قال الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، إن الحرب الروسية الاوكرانية قد أثرت على المجتمع العالمي بالكامل، مؤكدًا أنها لن تنته قريبًا وذلك سيؤثر على العالم.

وأكد أبو الغيط خلال كلمته في افتتاح أعمال المنتدى العربي للتنمية المستدامة، والذي عُقد، اليوم الثلاثاء، بمقر اللجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا ببيروت تحت عنوان "حلول وعمل"، ان اختيار عنوان "حلول وعمل"، كعنوان لهذه النسخة من المنتدى والذي يعكس الرغبة المشتركة في استعراض التقدم المحرز في تحقيق أهداف التنمية المستدامة، ومناقشة الحلول وتبادل أفضل الخبرات التي تمكننا من تجاوز العقبات، وهي كثيرة ومعقدة.

وأضاف الأمين العام لجامعة الدول العربية، التزمت الجامعة ببذل المزيد من الجهود دون كلل لتحقيق إنجازات جديدة من شأنها تحقيق التنمية المنشودة لكل العرب، وفي العام الماضي خلال النسخة الماضية من هذا المنتدى، كان بعد مرور ثلاثة أسابيع من اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، وعبر وقتها الجميع عن مخاوف من تأثير تلك الأزمة على السلم والأمن، ومن تداعياتها السلبية على العالم أجمع وعلى المنطقة العربية على وجه الخصوص.

- الحرب إلى صراع بين روسيا وجبهة غربية

وتابع ان بعد مرور عام على الحرب  ازدادت الشكوك والمخاوف، وتبدو الصورة للأسف قاتمة، فقد تحولت الحرب إلى صراع بين روسيا وجبهة غربية، وامتدت آثار العقوبات الاقتصادية وتبعاتها إلى كافة الأقاليم دون استثناء، كما تراجعت قدرة العمل متعدد الأطراف بشكل واضح على فض النزاعات، ولست متشائماً إذا قلت إنني لا أرى نهاية قريبة لتلك الحرب في ظل ما نرصده من استمرار الحشد لها والحديث عن استعدادات لزيادة حدة القتال مع دخول فصل الربيع وتشدد المواقف وشعور الطرفين بإمكانية تحقيق الحسم العسكري.

ويري ابو الغيط ان هذه الحرب ستعوق لا محالة جهود المجتمع الدولي للتعامل مع قضايا أخرى أكثر إلحاحاً وأهمية، إذ تهدد الانقسامات الحادة بين الدول وحالة الاستقطاب التي نشهدها بإضعاف الإرادة المشتركة وتوافق الدول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، كما ستؤدي إلى تحويل مخصصات مالية ضخمة لتمويل الحرب أو التخفيف من آثارها داخلياً،وهو أمر سيأتي على حساب التمويل الدولي للمشاريع المستدامة والمساعدات المخصصة لدعم المناطق الفقيرة التي هي في أشد الحاجة إليها.

- التركيز على هذه الحرب لا يجب أن ينسينا أن هناك أزمات أخرى تنتظر حلولاً

وأكد أبو الغيط، أن التركيز على هذه الحرب لا يجب أن ينسينا أن هناك أزمات أخرى تنتظر حلولاً، وبعضها منذ عقود، فعلى سبيل المثال يزداد الفقر انتشاراً ومعه الجوع ووفيات الأطفال والأمهات، ولم يتعاف العالم بعد من آثار أزمة كوفيد19، كما لا تزال أعداد النازحين في ارتفاع مستمر،وفوق هذا كله تتعاظم مخاطر التغير المناخي على نحو مقلق.

وقال إننا نواجه عدداً من المشكلات المتداخلة والمعقدة، التي أصبحت واقعاً مستداماً يجب التعامل معه باستمرار، ويقتضي حلها خططاً شاملة .  وفي كلمته أكد أبو الغيط أن لمجابهة هذه التحديات ،  تواصل جامعة الدول العربية مسيرة تعاونها مع الإسكوا لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في المنطقة العربية، وذلك عبر تنفيذها لعدد من الأنشطة المشتركة التي ترمي إلى دعم وبناء القدرات العربية في مجالات متعددة مرتبطة بالاستدامة والتنمية.

- الانتهاء من تطوير وتفعيل الاستراتيجية العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات قريبا

وأضاف أن الانتهاء من تطوير وتفعيل الاستراتيجية العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، والمعروفة اختصاراً باسم الأجندة الرقمية العربية" والتي اعتمدها مجلس الوزراء العرب للاتصالات والمعلومات وأتطلع في هذا الشأن إلى إطلاقها سوياً في المستقبل القريب، مؤكدا على التزام جامعة الدول العربية بتنفيذها بالتعاون مع الإسكوا وكافة الشركاء لتعزيز التحول الرقمي في منطقتنا.

أما بخصوص مستقبل التعاون بين الإسكوا أو الجامعة، لفت أن الأنشطة المشتركة الجاري تنفيذها، وهي عديدة ومتفرعة.

واستعرض أبو الغيط أهم مستجدات جهود جامعة الدول العربية في مجال تحقيق أهداف التنمية المستدامة، حيث أطلقت بالتعاون مع عدد من الشركاء "مبادرة القضاء على الجوع في المنطقة العربية" التي تدعو إلى التعامل السريع مع تحديات الأمن الغذائي العربي كما أطلقنا" الورقة البيضاء للمبادرة الإقليمية للأمن المناخي في المنطقة العربية" خلال أعمال قمة المناخ في شرم الشيخ COP 27، وهي مبادرة تتناول الترابط بيت تغيرات المناخ وتأثير على أمن واستقرار المجتمعات، كما احتفلنا هذه السنة باليوم العربي للاستدامة في نسخته الأولى وقد كرمنا خلاله عدداً من الشخصيات العربية والمؤسسات الفاعلة في مجالات التنمية المستدامة.