صمد أمام العدوان الثلاثى.. تعرف على أقدم المساجد ببورسعيد (صور)
صمد أمام العدوان الثلاثى.. تعرف على أقدم المساجد ببورسعيد (صور)
شهد جامع العباسي بمحافظة بورسعيد إقبالًا كبيرًا من المصالين في أول أيام صلاوات التراويح، حيث حرص العشرات على الحضور مبكرًا للصلاة داخل ذالك المسجد الذي يعتبر أثرًا من آثار المدينة الباسلة، وله رونق خاص يجعلة المميز لأبناء المحافظة وخاصة كبار السن.
وقد تزين المسجد بالأضواء البراقة احتفالًا بقدوم شهر رمضان المبارك الذي جعل منظره الخارجي أكثر بهجة، وأبرزت معالمة التاريخية التي تحكي تاريخ المدينة الباسلة.
لم يكن "المسجد العباسي" المسجد الرئيسي بمحافظة بورسعيد وحسب، بل هو أحد أهم وأقدم المعالم التاريخية الشاهدة علي تاريخ المحافظة ونضال أهلها، كما صلى فيه جمال عبد الناصر عند زيارته لبورسعيد في أعياد النصر، وتعرضت المنطقة المحيطة به وحي العرب للدمار والهدم بدبابات وطائرات العدو، وظل هذا المسجد هو البناء الوحيد المكتمل بالمنطقة فاتحًا أبوابه ليحتمي فيه الجميع، ورغم أن المسجد أُحيط بالدمار من جميع الاتجاهات في العدوان الثلاثي، ويميزه أيضًا الشجرة التي تقع في فنائه والمسماة بشجرة «دقن الباشا»، والتي يفوح عطرها في الربيع ليملأ المكان برائحتها العطرة.
ويعود إنشاء المسجد عندما أصدر الخديوي عباس حلمي الثاني، عددًا من المساجد في بعض المحافظات، وبالفعل تم تخصيص 4000 متر لبنائه، وتميز موقعه في وسط المحافظة في حي العرب أحد أقدم أحياء بورسعيد، ويطل من الجهة الجنوبية الشرقية على شارع محمد علي الرئيسي الذي يربط جنوب المحافظة حتى آخرها شمالًا على شاطىء البحر المتوسط، وأرسل الخديوي عباس المهندسين بوزارة الأوقاف وقتها لبناء المسجد على عشر المساحة المخصصة له، على شكل مستطيل تبلغ مساحته 766 م2، ومزين بحلي النقش الكتابي في كل ركن من أركانه بزخرفة نباتية بسيطة من طراز الأرابيسك داخل تكوين هندسي بشكل محور.
يعد المسجد العباسي بحي العرب في بورسعيد، ثاني أقدم مساجد بورسعيد بعد المسجد التوفيقي، حيث تم بناءه في عهد الخديوي عباس حلمي الثاني، عام 1904 ميلادية و1322 هجرية.
وسجل المسجد العباسي كأثر إسلامي بعد موافقة اللجنة الدائمة للآثار الإسلامية والقبطية، ويعود الآن لاستقبال المصلين لأداء الصلوات، خاصة صلاة التراويح، بعد قرار وزارة الأوقاف بفتح المساجد والحرص على اتخاد الإجراءات الاحترازية للوقاية من فيروس كورونا.
وخضع المسجد لأعمال الترميم عام 2000 ثم في أواخر 2017 من قبل الإدارة المركزية للترميم والصيانة بوزارة الآثار، وافتتحه الدكتور خالد العناني، وزير الآثار في أغسطس 2018، وبلغت تكلفة الترميم الأخيرة له مليونًا ونصف مليون جنيه، عن طريق متبرع.