«يوم اليتيم».. «الدستور» ترصد ما قدمته الدولة لأبناء دور الرعاية الاجتماعية

نماذج حقيقية لتحويل المحنة إلى منحة والألم إلى أمل، أبطالها الأيتام نزلاء دور الرعاية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعى، الذين لم يمنعهم حرمانهم من الأبوين من التفوق دراسيًا ورياضيًا، حيث نجحوا فى نيل أعلى الشهادات والدرجات العلمية، وكسب البطولات الرياضية، وتقلد أرفع المناصب. لم يكن كل ذلك ليتحقق لولا جهود الدولة ممثلة فى وزارة التضامن الاجتماعى بالتعاون مع مؤسسات الرعاية الاجتماعية، حيث حظى التعليم بأولوية قصوى فى قائمة التدخلات والمساعدات التى تقدمها الدولة لنزلاء دور الرعاية.

وتحتفل مصر بعد غد بيوم اليتيم، الجمعة الأولى من شهر أبريل فى كل عام، وبهذه المناسبة التقت «الدستور» عددًا من المسئولين والمستفيدين من الخدمات التى تقدمها الدولة لرعاية الأيتام.

«التضامن»: 2.3 مليار جنيه دعمًا نقديًا وتوفير 800 وحدة سكنية

قالت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعى، إن هناك اهتمامًا كبيرًا من الدولة بملف الأيتام، لافتة إلى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى وجه بإعداد مؤتمر لطرح قضايا الأيتام، وجارٍ الإعداد له.

وأضافت أن أعداد الأيتام فى مصر تقدر بمليون و٤٠٠ ألف يتيم بما يشمل فاقد الأب أو الأم، أو كلا الوالدين، مشيرة إلى أنه جرى توفير تأمين صحى، وبطاقات تموينية لأبناء دور الرعاية، إضافة إلى دعم نقدى لمن تجاوز ٢١ سنة.

وأوضحت الوزيرة أن الدولة تولت توفير سكن خاص مؤثث أو مشروع صغير لمن أنهوا المدة القانونية للإقامة فى دور الرعاية لمساعدتهم فى دخول سوق العمل وبدء حياتهم باستقلالية واعتماد على النفس.

كما جرى تسليم تابلت لطلاب دور الرعاية فى المرحلة الإعدادية، وجارٍ العمل على دمج أبناء مؤسسات الرعاية فى المجتمع بما يشمل توفير فرص عمل لهم، لمساعدتهم فى تكوين أسر مع متابعتهم بصفة مستمرة.

وأوضحت «القباج» أنه جرى توقيع عدة عقود للوحدات السكنية المخصصة لأبناء مصر من دور الرعاية بعد إتمامهم السن القانونية للعيش باستقلالية، استعدادًا لتسليمها للأبناء فى احتفال موسع آخر شهر رمضان المبارك.

فيما قالت الدكتورة ميرفت صابرين، مساعد وزيرة التضامن لشبكات الحماية والأمان الاجتماعى، إنه من خلال موازنة تكافل وكرامة وفى ظل التنسيق مع الجمعيات الأهلية، جرى تقديم دعم نقدى لـ٥٥٦ ألفًا من الأيتام بإجمالى تكلفة ٢٫٣ مليار جنيه، سواء كان الأطفال يعيشون فى أسر طبيعية، أو أسر ممتدة، أو كافلة، أو فى مؤسسات رعاية، مع الحرص على تغطية نفقات الأطفال الأيتام بما يشمل خدمات الرعاية الصحية والتعليمية.

وأضافت، لـ«الدستور»، أن الوزارة شرعت فى شراء وحدات سكنية لخريجى دور الرعاية الاجتماعية، بواقع ٨٠٠ وحدة سكنية، بجانب ضمهم لمظلة التأمين الصحى والدعم الغذائى ومساعدتهم فى الحصول على فرص عمل لدى الغير أو إقامة مشروعات خاصة بهم، وذلك إيمانًا بحقهم فى الحياة الكريمة والدمج فى كل الخدمات.

على أحمد: تخرجت فى «السياحة والفنادق» وأعمل مراقب جودة فى شركة أدوية

أعرب «على أحمد»، ٢٧ عامًا، وأحد أبناء دور الرعاية، عن رغبته فى أن يغير المجتمع نظرته إلى أبناء مؤسسات ودور الرعاية، مع دعم أبناء تلك الدور حتى يتمكنوا من تحقيق ذاتهم وإفادة المجتمع. 

وقال «على»: «دخلت إحدى دور الرعاية فى سن صغيرة جدًا، ولم أكن أدرك وقتها أين أتواجد، وقيل لى إنى نجوت من حادث فقدت فيه كل من أعرفهم، لكنى لا أتذكر أى شىء، ولا أعلم مَن هم أهلى، لذا تم تسليمى وقتها لتلك الدار وفقًا للإجراءات المتبعة فى هذا الشأن».

وأضاف: «بعد فترة انتقلت إلى مؤسسة أخرى وأثناء تواجدى بها درست اللغات، ووفرت لنا المؤسسة كل الاحتياجات أثناء تواجدنا بها، سواء فى الدراسة أو الرياضة أو غيرهما، حتى خروجى منها فى سن ١٨ عامًا، وفقًا لقانون الرعاية اللاحقة، وكان ذلك فى عام ٢٠١٤».

وأتابع: «ساعدتنى الدولة فى إيجار شقة، وكنت وقتها أدرس فبحثت عن عمل يساعدنى على توفير مصاريفى، وعملت فترة كمتطوع بجمعية وطنية، وساعدتنى وقتها للحصول على تدريب فى الجرافيك بالمركز الثقافى الروسى، لأنى كنت أهوى الجرافيك والمونتاج، وبالفعل نجحت فى استكمال تعليمى وحصلت على بكالوريوس السياحة والفنادق، رغم رغبتى فى الدراسة بكلية الإعلام، لكنى لم يحالفنى الحظ فى دخولها، لأن مجموعى لم يمكنى من ذلك».

واستطرد: «اخترت البحث عن وظيفة خارج دراستى، واعتمدت على نفسى، وبحثت عن عمل مستدام لتوفير احتياجاتى، وعملت بشركة دعاية وإعلان لكنها أغلقت أبوابها بعد فترة، وعدت للبحث عن عمل ثم نجحت فى الالتحاق بشركة أدوية، أتولى حاليًا منصب إخصائى الجودة بها، ومنذ عام تمت ترقيتى لإخلاصى وحبى الشديد لعملى».

عبدالله:  رفضت الدروس الخصوصية وأناقش الماجستير فى أكتوبر المقبل

قال عبدالله، ٢٤ عامًا، وأحد أبناء دور الرعاية، إنه نجح فى دراسته واستطاع استكمال مسيرته الأكاديمية رغم كل الصعاب التى تعرض لها. وأضاف: «كنت متفوقًا دراسيًا منذ صغرى، واعتمدت على المذاكرة دون الحصول على الدروس الخصوصية، واجتهدت جدًا فى دراستى، والتحقت بكلية التربية الرياضية، وفى عام ٢٠٢٠ كنت الخامس على دفعتى بالكلية بتقدير امتياز، وتم تعيينى معيدًا بها، وحاليًا أدرس فى السنة الأخيرة للحصول على درجة الماجستير، ومن المقرر أن أناقش رسالتى فى شهر أكتوبر المقبل». وتابع: «بعد خروجى من المؤسسة بحثت عن عمل لتغطية مصروفاتى ونفقاتى الخاصة، وتحقيق حلمى باستكمال دراستى، وبالفعل عملت بأحد الأندية الخاصة بجوار دراستى بالكلية، وأيضًا من أجل تطوير مهاراتى علميًا وعمليًا، وكنت أتجه فى الصباح الباكر من مدينة العاشر من رمضان إلى مدينة الزقازيق لحضور المحاضرات».

واستطرد: «بعد بلوغى سن الـ١٨ عامًا انتقلت لسكن خاص، وقررت الاعتماد على نفسى بجانب استكمال تعليمى، وتقدمت للحصول على شقة ودفعت أقساطها واستلمت شغلى وقضيت خدمتى العسكرية، لذا أرى أن الظروف لم تكن عقبة أمامى، ولكنها كانت الدافع لتحقيق طموحى، وأرى أن عملى بالجامعة هو أول درجة سلم فى عملى الأكاديمى، لأنى أسعى للانتهاء من الماجستير وبعدها الدكتوراه». وطالب «عبدالله» بتغيير نظرة المجتمع تجاه أبناء دور الرعاية، ناصحًا إياهم بالاجتهاد ومواجهة الظروف الصعبة وعدم الاستسلام أبدًا، وأن يتخذوا المتفوقين قدوة ونموذجًا لهم من أجل تحقيق النجاح مهما كانت الظروف.

غادة إبراهيم: تفوقت دراسيًا ورياضيًا وأصبحت مدربة سباحة

تغلبت غادة إبراهيم، ٢٥ سنة، على ظروفها القاسية التى واجهتها خلال نشأتها فى دار لرعاية الأيتام، واستطاعت أن تتفوق دراسيًا ورياضيًا.

وقالت: «دخلت الدار فى عمر يوم وبعد مرور ٤ سنوات جرى نقلى إلى دار أخرى، تعرضت لظروف عديدة ولكن تخطيتها فى مجملها، حيث تمت رعايتى فى الدار بشكل جيد ونشأت فى جو ملىء بالحب، سواء من إخوتى فى الدار أو غيرهم».

وتابعت: «وفرت لنا الدار كل سبل الراحة، واستطعت تخطى أى صعاب وأصبحت مدربة سباحة بأحد الأندية بجانب دراستى بكلية التجارة جامعة القاهرة، فى ظل توفير كل الإمكانات لتحقيق النجاح».

واستطردت: «أحب الرياضة منذ نشأتى فى الدار ولعبت العديد من الألعاب منها كونغوفو وتايكوندو وألعاب القوى وغيرها، لكن رياضتى المفضلة السباحة سيطرت على تفكيرى وأصبحت منشغلة بها بشكل كبير».

وتابعت: «تمنيت أن أحقق هذا الحلم الذى راودنى منذ صغرى، وشاء الله أن أحققه، حيث اشتركت لنا الدار فى هذه الرياضة، كنت وقتها فى الصف الثالث الثانوى، لم أكتفِ بذلك وخضت العديد من البطولات وتمرنت بشكل كبير لأكثر من عام حتى أصبحت عضوة فى نقابة المهن الرياضية».

واختتمت: «حاليًا أنا مدربة سباحة حصلت على العديد من الشهادات، وأتمنى التدريب خارج مصر حتى أصقل مهاراتى وأحقق جميع أحلامى، إضافة إلى أننى أهوى استخراج الصدف من البحر وتحويله إلى إكسسوارات».

تاريخ الخبر: 2023-04-06 00:21:58
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 52%
الأهمية: 50%

آخر الأخبار حول العالم

وفد من حماس إلى القاهرة لبحث مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:25:52
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 58%

وفد من حماس إلى القاهرة لبحث مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-04 12:25:45
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية