بالحرب العالمية.. أيرلندا تمردت على بريطانيا وقتلت الآلاف


يوم 4 آب/أغسطس 1914، أعلنت بريطانيا رسمياً دخولها الحرب العالمية الأولى لجانب فرنسا. فعقب الاجتياح الألماني للأراضي البلجيكية، وجهت بريطانيا إنذارا لألمانيا مطالبة إياها بالانسحاب واحترام الحياد البلجيكي. ومع نهاية المهلة المحددة للانسحاب، أعلنت بريطانيا الحرب على ألمانيا لتدخل بذلك في هذا النزاع العالمي الذي استمر لأكثر من 4 سنوات مخلفا ما يزيد عن 20 مليون ضحية بين قتيل وجريح.

وبمنتصف الحرب، عاشت بريطانيا على وقع خطر قادم من الداخل حيث اتجهت مجموعة من القوميين الأيرلنديين للتمرد وحمل السلاح معلنين استقلال أيرلندا عن بريطانيا.

صورة لتوم كلارك

تعليق العمل بقرار السيادة

مع ظهور قانون الوحدة لعام 1800، والذي تمت المصادقة عليه عام 1801، ضمت أيرلندا لبريطانيا ليتم على إثر ذلك تأسيس المملكة المتحدة لبريطانيا العظمى وأيرلندا. وعقب صدور هذا القانون، فقدت أيرلندا برلمانها الذي اجتمع في العادة بدبلن (Dublin) لتجد نفسها تحت أوامر برلمان جديد تواجد مقره بالعاصمة البريطانية لندن.

وطيلة القرن التاسع عشر، عارض القوميون الأيرلنديون بشدة هذا القانون. وبينما حبّذ عدد من المعتدلين بقاء أيرلندا ضمن الاتحاد في مقابل حصولها على حكم ذاتي وسيادة داخلية، طالب آخرون بحمل السلاح والعصيان لإجبار البريطانيين على منحهم الاستقلال.

صورة لجيمس كونولي

وعلى مدار سنين، أجهض النواب البريطانيون قرارات زملائهم الأيرلنديين تحت قبة البرلمان فيم تعلق بمسألة الحكم الذاتي والاستقلال. وخلال العام 1914، حصل الأيرلنديون على ما انتظروه طويلا، حيث قبل البرلمان بقرار منحهم سيادة داخلية. وفي الأثناء، لم تدم هذه الفرحة طويلا. فمع اندلاع الحرب العالمية الأولى، اتجه المسؤولون البريطانيون لتعليق العمل بقرار السيادة الداخلية لأيرلندا.

قمع التمرد

أمام هذا الوضع، سجلت أيرلندا ظهور منظمة سرية عرفت بمنظمة الإخوة الجمهوريين الأيرلنديين (Irish Republican Brotherhood) التي تكونت من مجموعة من القوميين الأيرلنديين المطالبين بالاستقلال التام. ومستغلين ظروف الحرب، اتجه هؤلاء القوميون للتحالف مع ألمانيا بشكل سري حيث استغل أحد أعضائها روجيه كازمنت (Roger Casement) علاقاته ليؤمن نقل شحنة أسلحة من ألمانيا لأيرلندا. ومع اكتشاف هذه الشحنة، اتهم روجيه كازمنت بالخيانة من قبل البريطانيين وأعدم خلال شهر آب/أغسطس 1916.

إلى ذلك، اندلعت الثورة الأيرلندية، الملقبة بتمرد عيد الفصح، يوم 24 نيسان/أبريل 1916. ومنذ البداية، سيطر قادة التمرد، المتمثلون أساسا في باتريك بيرس (Patrick Pearse) وجيمس كونولي (James Connolly) وتوم كلارك (Tom Clarke)، بمساعدة أتباعهم، الذين قدر عددهم بنحو 1600 شخص، على مبان حساسة بالعاصمة دبلن. وخلال المساء، ألقى باتريك بيرس من أمام مكتب البريد بدبلن خطابا أعلن من خلاله عن استقلال إيرلندا رسميا عن بريطانيا مؤكدا على تشكيل حكومة إيرلندية مستقلة.
وتزامنا مع عدم تفاعل عدد كبير من الإيرلنديين مع اعلان باتريك بيرس، أعلنت بريطانيا حالة الطوارئ بإيرلندا واتجهت لإرسال أكثر من 15 ألف عسكري، مدعومين بفرق المدفعية، نحو دبلن والمناطق الأخرى التي تحصن بها المتمردون.

قتال شوارع

وعقب معارك شوارع ضارية استمرت لنحو 6 أيام، تمكنت القوات البريطانية من القضاء على تمرد عيد الفصح الذي انتهى بمقتل وإصابة حوالي 2500 شخص كان جلهم من المدنيين.

عقب تمرد عيد الفصح الذي حوّل دبلن لكومة خراب، أعدمت بريطانيا 15 فردا من قادة التمرد رميا بالرصاص. وبالتزامن مع ذلك، اعتقل حوالي 3 آلاف مشتبه فيهم أيرلندي أرسل 1800 من ضمنهم نحو سجون إنجليزية بشكل قسري دون محاكمة.

تاريخ الخبر: 2023-03-21 09:19:03
المصدر: العربية - السعودية
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 90%
الأهمية: 86%

آخر الأخبار حول العالم

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:04
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 57%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 63%

عاجل.. تأجيل انتخاب اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال 

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:26:06
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 69%

رسميا.. انسحاب اتحاد العاصمة الجزائري من مواجهة نهضة بركان

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-04-28 21:25:56
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية