أدت التحولات الجيوستراتيجية التي وقعت وتقع خاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية إلى بحث مختلف دول المعمورة على ضمان أمنها الغذائي ومنها المغرب، حث تسعى المملكة بفضل خزانها الهائل من الفوسفاط إلى البحث عن أسواق وتعزيز التعاون مع دول كبرى في المجال الزراعي ومنها البرازيل.
حيث أجرى ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، اتصالا هاتفياً مع وزير الشؤون الخارجية بالبرازيل، ماورو فييرا.
أجرى السيد ناصر بوريطة، اليوم، اتصالا هاتفياً مع وزير الشؤون الخارجية بالبرازيل، السيد ماورو فييرا. pic.twitter.com/1CBuUWgDnR
— الدبلوماسية المغربية 🇲🇦 (@MarocDiplo_AR) March 30, 2023
وأوضحت وزارة الخارجية أن هذا الاتصال، يُجسد الرؤية التي تضمنتها رسالة التهنئة التي بعثها الملك محمد السادس إلى الرئيس البرازيلي بمناسبة انتخابه، والتي تُدشن مرحلة جديدة في العلاقات القائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الاقتصادي والحوار الدائم.
وأضاف المصدر نفسه، أن هذا الاتصال، شكل مناسبة لتسليط الضوء على العلاقات المتميزة بين البلدين على جميع المستويات وكذلك الاستعداد المتبادل للمضي قدمًا من خلال إجراءات ملموسة، بالاعتماد على الروابط الثقافية والتراث الحضاري المشترك.
وأشار بلاغ الخارجية، إلى أن بوريطة وفييرا، ناقشا سبل إثراء الحوار السياسي وتكثيف التعاون، لاسيما من خلال تحديد عدة مجالات مثل الأمن الغذائي، وذلك بالنظر إلى الإمكانات الزراعية الكبيرة للبلدين.
ويولي المغرب والبرازيل أهمية كبيرة للسلام والاستقرار في إفريقيا. وفي هذا السياق، تشيد البرازيل بأهمية السياسة الإفريقية التي يقودها الملك محمد السادس والدور الذي تلعبه المملكة في القارة. بحسب المصدر ذاته.
وأبرزت الخارجية المغربية، أن الوزيران أكدا على أهمية تعزيز التعاون في إطار الأجندة العالمية للسلام والأمن والتنمية، لاسيما فيما يتعلق بالتغيرات المناخية والهجرة ومكافحة الإرهاب وحقوق الإنسان.
كما أقر بوريطة وفييرا بضرورة تنسيق الجهود لمواجهة التهديدات الأمنية واستغلال إمكانات الربط البحري واللوجستيكي بين المغرب والبرازيل.
يشار إلى أن مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP)، أنهت عام 2022 بإنجازات وأرقام قياسية بفضل ارتفاع أسعار الأسمدة على المستوى الدولي وجهود ترشيد تكاليف الإنتاج.
وبحسب النتائج المالية الصادرة عن المجموعة الرائدة في صناعة الأسمدة على المستوى الدولي، أول أمس الثلاثاء، فقد ناهز رقم المعاملات 114,6 مليارات درهم، مقابل 84,3 مليارات درهم عام 2021.
وقال المكتب الشريف للفوسفاط في بيان له، أن “سنة 2022 كانت حافلة بالإنجازات والأرقام القياسية، حيث سجلت المجموعة أداءً تشغيلياً ومالياً استثنائياً مدعوما ًبارتفاع أسعار تشكيلة منتجاتها، وكذا الجهود المتواصلة لترشيد تكاليف الإنتاج والأداء التشغيلي”.
وأضاف المصدر ذاته، أن “المجموعة نجحت في احتلال صدارة الصناعات الفوسفاطية، وهو ما يعكس مزاياها التنافسية المتمثلة في مرونتها الصناعية والتجارية وإجراءاتها المستمرة للحفاظ على ريادتها من حيث التكاليف. كما يُعد هذا الأداء دليلاً على إستراتيجية النمو القوية لمجموعة OCP والتزامها بخلق القيمة على المدى البعيد”.
وخلال العام الماضي، ارتفعت أسعار الأسمدة الفوسفاطية إلى مستويات استثنائية مدعومةً بالعديد من العوامل الرئيسية، من بينها اضطرابات سلاسل الإمداد والقيود المفروضة على الصادرات وارتفاع تكاليف المدخلات. وقد أظهرت مجموعة OCP مرونة كبيرة مع الاستفادة القصوى من هذا الاتجاه التصاعدي، إلى جانب تعديل إنتاجها ليتماشى مع الطلب.
وأشار البيان، إلى أن المجموعة نجحت في تحقيق نمو ملحوظ من رقمين في رقم المعاملات سنة 2022، مدفوعاً بارتفاع بنسبة 44% في الأسمدة، التي شكلت 64% من رقم المعاملات الإجمالي مقابل 61% السنة الماضية.
وعملت المجموعة على تأكيد التزامها القوي بالتنوع الجغرافي للزبائن، والتركيز على تسويق المنتجات في الأسواق ذات الطلب القوي، مثل أمريكا الجنوبية، وآسيا وإفريقيا. وقد عرفت هذه الإستراتيجية نجاحا كبيرا يعكس المكانة القوية للمجموعة في هذه الأسواق، وكذا قدرتها على التكيف مع احتياجات الزبائن.
