السودان: بعد ارتهان العملية السياسية لخلافات العسكر.. ما هي بدائل قوى الحرية والتغيير؟


توقفت العملية السياسية عند نقطة صياغة التوصيات النهائية لملف الاصلاح الأمني والعسكري، وتم تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي مرتين، الأول في مطلع ابريل الجاري والثاني في السادس منه، ولم يتم وضع تاريخ جديد، فما هي الخيارات التي تملكها القوى المدنية للمضي قدما بالعملية السياسية في حالة عدم توصل العسكريين (البرهان وحميدتي) إلى اتفاق؟

الخرطوم: التغيير: أمل محمد الحسن

اختلفت قيادات الجيش والدعم السريع حول سنوات الدمج المقررة لادماج الدعم السريع داخل القوات المسلحة، وحول السيطرة ورئاسة هيئة القيادة المشتركة.

ووفق مصادر مطلعة تحدثت لـ (التغيير) فإن اللجنة الفنية المشتركة بين الجيش والدعم السريع اقترحت هيئة قيادة بها 4 ممثلين للجيش و2 من الدعم السريع، واختلف الطرفان حول الرئاسة.

حيث اقترح الجيش أن يكون القائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان هو رئيس هيئة القيادة المشتركة، فيما اقترح جانب الدعم السريع اضافة عضو سابع يتسلم الرئاسة ويكون هو ممثل قيادة القوى المدنية.

محلل سياسي: على الحرية والتغيير الانسحاب من العملية السياسية

تأجيل الاتفاق النهائي

الاختلاف حول سنوات الدمج، والسيطرة اوقف لجنة الصياغة الفنية في انتظار قرارات عليا لحل الخلاف الشائك في ظل انعدام الثقة بين الطرفين.

في الاثناء تم تأجيل التوقيع على الاتفاق النهائي مرتين، والأمر الذي أثار قلق المتابعين للعملية السياسية هو عدم تحديد موعد جديد لتوقيع الاتفاق النهائي في ظل تهديدات كبيرة في المشهد السياسي السوداني ابطالها منسوبي النظام السابق.

وتداولت الوسائط الاجتماعية فيديوهات تظهر اتباع حزب المؤتمر الوطني المحلول علنيا يحملون الأسلحة البيضاء (السيخ والعصي) في مواجهة ثوار كوبر الإثنين الماضي.

إلى جانب انتشار خطاب الكراهية والإرهاب مثله خطاب شخص طالب في مؤتمر خاص بالكتلة الديمقراطية الاثنين فتوى لقتل رئيس بعثة اليونيتامس في السودان، فولكر بيرتس.

خيارات الحرية والتغيير

انقلاب 25 أكتوبر نفخ الروح في تنظيم الحركة الإسلامية الذي اسقطه الشعب بثورة ديسمبر، وفق عضو المكتب التنفيذي للحرية والتغيير محمد اسماعيل (كأس) الذي حمل الانقلاب خطاب الكراهية والإرهاب الذي خرج به منسوبي النظام البائد.

وأضاف: “دستوريا لا يملكون هذا الحق”. مطالبا النظام بمحاسبتهم نسبة لأنه تم حل حزبهم في الفترة الانتقالية.

وشدد “كأس” على ضرورة وجود حكومة مدنية تحمي الشعب من الظروف الاقتصادية الطاحنة والارهاب وتقيم علاقات طبيعية مع دول الاقليم والعالم.

وحول تصريحات قائد الانقلاب العسكري عبدالفتاح البرهان، قبل أيام حول خيارات بديلة حال تأخر الاتفاق السياسي، ألمح الى أن تكون الانتخابات، علق كاس بأنها تحتاج إلى فترة انتقالية تؤسس لنظام متين لا يتم تقويضه مرة أخرى عبر العسكر ويتم الاستعداد خلاله للانتخابات التي تتطلب عودة النازحين إلى قراهم وتنفيذ بروتوكولات اتفاق سلام جوبا.

وقال “كأس” لـ (التغيير) إن الحرية والتغيير لن تترك سقف الإتفاق النهائي مفتوحا نسبة لتسارع الأحداث مع زحف الجفاف في البلاد.

وأضاف: “الشعب مهدد بالجوع وهناك مواطنون لا يجدون قوت يومهم” مشيرا إلى تحول الشعب الى مستهلك مع عدم الاستقرار الأمني وتوقف الزراعة.

معلقاً: “لن يجد الناس ما يستهلكوه الآن” في اشارة لارتفاع الاسعار الذي تشهده البالد يوميا”.

ولم يجب القيادي بالحرية والتغيير، الامين السياسي لحركة جيش تحرير السودان المجلس الانتقالي، عن البدائل التي تلوح بها الحرية والتغيير.

مشددا على ضرورة التكتم على خطط التحالف السياسي لحمايته من الهجمات الكيزانية المضادة.

وقال: “الكيزان يعملون على زرع الفتنة بين الجيش والدعم السريع ويهاجمون الحرية والتغيير والمجتمع الدولي من أجل هدم العملية السياسية”.

فيما وصف الحملات التي يقوم به انصار الحزب المحلول بـ “غير الوطنية” قاطعا بأن الخلاف الآن حول الحكومة المدنية لكن تفجير الصراع المسلح سيتكون تكلفته وجود السودان من عدمه.

خبير استراتيجي: البديل الوحيد أمام الحرية والتغيير هو العودة للشارع

الخيار الأوحد

“الانسحاب من العملية السياسية هو أهم بديل تملكه الحرية والتغيير” هذا ما قاله استاذ العلوم السياسية صلاح الدومة، مشيرا إلى أن خيار التحالف الأمثل يكمن في انضمامهم إلى الرافضين لمبدأ الاتفاق مع المكون العسكري ويسقطوا الحكومة.

وقال الدومة لـ (التغيير) إن الحرية والتغيير بمضيها في التفاوض إلى هذا الحد تكون قد مضت مع العملية السياسية حتى توقفت من جانب المكون العسكري.

وأضاف: “البرهان يكون هو المصر على خذلان نفسه”.

من جهة ثانية، قطع المحلل السياسي بأن الدول الغربية وأمريكا ستتحول إلى الضغط بأساليب أكثر خشونة على قائد الانقلاب، قاطعا بأن توقف العملية السياسية أمر يضر بمصالحها في المنطقة.

اتفق خبير التخطيط الاستراتيجي، محمد ابراهيم مع المحلل السياسي حول خيار عودة الحرية والتغيير للشارع، مشيرا إلى أنه أمر يحتاج للجرأة منها.

وتوقع الخبير الاستراتيجي المتخصص في إدارة الأزمات بأن تتذيل الحرية والتغيير قائمة القوى السياسية الا أنه أمن على قدرتها على إعادة التوازن.

وقال لـ (التغيير) إن الحرية والتغيير أضاعت الكثير من الفرص الا أنها لا تزال تملك فرصة لاستباق الأحداث.

وبحسب “إبراهيم” فإن فرصها تكمن في الدخول في مشاورات مع القوى الرافضة للاتفاق الإطاري ولجان المقاومة وتوظيف كل تلك المجهودات في “تعرية المكون العسكري” دوليا.

تاريخ الخبر: 2023-04-13 15:24:10
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 57%
الأهمية: 63%

آخر الأخبار حول العالم

هجوم مسلح يخلف سبعة قتلى بالاكوادور

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:14
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 67%

أمطار مصحوبة بعدد من الظواهر الجوية على جميع مناطق المملكة السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:07
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

رصد 54 مخالفة في منشآت التدريب الأهلية في شهر مارس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:24:06
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 65%

رواد مركبة الفضاء الصينية “شنتشو-17” يعودون إلى الأرض في 30 أبريل

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:17
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

الصين: “بي إم دبليو” تستثمر 2,8 مليار دولار اضافية شمال شرق البلد

المصدر: موقع الدار - المغرب التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2024-04-29 09:25:11
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 58%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية