بدأت أوكرانيا تحقيقًا في مقطع فيديو مروع يُزعم أنه يُظهر قطع رأس جندي أوكراني، في أحدث اتهام بارتكاب فظائع قيل إنها ارتكبتها روسيا منذ غزوها في فبراير 2022.

فيما خمن أندريه ميدفيديف، الصحفي التلفزيوني الروسي الرسمي وعضو الهيئة التشريعية لمدينة موسكو، بأن إطلاق الفيديو كان «مناسبًا إلى حد ما» للجيش الأوكراني، قائلاً إنه يمكن أن يساعد في السماح «يإطلاق النار على الأفراد أيديولوجياً» قبل الهجوم المضاد الكبير المخطط له.

من ناحيه أخرى يرى الأوكرانيون أنها إحدى الطرق التي تعتمدها روسيا للتخويف والترهيب في الحرب.

غضب المسؤولين

وانتشر الفيديو بسرعة على الإنترنت وأثار غضب المسؤولين في كييف، بما في ذلك الرئيس فولوديمير زيلينسكي، وقال إن العنف الذي ظهر في مقطع الفيديو الأخير لن يُنسى وإن القوات الروسية ستتحمل المسؤولية.

«واستخدم لغة قوية لوصف الجنود الروس، واصفا إياهم بـ(الوحوش)»

وكذلك غضبت المنظمات الدولية.

صحة اللقطات

ومن جهة روسيا ذكر المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن مقطع الفيديو «مروع» لكن يجب التحقق منه.

وقال في مؤتمر عبر الهاتف مع الصحفيين: «في عالم المنتجات المقلدة الذي نعيش فيه، يجب التحقق من صحة اللقطات».

وفتح جهاز أمن الدولة الأوكراني تحقيقًا، وفقًا لبيان صادر عن فاسيل ماليوك، رئيس الجهاز، المعروف باسم إدارة أمن الدولة.

ويدرس المسؤولون الفيديو للتعرف على المسؤولين وكذلك الضحية، بحسب حنا ماليار، نائب رئيس وزارة الدفاع.

المقطع المتداول

يظهر مقطع الفيديو الذي تم تداوله عبر الإنترنت رجلاً يرتدي زياً أخضر وشارة صفراء يرتديها مقاتلون أوكرانيون. وتسمع صراخه قبل أن يستخدم رجل آخر يرتدي ملابس مموهة سكينًا لقطع رأسه.

وكان هناك رجل ثالث يحمل سترة واقية من الرصاص تعود على ما يبدو للرجل الذي تم قطع رأسه. ويتحدث الرجلان باللغة الروسية.

جرائم حرب

ومنذ غزو القوات الروسية في 24 فبراير 2022، ارتكبوا انتهاكات واسعة النطاق وجرائم حرب مزعومة، وفقًا للأمم المتحدة وجماعات حقوق الإنسان. حيث اتهمت أوكرانيا روسيا مرارًا باستهداف المباني السكنية والمنشآت والمعدات المدنية الأخرى في غاراتها، وأذهلت صور مئات المدنيين القتلى في الشوارع والمقابر الجماعية في بوتشا بعد انسحاب القوات الروسية من المدينة.

وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتهمة ارتكاب جرائم حرب، متهمة إياه بالمسؤولية الشخصية عن اختطاف أطفال من أوكرانيا.

وينفي الكرملين ارتكاب جرائم حرب أو استهداف المدنيين.

كما اتُهمت القوات الأوكرانية بارتكاب انتهاكات، وقالت كييف العام الماضي إنها ستحقق في تسجيل مصور على الإنترنت زعمت موسكو أنه يظهر القوات الأوكرانية وهي تقتل القوات الروسية التي ربما كانت تحاول الاستسلام. حقوق الإنسان

فيما ذكر رئيس حقوق الإنسان الأوكراني إنه سيطلب من لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة التحقيق في الأمر.

وقال دميترو لوبينيتس «إنه كتب أيضًا إلى مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وبعثة المراقبة التابعة للأمم المتحدة في أوكرانيا، والأمين العام للأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر.

وكتب على Telegram أن الإعدام العلني للأسير هو مؤشر آخر على انتهاك قواعد اتفاقية جنيف، والقانون الإنساني الدولي، وانتهاك الحق الأساسي في الحياة».

رد المواطنين

وأثار الفيديو ضجة كبيرة بين الأوكرانيين.

قالت ميكولا دروبوت ذات، 44 سنة، من كييف: «هذا مرعب». «لا يمكن أن تحدث مثل هذه الأشياء دون موافقة - سواء صامتة أم لا - من القيادة العسكرية والسياسية».

وتكهنت يوليا سيفيرينا، وهي من سكان كييف، وتبلغ من العمر 40 عامًا، بأن الفيديو كان بمثابة «ضغط أخلاقي علينا لنعتبر أنفسنا أكثر اضطهادًا وتمزقًا عاطفيًا».

وقالت: «إنه فقط يخلق المزيد من الغضب والعطش للمقاومة».