اعتاد الملك فاروق بعد ثبوت رؤية هلال رمضان أن يتوجه لإلقاء كلمة تهنئة إلى الشعب المصري بهذه المناسبة، وكان المصريون ممن لايملك في بيته راديو، يتوجهون إلى المقاهي لسماع هذا خطاب الملك، ويسود الصمت في شوارع مصر حتى ينتهي من إلقاء كلمته ثم يصيح الناس: عاش جلالة الملك، عاش فاروق الأول ملك مصر والسودان.
وكان الملك فاروق في هذه المناسبة يستدعى كبار المقرئين إلى سراي عابدين لإحياء ليالي الشهر الكريم، وتلاوة القرآن، كالشيخ مصطفى إسماعيل والشيخ طه الفشني والشيخ الشعشاعي، والشيخ أبو العينين شعيشع.
كما كان قصر عابدين يزين بالأنوار والمشاعل، وكانت أبوابه تفتح أمام العامة من الشعب لسماع تلاوة القرآن وحضور حفلات الإنشاد والابتهالات.
وفي هذا يقول د.حسين حسنى سكرتير الملك الخاص: وذلك وفقا لما نشرته الصفحة الرسمية للمك فاروق أن إلى جانب ذلك تقام المآدب الملكية لإفطار الناس، ويدعى إليها ممثلوا الطوائف المختلفة والتي لم تسبق دعوتها إلى القصر من قبل، فيدعوا أئمة المساجد، ومشايخ الطرق الصوفية، وممثلوا نقابات العمال، وطلبة الأزهر والمعاهد والجامعة المصرية.
وكان الملك يحضر كل يوم وقت الإفطار ليتناول شيء من الطعام والشراب مع الناس ثم يقول لهم كأنكم في بيوتكم كل عام وانتم بخير، ثم ينصرف ليكمل مع أولاده وزوجته.
اقرأ أيضًا| جميع أنواع الطعام بالمجان.. حكاية مطعم الملك فاروق الخيري| صور
ويقوم الملك فاروق الذي يتميز عن أسلافه بفتح أبواب قصر عابدين للشعب وإقامة موائد الإفطار فيه، كما كان رئيس الديوان الملكي يجتمع بالمحافظين والمديرين ليبلغهم رغبة الملك في أن يقيموا موائد للإفطار في عواصمهم للفقراء والمحتاجين على نفقة الخاصة الملكية ويصرف لكل محافظ المبلغ المخصوص لذلك.
وهذا كله غير ما كانت تقوم به إدارات الوقف الخيري وبيوت الضيافة وقتها والموائد التي يقيمها الأعيان في بلادهم، وهذا أيضا غير ما كان يقوم به (مطعم فاروق الخيري) والذي أنشأه الملك فاروق عام 1941م، وكان تحت إشراف الملك نفسه والخاصة الملكية وكان يقوم بتوزيع الوجبات على الفقراء، طوال أيام السنة وليس في رمضان فقط.
