كان من السابق لأوانه الجزم بأن تعميق تخفيضات "أوبك بلس" إلى مجموع تخفيضات 3.6 مليون برميل يوميا سوف تُترجم تلقائيا إلىارتفاع في أسعار النفط قبل دخولها حيز التنفيذ في شهر مايو المقبل، خاصة اذا قوبلت بمخاوف انخفاض الطلب بسبب تزايد مخاوفالتباطؤ الاقتصادي بسبب تراجع هوامش ربح تكرير الديزل في شمال غرب أوروبا إلى 18 دولار للبرميل مؤخرا، وهو أدنى مستوى لها منعام تقريبا من أعلى مستوى على الإطلاق بأكثر من 80 دولار للبرميل في أكتوبر 2022 بسبب القلق من أن أوروبا لن تكون قادرة علىاستبدال الواردات الروسية.
عودة سعر خام برنت إلى 87 دولار أعلى مستوياته هذا العام بعد أن تفاجأ المضاربون وأُجبروا على العودة إلى عمليات شراء واسعة فيأسواق العقود الآجلة بعد أن هزت "أوبك بلس" الأسواق بتعميق مفاجئ لخفض الإنتاج، أثار أكبر موجة شراء في أسواق العقود الآجلة منذشهر ديسمبر 2016، أي قُبيل بداية عمل تحالف "أوبك بلس"، بشراء نحو أكثر من 120 مليون برميل، وهذه ثاني أكبر عمليات شراء فيأسواق العقود الآجلة على الإطلاق في صافي المراكز الطويلة بعد نهاية عام 2016.
تعميق خفض انتاج "أوبك بلس" المفاجئ جعل السوق تتحرك عكس التوقعات ويتجه عكس السير، وأنهى حقبة مضاربي المراكز القصيرةshort positions في أسواق العقود الآجلة التي هيمنت على حركة الاسعار خلال الأشهر الست الماضية بالمراهنة على الاتجاه الهبوطيللأسعار، وبدأت عمليات المراكز الطويلة long positions والتي تراهن على شراء براميل سوق العقود الآجلة في اتجاه صعودي للأسعار.
توقع المضاربون بأن انخفاض أسعار النفط في الأسابيع الماضية جراء اضطراب القطاع المصرفي والمخاوف المتزايدة من الركود الاقتصاديلم تكون أسباب كافية لتعميق خفض الإنتاج، ولكن سيؤدي خفض إنتاج "أوبك بلس" إلى تسريع بداية تشديد أساسيات سوق النفط، والتيقد تُقابل بالمزيد من سياسيات التشديد النقدية ورفع سعر الفائدة.
هناك مجال أن تكون مستويات الأسعار في 2023 عكس العام الماضي، أي أن مستويات الأسعار في النصف الثاني ستكون فوق 100 دولار بينما ستكون في النصف الأول مابين الـ 80 و 90 دولار مع نهاية دورة التشديد النقدي ورفع سعر الفائدة حتى مع الضغوطالتضخمية واحتمال رفع أسعار الفائدة قبيل نهاية النصف الأول من هذا العام.
*خاص
