ينتظر الأقباط قدوم شهر رمضان لمشاركة المسلمين مظاهر وطقوس الاحتفال بهذه الأيام الكريمة بشتى الطرق، التى تبدأ بالتهنئة، مروراً بحرصهم على توزيع الوجبات والمشروبات المجانية على الصائمين فى الشوارع قبل دقائق معدودة من إطلاق مدفع الإفطار، ودخولهم فى تصنيع الفوانيس وزينة رمضان لإدخال البهجة على أهالى منطقتهم؛ إذ اعتاد سامح يوسف على تحويل شارع فاروق بمدينة الزقازيق بالشرقية إلى منطقة لصناعة جميع مظاهر الفرحة لدى المصريين من الفانوس والزينة.

ولصناعة فانوس رمضان عند «سامح» حب وعشق كبيران، إذ بدأها يدوياً باستخدام الماكينات المختلفة، ثم تطور لصناعة الفانوس باستخدام الليزر: «بدأت من وأنا فى إعدادى أشتغل أركت خشب يدوى، وتطورت بعد كده للصناعة بالليزر، واشتغلت فى فانوس رمضان حباً فيه وحباً فى صناعة الهاند ميد، وطورت من نفسى مع مرور السنين، وكان حلم حياتى أدخل فنون جميلة، لكن لظروف وفاة والدى فى الثانوية العامة اضطريت أدخل كلية تجارة، وفضل قدامى هدف إنى أشتغل فى مجال الفن والديكور».

«سامح» يصنع الفوانيس لإسعاد المسلمين

وصناعة الليزر تصلح لجميع المنتجات ما عدا المعادن، إذ يمكن استخدام ماكينة الليزر فى إنتاج تشكيلات ونماذج: «استغللت ماكينة الليزر ووظفتها فى صناعة الفانوس، وبطور المُنتج كل سنة والتانية، ومرحلة الليزر من أول التصميم للتصنيع على ماكينة الليزر، بعد كده التجميع والطباعة، ودخلت حاجة جديدة اللى هيا طباعة الصورة على الفانوس، لإضافة لمسة جمالية وتمييزه عن المستورد».

ينتظر «سامح» شهر رمضان كل عام، وموسم صناعة الفانوس هو أفضل أيام السنة بالنسبة له، ولا يعتبر الشهر الكريم خاصاً بالمسلمين فقط بل بالمصريين جميعاً: «كل المسلمين اخواتى، ولازم كل سنة أجيب لأولادى هدية فانوس وبيفرحوا بالفانوس جداً، شهر رمضان فرحتنا كلنا وشهر خير وبركة، شغل الفانوس اللى بعمله بعيش عليه السنة كلها، لأنه شهر مميز جداً فى الشغل».

فرحة الطفل بشراء الفانوس وسعادته بامتلاكه، أو إنارة بيت من بيوت المسلمين، أبرز ما يسعى إليه، مؤكداً أن من أحلامه وأمنياته التى ينتظرها القدرة على تطوير صناعة الفانوس لدرجة تصديره إلى الخارج.

«جرجس» يوزع أكلات على أهالي سوهاج 

«رمضان كريم»، جملة اعتاد جوزيف جرجس تدوينها على شنط يستخدمها فى توزيع وجبات الإفطار على المارة فى شوارع سوهاج كل عام، مردداً كلمات: «شعب مصر مسلم مسيحى فى رباط إلى يوم القيامة وكلنا على قلب رجل واحد ونسيج واحد نتشارك الأفراح والأحزان».

منذ ما يقرب من 10 سنوات، بدأ «جوزيف» ممارسة طقوس شهر رمضان: «أول سنة كنت حابب أشارك بس ماكنتش أعرف رد فعل الناس إيه، عشان كده شاركت بحاجة بسيطة ووزعت بلح على المارة كمقياس لرد فعلهم هيقبلوا ولا هيرفضوا»، مشيراً إلى أنه وجد التشجيع والمحبة منهم، وبدأ فى تقديم وجبات الإفطار من السنة التالية حتى يومنا هذا.

وقبل قدوم شهر رمضان المبارك بعدة أيام، يبدأ صاحب الـ30 عاماً فى الاستعداد لاستقبال الشهر، وتجهيز الوجبات اليومية، التى يوزعها على المارة فى شوارع طهطا بسوهاج، هذا الفعل الذى نال تشجيع أهالى بلده: «شهر رمضان شهر الخير والبركة على الجميع مش المسلمين بس، ده كفيل إنه يدخّل البهجة والفرح على قلوبنا».