب هؤلاء الشباب إلى الكراهية للآخر، شعر بول أن إنسانيته انتزعت منه، فالحرب علمته أنه كي يحافظ على حياته يجب أن يواجه بالقتل أناسا لم يسبق له معرفتهم و لم يسبق لأي أحد منهم أن أساء إليه، في الحرب “الهواء محشو بالبكاء و الصفير .. الأوساخ تتطاير و الشظايا تسيل .. طبول نارية و حواجز نارية .. ألغام و قنابل يدوية .. إنها مجرد كلمات لكنها تشتمل على بؤس العالم أجمع . ”

عندما صدرت الرواية عام 1929 كانت في نظر الألمان جريمة، لأنها رواية سلمية ! و مع ذلك بيعت منها 50 ألف نسخة، و عندما وصل النازيون إلى الحكم عام 1933 منعت الرواية و تكملتها ” طريق العودة “، و أحرقت نسخها في إحتفالات نازية صاخبة، لكن الرواية كانت قد ترجمت إلى عشرات اللغات.

في عام 1930 تحولت الرواية إلى فيلم أمريكي نال جائزة الأوسكار وجائزة أفضل تصوير و أفضل إخراج ( لويس مايلستون). و تحولت إلى عمل إذاعي في إذاعة الـ بي بي سي عام 2008 ، و إلى عمل مسرحي عام 2009.

رؤية إدوارد بيرجر :

في حديث خاص لصحيفة دوتشا فيلا، قال إدوارد بيرجر مخرج فيلم “كل شيء هادىء على الجبهة الغربية “إن قضية الفيلم لازالت صالحة ليومنا هذا، رغم مرور أكثر من مائة عام على الحرب العالمية الأولى، خاصة مع تزايد الأفكار و الحركات الشعبوية و القومية، و إنه قبل ثلاث سنوات عندما بدأ في الإعداد لإخراج الفيلم .. شعر بالقلق حيال التطورات السياسية ليس فقط في أوروبا و إنما في العالم بأسره.

و أضاف: في تلك الفترة حدثت البريكسيت و قامت حكومة يمينية في المجر، و تصاعد اليمين في فرنسا و ألمانيا، و العديد من البلدان الأوروبية. ما يعني أن المؤسسات التي جلبت السلام، مثل الاتحاد الأوروبي.. قبل سبعين عامل.. باتت محل شكوك.

وأضاف “بيرجر”، أنه شعر بالصدمة من خطاب الكراهية الذي كانت تردده بعض الحكومات، “هذا الخطاب وجد صدى في الشوارع، لقد سمعت جملًا و أنا في المترو أو في طريقي إلى العمل أعادتني لحقبة الثلاثينات في ألمانيا”. و أكد إدوارد بيرجر أن تصاعد الشعبوية و القومية كان الحافز الذي دفعه لإخراج الفيلم .

قام بدور البطل بول بومير الممثل المجري فيليكس كاميرير و هو ابن مغنيا الأوبرا أنجيليكا كيرشلاجار و هانز بيتر كاميرير .

جدير بالذكر أنه تم عرض ذلك الفيلم على منصة نتفليكس في أكتوبر الماضي 2022 .

أين البشرة السمراء ؟

تعرضت جوائز الأكاديمية البريطانية لفنون السينما والتلفزيون (بافتا) في دورتها الأخيرة للعام الحالي إلى انتقادات حادة بعدما ذهبت جميع الجوائز لأشخاص بيض البشرة، رغم أن الأشخاص الذين ينتمون إلى أقليات عرقية شكلوا 40 % علي قوائم الترشيحات النهائية، إلا أن ذلك لم يترجم إلى الفوز بأية جائزة، فقد كان الفائزون الـ49 من البيض!

قال ماركوس رايدر مدير الاستشارات في مركز سير ليني هنري للتنوع الإعلامي : “إن نتائج يوم الأحد 19 فبراير كانت محبطة للغاية، و أظهرت أنه لم يكن هناك تغيير جوهري على مدى العقد الماضي، رغم الإصلاح الشامل الذي تمت استشارتي بشأنه أنا و العديد من العاملين الآخرين في هذه الصناعة، و الذي أدى إلى 120 تغييرا في عمليات جوائز البافتا، و ألف عضو جديد من المجموعات ناقصة التمثيل و ما إلى ذلك.

و أضاف: “لا ينبغي أن يكون التركيز على حفلات البافتا التي هي مجرد قمة جبل الجليد في صناعة السينما الأوسع التي تعاني من العنصرية الممنهجة”.

و كتب الممثل الكوميدي لندن هيوز على تويتر :”أي شخص بريطاني غير أبيض يحلم بالعمل و بتحقيق النجاح في مجال الفنون والترفيه.. من فضلك أتوسل إليك احصل على تأشيرتك و غادر المملكة المتحدة”.

رفضت بافتا التعليق على نقد التنوع بين الفائزين، لكنها أشارت إلى الإصلاحات التي اعتمدتها في عام 2020 التي شملت إضافة المزيد من المصوتين مع التركيز على المجموعات ناقصة التمثيل، و جعل المصوتين يشاهدون جميع أفلام قوائم الترشيح الطويلة.

قال رئيس المنظمة كريشنيندو ماجومدار لصحيفة نيويورك تايمز قبل الحفل: إنه يريد تحقيق تكافؤ الفرص لكن يجب أن يكون ذلك على أساس الجدارة.

و يعتقد كلايف نووكا الذي قاد دراسة حول عدم المساواة العرقية في صناعة السينما في المملكة المتحدة في عام 2021 .. إن الأمر سيستغرق 5 أو 6 سنوات للحصول علي فكرة كاملة عن تأثير تغييرات البافتا.

تاريخ الخبر: 2023-03-14 09:23:04
المصدر: وطنى - مصر
التصنيف: غير مصنف
مستوى الصحة: 47%
الأهمية: 61%

آخر الأخبار حول العالم

المغربي دياز يسجل هدفا خرافيا ويقرب ريال مدريد من لقب الليغا

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:49
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 70%

إجهاد عضلي يتسبب في خروج السولية من تشكيل الأهلي أمام الجونة

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:24
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 48%

الزلزولي ينهي الجدل وينفي إمكانية انضمامه للدوري السعودي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:09:39
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 58%

الكعبي صُداع في رأس الركراكي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:45
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 82%

قرار أمريكي مفاجئ بخصوص استيراد الفوسفاط المغربي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:42
مستوى الصحة: 61% الأهمية: 75%

حكومة أخنوش في مرمى الانتقاد اللاذع بسبب “الاتفاق الاجتماعي”

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 21:08:40
مستوى الصحة: 66% الأهمية: 81%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية