أصدر الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان سلسلة قرارات جديدة، وذلك قبل ستة أسابيع من الذكرى السنوية الأولى لتوليه الحكم، تضمنت ترقية نجله الأكبر وثلاثة من أشقائه. وعُيّن نجله الأكبر خالد ولياً لعهد أبو ظبي، وهو منصب كان شاغرًا منذ تولي الشيخ محمد بن زايد رئاسة البلاد، وسط أسئلة طُرحت آنذاك عن هوية ولي عهد أبو ظبي الجديد الذي سيصبح بحسب العرف المتداول الرئيس المستقبلي للبلاد. الشيخ خالد هو الابن الأكبر للرئيس الإماراتي ومن مواليد عام 1982، ووالدته هي الشيخة سلامة بنت حمدان آل نهيان. تخرّج من أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية في المملكة المتحدة وشغل مناصب عدة من بينها نائب مستشار الأمن الوطني بدرجة وزير، وعضو في المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي.

واستلم الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد الحكم بعد وفاة أخيه الشيخ خليفة بن زايد في أيار مايو من عام 2022. قبل ذلك، كان الشيخ محمد بن زايد وليا للعهد في أبو ظبي لكنه في الواقع، كان الرئيس الفعلي في البلاد بسبب مرض شقيقه على مدى السنوات الماضية. الشيخ محمد بن زايد هو الرئيس الثالث للإمارات ولديه خمسة أشقاء من والدته فاطمة بنت مبارك الكتبي إحدى زوجات الرئيس الراحل زايد بن سلطان الثلاثة. والأشقاء الخمسة هم: الشيخ حمدان، الشيخ هزّاع، الشيخ طحنون (مستشار الأمن القومي الوطني)، الشيخ منصور (نائب رئيس مجلس الوزراء) والشيخ عبد الله (وزير الخارجية والتعاون الدولي). الصحافي الإماراتي محمد الحمادي قال في مقابلة مع بي بي سي: "هذه القرارات تأتي في وقت مهم وتلبي احتياجات المرحلة تنفيذًا لخطة الإمارات المستقبلية، وهي قرارات توافق عليها جميع حكّام الإمارات، وقد أثبت الشيخ خالد جدارته في تولي المناصب التي شغلها على مدى السنوات الماضية إضافة إلى كونه يتمتّع بشخصية قيادية شابة". وفي مقابلة مع بي بي سي، يقول الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني لدراسات الشرق الأوسط أمجد طه: " هذه قرارات تجسد رؤية واضحة لمستقبل مستقر في المنطقة بقيادات شابة، والشيخ خالد أكد دوره في الإنجازات الكبرى التي حصلت خلال الأعوام الأخيرة والتي عزّزت مكانة الإمارات من خلال توليه مناصب سياسية واقتصادية وأمنية عدة، وقد نجح ولي العهد الجديد في أبو ظبي عام 2016 بجعل إمارة أبو ظبي أكثر المدن أمانًا في العالم حين شغل منصب نائب مستشار الأمن الوطني ورئيس لجهاز أمن الدولة، كما شارك في الإشراف على خطط التنمية والرؤى الجديدة للإمارات".

• الشيخ محمد بن زايد: من هو رئيس دولة الإمارات الجديد؟
• حقائق عن دولة الإمارات العربية المتحدة

وشملت التعيينات أيضا ثلاثة من أشقاء الرئيس الإماراتي: الشيخ منصور والشيخ طحنون والشيخ هزاع. والشيخ منصور بن زايد مالك فريق مانشستر سيتي أحد أشهر أندية كرة القدم الإنكليزية، عُيّن نائباً لرئيس الدولة، إلى جانب الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم رئيس الوزراء الإماراتي وحاكم دبي، وبهذا التعيين يكون للرئيس الإماراتي نائبان، وهي سابقة في تاريخ الإمارات. وفي تغريدة على حسابه في تويتر، هنأ حاكم دبي ورئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الشيوخَ بمناصبهم الجديدة.

وقال الصحافي الإماراتي محمد الحمادي لبي بي سي عربي إن تعيين الشيخ منصور الذي يتولى منصب نائب رئيس مجلس الوزراء هو تعيين في مكانه بسبب الدور الذي يضطلع به الشيخ منصور منذ سنوات عدة، وأضاف: " وجود الشيخ منصور في العقدين الماضيين في الحكومة الاتحادية الإماراتية والجهد الكبير الذي يبذله لاسيما في المجال الاقتصادي يجعله يستحق هذا المنصب بجدارة، وتعيينه سيخدم بلا شك مبادئ الخمسين التي وضعتها الإمارات العربية المتحدة كخريطة طريق للعقود الخمسة المقبلة يدا بيد مع حاكم دبي رئيس مجلس الوزراء الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم". ولم يستغرب أمجد طه، تعيين نائبين للرئيس الإماراتي قائلًا: "هناك مناصب عديدة لها أكثر من نائب في الإمارات العربية المتحدة التي أصبحت قوة إقليمية في المنطقة، ومع هذا التقدم تتكاثر المهام الدولية وتحتاج إلى أكثر من نائب". وشملت التعيينات أيضا، تعيين شقيقي الرئيس، الشيخ طحنون والشيخ هزاع، نائبين لحاكم أبو ظبي. ويُعرف الشيخ طحنون بمهندس السياسة الخارجية للإمارات، وبرز اسمه في ملفات إقليمية ودولية معقدة، وكان يشغل منصب مستشار الأمن الوطني، أما الشيخ هزاع فشغل مناصب عدة، من بينها مستشار الأمن الوطني ونائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبو ظبي. وصنّف مراقبون هذه التعيينات ضمن خانة تمركز السلطة في مكان واحد، وكانت الباحثة في معهد الدول الخليج العربية في واشنطن كريستين ديوان، قد توقعت في مقال سابق منذ نحو عامين، بأن تحولات القيادة الحديثة في دول الخليج تتجه إلى النَسب المباشر بعيدًا عن الخلافة الأخوية بهدف جعل سلطة الدولة مركزية، معتبرة أن صورة حكام الخليج آخذة في التغيّر مع حكام أصغر سناً وأكثر جرأة، على حد وصفها. وهي خطوات حصلت في السعودية وسلطنة عمان والبحرين فيما يختلف العرف في الكويت حيث لا يزال شقيق الأمير يشغل منصب ولي العهد.