كشف مصدر جامعي جيد الإطلاع، أن قرار إقالة يحي حدقة من مُديرية التحكيم الوطنية، قرار تمت مناقشته بشكل مستفيض بالأسابيع الأخيرة.
وأوضح المتحدث ذاته في تصريح خص بها موقع"تيلكيل عربي"، مساء أمس الإثنين، أن جامعة الكرة كانت في تواصل دائم مع المسؤولين بمديرية التحكيم الوطنية، لمناقشة مكامن الخلل في الجهاز التحكيمي والبحث عن حلول لها.
كما أشار المصدر ذاته، إلى أن الجامعة لم تبخل على الجهاز التحكيمي بتوفير كل الوسائل اللوجيستيكية، والانخراط في مسلسل تطوير التحكيم، حيث كان المغرب سباقا للاستعانة بتقنية الفيديو، بالقارة السمراء.
وشدد على ان اللجنة التي تم تعيينها خلال اجتماع للمكتب المديري، ستعمل على تدبير الجهاز التحكيمي بشكل مؤقت إلى غاية نهاية الموسم الكروي الجاري، على أن تتم إعادة هيكلة وتأطير الجهاز المكلف بالتحكيم بعدها.
وفيما يلي يستعرض الموقع 5 عوامل دفعت بجامعة الكرة، لاتخاذ قرار إقالة يحي حدقة من منصبه مديرا لمديرية التحكيم الوطنية:
احتجاجات الأندية
لم تكن المراسلات والشكايات التي وجهتها أندية البطولة، احتجاجا على التحكيم تمر مرور الكرام، حيث حرصت جامعة الكرة على تتبع الموضوع والتفاعل معه.
وكانت الجامعة قد تفاعلت إيجابا مع قرار إقامة لقاء أسبوعي من طرف المديرية، لمناقشة جميع القرارات المثيرة الجدل بمباريات البطولة، لكن الخطوة لم تحمل أي مستجدات.
ولم يتجاهل الجهاز الكروي الكم الهائل من المراسلات، التي طالبته فيها الأندية مباشرة بالتدخل العاجل، كما أنه لم يخفي قلقه من فاقمها وهو ما تطلب اتخا قرارات حاسمة.
قوة الجماهير
وكان للجماهير دور محوري أيضا بخصوص قرار إحداث تغييرات تهم جهاز التحكيم، حيث انتقد مناصرو الأندية المغربية دون استثناء، الأخطاء المؤثرة التي أصبحت ترافق مباريات أنديتهم.
وبطريقتها الخاصة، عبرت الجماهير في مباريات عديدة عن استنكارها للأخطاء التحكيمية التي تفشت بالمباريات، رغم تسخير التقنيات الحديثة لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصائبة.
ورفعت الجماهير في مناسبات عديدة رسائل شديدة اللهجة، تطالب المسؤولين بضرورة التحرك العاجل بعد تفاقم الأخطاء وتفشيها بشكل مريب، دون محاسبة.
تراجع التمثيلية الدولية
ومن بين الأسباب التي دقت ناقوس الخطر، بشأن مستقبل الصافرة المغربية، هو تراجع تمثيليتها في المحافل الدولية والقارية.
وتابعت الجامعة بقلق كبير انحصار تمثيلية الحكم المغربي، في إسم أو إسمين، بعدد من المحطات الدولية، في وقت يتم فيه تخصيص برامج تكوين عديدة للحكام الوطنيين، كما عمل الجهاز الكروي على استقطاب آخر التقنيات التي تهم التحكيم بالدوري.
لعنة "الفار"
في وقت، أشاد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية، باعتماد المغرب على تقنية الفيديو المساعد بمباريات البطولة، وتفائل بامكانية مساعدتها للحكام، ظهرت حالات تحكيمية مثيرة للجدل كان بطلها "الفار".
ورغم اعتماد الفيديو، إلا أن التقنية لم تقي الحكام شر الانتقادات الشديدة، وحملتهم مسؤولية أكثر.
الخرجة الإعلامية "التي أفاضت الكأس"
لأول مرة خرج عبد السلام بلقشور، رئيس العصبة الاحترافية كرة القدم، بشكل مباشر لتوجيه انتقادات شديدة لمديرية التحكيم قبل أزيد من أسبوع.
بلقشور وصف الحكيم بالنقطة السوداء، وطالب من المسؤولين بالمديرية بضرورة تقديم توضيحات في هذا الصدد.
واعتبر بلقشور أن صرف الملايير من الدراهم على تطوير التحكيم، وضمان استقلاليته، وما يقابله من مستوى يثير التساؤولات وقرارات غير صحيحة بالمباريات، أمر مرفوض.
وكانت الخرجة الإعلامية لرئيس العصبة، بمثابة إنذار مبكر للمديرية قبل إعلان قرارات اجتماع المكتب المديري أمس الاثنين.
