المرأة 25 ..النساء أكثر عرضة للانتحار
المرأة 25 ..النساء أكثر عرضة للانتحار
في جلسة رجالية (ذكورية) دار الحديث عن المرأة, وأبديت رأيي في أن المرأة مازالت مظلومة ومطحونة ومغلوبة علي أمرها, علي الرغم من كل ما نسمع عنه من تحررها ووصولها للمراكز القيادية المرموقة, بل إن المرأة تظلم المرأة وتظلم نفسها في الحياة بما تتنازل عنه من حقوقها الرئيسية في الحياة.
من الطبيعي أن ينبري لي بعض المتعصبين من الرجال لكونهم رجالا ولإيمانهم الخاطئ بأنهم أفضل من المرأة خلقة وعقلا وأوهام كثيرة أخري, وبعضهم كان ينظر لي ويتعجب كيف أكون رجلا وأدافع عن المرأة, نسي هؤلاء أنهم أبناء نساء ولهم أمهات وأخوات وعمات وخالات ومنهن أو قل معظمهن فاضلات مهذبات متعلمات متدينات يعرفن واجباتهن ودورهن الحقيقي في الحياة وإلا لما وصلوا أن يكونوا رجالا أسوياء في المجتمع.
هذه المناقشات كثيرا ما أتعرض لها في مجتمعنا الذكوري الذي يحب المرأة, ويهتم بها لكنه لا يعترف بحقوقها, أو أنها مخلوق كامل مثله تماما. ولن أمل من تكرار أن الله خلق الإنسان رجلا وامرأة, وهما متساويان في لكل شيء, وبخاصة في العقل الذي يفرق بين الإنسان وكل المخلوقات الأخري, العادات والتقاليد والأوهام والأساطير والخرافات هي التي أدت إلي عدم احترام الرجل للمرأة والاعتراف بها كند في الحياة ومساوية له في كل شيء بل إن الحقيقة التي لا ينكرها أحد أن المرأة تلعب الدور الرئيسي في الحياة, وأننا لا نستطيع أن نقول إن الرجل أفضل من المرأة أو إن المرأة أفضل من الرجل فالحياة لا يمكن أن تستمر ويصبح لها مستقبل وسعادة وجمال إلا بوجود الاثنين معا. إلي الذين يهاجمونني لأني أدافع عن المرأة أقول إنني أعرف أن هناك نساء سيئات بسبب جهلهن أو تربيتهن الخاطئة أو أمراضهن النفسية والجسمية, ولكن هؤلاء قلة ولهن أسبابهن وعلينا التسرع بمعالجتهن, فالمرأة العادية السوية المتعلمة لا يمكن أن تكون سيئة بل هي حانية كريمة مصدر الحب والحنان, وهي التي تعشش أي تحافظ علي بيتها وأبنائها وزوجها وسمعتها, هذه هي المرأة المصرية بل والعالمية التي أدافع عنها, عماد البيت والأسرة والمجتمع والعالم.
بهذه المناسبة نشرت صحيفة الجارديان البريطانية في الأسبوع الماضي دراسة عن أسباب ارتفاع نسبة النساء المنتحرات في السنوات الأخيرة, وقد وصلت نسبتهن إلي ثلاثة أضعاف أقرانهن, أما السبب الذي توصلت إليه الدراسة هو أن هؤلاء يعانين من العنف المنزلي, ومعروف ما هو العنف المنزلي بالطبع. تضيف الدراسة أيضا أن النساء اللاتي خضن تجربة العنف الجنسي لديهن خطر علي الإقدام علي الانتحار وذلك بواقع سبعة أضعاف.. هذا يحدث في بريطانيا الدولة المتحضرة ويعبر عن حال المرأة فيها.. نسبة انتحار السيدات ثلاثة أضعاف غيرهن بسبب العنف المنزلي, الضرب والإهانة والاحتقار والإساءة النفسية والجسمية والاجتماعية وعدم مساواة البنت بالولد, ويصل العنف إلي حد القتل وإزهاق أرواح النساء, ثم العنف الجنسي الذي تزداد نسبة اللائي يعانين منه ليصل إلي سبعة أضعاف الأخريات. فهل هذه هي الحضارة والتمدن؟ وهل هذه هي بريطانيا العظمي التي لا تحترم نساءها؟!
إن وكالات الأنباء العالمية تطير لنا يوميا أخبارا سيئة لا إنسانية عن وضع المرأة الذي يزداد سوءا, حتي في أمريكا التي تعتبر نفسها قائدة العالم وصاحبة حضارته تصلنا أخبار عن وضع النساء السيء والمظلم فيها وبخاصة النساء الملونات. هذا غير البلاد الأخري النامية أو الفقيرة أو المستعمرة وغيرها, فهناك نساء تباع في الأسواق!, أو ترغم علي الأعمال القذرة اللا إنسانية!!
إن وضع المرأة في العالم كله سيئ جدا سواء العالم الأول أو الثاني أو الثالث وهذا يحتاج انتفاضة إنسانية حقيقية من أجل المرأة من كل الجهات الثقافية والمؤسسات المسئولة عن الإعلام والتربية والتعليم والإعلام والفن والأدب. ثم أين رجال الدين من هذه الفواجع والمآسي التي تعاني منها المرأة؟ أليس أولي بهؤلاء أن يتفرغوا للدفاع عن المرأة عن الإنسان بدلا من أن يتفرغوا لمهاجمة بعضهم ولتشجيع الناس علي التبرع لمؤسسة فلان ومشروع علان بطريقة ساذجة يتضايق منها الجمهور.
يتبع