الخلفيات النفسية والاجتماعية لـ”الترمضينة”


شيماء مومن

 

تحت ذريعة الصيام، لازالت تتواتر بعض السلوكات الفردية التي تنزع إلى العنف والسب والقذف وتبادل الضرب بين بعض الصائمين منذ الأيام الأولى من شهر رمضان، حيث وصل بعضها إلى درجة الضرب والتهديد بالسلاح والقتل.

 

جرائم تحت ذريعة الصيام

أيام دامية أصبحت تلطخ مدن المغرب منذ أول أيام رمضان، تخفي خلفها سلوكات عدوانية تحت غطاء الصيام، لم تعد هذه التصرفات العنيفة التي تشتكي منها الزوجات بسبب المزاج السيئ لأزواجهن حبيسة المنازل، بل تجاوزتها لتصل إلى حد مشاجرات دامية بواسطة الأسلحة في الشوارع.

ففي خميس أول أيام رمضان، اهتزت مدينة العرائش على جريمة بشعة راح ضحيتها شاب في مقتبل العمر، حيث أقدم شاب عشريني على طعن الضحية عدة طعنات بسكين على مستوى القلب، أنهت حياته، وفي الرابع من أيام رمضان كانت جرائم القتل بـ”الفيزي ” تلوح أفق مدينة الدارالبيضاء، أولها بمنطقة سيدي مومن وآخرها بمنطقة سيدي عثمان، أما خامس أيام رمضان، اهتزت فيه مدينة مراكش بعد مغرب يومه الإثنين من مارس الجاري على وقع جريمة قتل راح ضحيتها شخص في الثلاثينيات من عمره على يد جاره الأربعيني.

جرائم القتل والاعتداءات هذه أرخت بظلالها على شهر الرحمة والغفران، لتتكرر فيه المشاحنات والمشاجرات ضمن ظاهرة يطلق عليها محليا بـ”الترمضينة”.هذه الحالة التي تعتري بعض الأشخاص بسبب تغير وتيرة الحياة في الشهر الفضيل تطرح أسئلة عديدة من حيث السلوك النفسي والاجتماعي لهؤولاء.

 

سبب النزاعات…تراكمات

عبر الباحث في علم الاجتماع، عبد الإلاه فرح، أن ‘‘هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى نشوب الشجار والخلاف بين الناس، يتجلى العامل الأول في تراكم التعب والجوع والعطش أثناء الصيام، الشيء الذي يجعل بعض الأشخاص يصبحون أكثر عدوانية وسرعة في الانفعال، وهذا يمكن أن يسهم في حدوث المشاكل والنزاعات‘‘، وتابع أن العامل الثاني يتمثل في أن ‘‘الكثير من الناس يتعرضون دائما لضغوط الحياة اليومية، خصوصا في أوقات العمل الذي يتطلب مجهودا بدنيا وذهنيا كبيرا، وهذا يمكن أن يؤثر بدوره على مزاجهم ويجعلهم أكثر توترًا وسرعة في الانفعال‘‘

وتابع في في حديثه مع “الأيام24″، أن هذا السلوك العدواني عند الإنسان لا يحضر في الأيام العادية، لكن ما يميز هذه الظاهرة أنها تحضر في شهررمضان، رغم أنه الشهر الذي يستوجب فيه التسامح والغفران والتحكم في النفس.

وأضاف الباحث الاجتماعي، أن ” الترمضينة ” ماهي إلا ‘‘تعبيرا عن سلوك عدواني خاص بشهر رمضان، والذي يتمظهر في الألفاظ وفي الأفعال الجسدية.
وتابع أن، ‘‘الترمضينة‘‘ ظاهرة متكررة في شهر رمضان، على الرغم من أنها تبقى معزولة في بعض الأوقات، إلا أن أثرها ظاهر جدا للعيان، لأنها تساهم في تعكير المزاج عند الأطراف المتنازعة، كما أن الأشخاص الذين يتشاجرون في شهر رمضان يتعرضون للإجهاد النفسي والجسدي، وقد يؤثر ذلك على صحتهم بشكل عام.
‘‘الترمضينة‘‘ إفساد لمتعة الصيام.

أشار المتحدث نفسه، أن هذا السلوك الإنفعالي تحت ذريعة رمضان، يفسد تجربة الصيام والعبادة للناس وفقا للمنظور الديني والفقهي، مضيفا أن ذلك يمكن أن يؤدي في بعض الأحيان، إلى القطيعة في العلاقات الاجتماعية، خصوصا إذا كانوا أطراف النزاع من نفس الحي، مما يمكن أن يزيد من تفاقم المشاكل والخلافات في المستقبل، وبالتالي تدهور في العلاقات الاجتماعية.

تاريخ الخبر: 2023-03-29 21:21:33
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 65%
الأهمية: 77%

آخر الأخبار حول العالم

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:18
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 63%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:00
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 70%

عملية الإخلاء من رفح تشمل نحو 100 ألف شخص وحماس تصفها بـ"تطور خطير"

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:14
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 66%

وفاة مدرب الأرجنتين السابق لويس مينوتي بطل مونديال 1978

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-06 12:26:04
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 51%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية