مصطفى منجم
شكل إفلاس بنك “سيليكون فالي” (SVB) الأميركي، ذعرا كبيرا على المستوى الدولي، مخافة تكرار أزمة اقتصادية جديدة شبيهة بأزمة سنة 2008.
وجاء إفلاس البنك الامريكي في سياق تطبعه تداعيات الجائحة والحرب الروسية الأوكرانية، والصراع مع الصين، وهو ما يرخي بظلاله على اقتصاديات العالم.
ويرتبط المغرب كغيره من الدول بعلاقات اقتصادية وشراكات دولية، وهو الامر الذي يطرح تساؤلات حول ما إذا كانت هذه الأزمة قد تؤثر على الاقتصادي المغربي.
و في هذا السياق، قال الخبير الاقتصادي المغربي رشيد ساري أن:”بنك وادي السليكون الذي يحتل الرتبة 16 على مستوى الولايات المتحدة وتبلغ حجم مايتوفر عليه من ممتلكات تصل إلى 209 مليار دولار، كل أو جل تعاملاته مع زبائن مقاولات ناشئة مختصين في ميدان التكنولوجيا، هذا القطاع كان يحقق هوامش ربح كبيرة وفائض سيولة كبير جدا خاصة في فترة جائحة كورونا”.
وبخصوص تداعيات هذه القضية الاقتصادية على المغرب أبرز رشيد ساري أن:”بالنسبة للمغرب لاتاثير بحكم عدم خضوعه لنفس النمط النقدي والمالي خاصة وان النظام المصرفي والمالي متحكم فيه ولا نخضع لنفس القواعد”، مشيرا أنه “ربما سنعيش أزمة أعمق مما عاشه العالم سنة 2008 لأن تداعيات الحرب من جهة وكذلك جائحة كورونا لازالت تنخر الجسد الاقتصادي والاجتماعي للعالم”.
وأوضح الخبير الاقتصادي في حديثه مع “الأيام 24 انه:” قطاع التكنولوجيا كان يضع أمواله بشكل عادي دون أن يضطر لطلب السيولة أو قروض من البنك، لكن حاليا أصبح قطاع التكنولوجيا او الخدمات عموما يعاني ازمات متلاحقة مما جعل هذه الأخيرة تبحث على تمويل حاجياتها من فائض سيولتها التي تتوفر عليها داخل البنك”.
وأضاف رشيد ساري أن:”مع ارتفاع سعر الفائدة من طرف البنك المركزي الأمريكي جعل بنك وادي السليكون تستثمر أكثر في سندات الخزينة مما جعل جعلها تعاني أزمة نقد وليس سيولة وتعجز أمام الطلب الكبير للزبائن على تلبية حاجياتهم مما اضطرها إلى طلب الرفع من رأس مالها الأساسي لكن أمام زلزال الطلبات وعدم قدرتها على الايفاء بالتزامتها مع زبائنها”.
واستطرد المتحدث نفسه قائلا أن:”تدخل البنك المركزي الأمريكي لتدبير شؤون البنك ريثما يوجد حل لهذه الأزمة التي طرأت أخيرا في وقت يعاني فيه الاقتصاد الأمريكي من أزمة لم يعشها منذ 40 عاما يجب التريث الآن لانه لحدود الساعة 4 بنوك أمريكية فقدت ماقيمته 52 مليار دولار رغم طمأنة جانيت يلين وزيرة الخزينة الأمريكية بأن ماوقع محدود جدا وان النظام المالي والمصرفي الأمريكي قوي لكن التضخم من جهة والازمات المتلاحقة التي يعيشها الاقتصاد الامريكي ربما يعجل بافلاس مجموعة من البنوك الأمريكية وربما يمتد إلى دول أخرى خاصة ماشهدناه ليلة الجمعة/السبت من تأثر مجموعة من الابناك البريطانية،الفرنسية، الألمانية والسويسرية”.
