وإثر ذلك، قاد كل من مالك عقار ومني أركو مناوي وجبريل إبراهيم، قادة الحركات المسلحة الموقعة على سلام جوبا، وساطات للجمع بين رئيس المجلس السيادي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو (حميدتي) لحل الأزمة بينهما وتجنب صراع لا يحمد عقباه.

نزع فتيل الأزمة

قال القادة الثلاثة في بيان: "بهذا نود إحاطة شعبنا الأبي بأننا بذلنا مساعي حميدة بين إخوتنا في قيادة الجيش السوداني وقوات الدعم السريع لنزع فتيل الأزمة الأمنية، التي تكاد تورد البلاد موارد الهلاك".

وتابع البيان: "لقد وجدنا تجاوبا من الجانبين الذين نهيب بهما التحلي بالروح الوطنية، وتقديم كل تنازل يحقن الدماء ويعين على تحقيق الوفاق الوطني الشامل، وستتواصل جهودنا دون كلل ونفيد شعبنا بكل مستجد".

ووصلت 11 ناقلة جند ومدرعة تتبع للدعم السريع إلى الخرطوم عبر جسر «الفتيحاب» الرابط مع مدينة أم درمان، ووصلت إلى حي المطار شرق العاصمة.

بيان الجيش السوداني

فجر اليوم أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية أن حفظ وصون أمن وسلامة البلاد يقع على عاتقها دستورا وقانونا، محذرة من قيام قيادة قوات الدعم السريع بحشد القوات والانتشار داخل العاصمة وبعض المدن، في إشارة لوصول نحو مائة عربة من الأخيرة إلى قاعدة مدينة مروى الجوية ومحاولتها السيطرة عليها.

وزعمت قوات الدعم السريع في بيان ليل الأربعاء، إنها تنتشر في جميع أنحاء البلاد في إطار واجباتها العادية وبتنسيق مع الجيش.

فيما نفى الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد نبيل عبد الله ذلك قائلا، إن "هذه التحركات والانفتاحات تمت دون موافقة قيادة الجيش أو مجرد التنسيق معها، مما أثار الهلع والخوف في أوساط المواطنين، وفاقم من المخاطر الأمنية، وزاد من التوتر بين القوات النظامية".

نظام عمل «الدعم»

يأتي بيان الجيش السوداني ليكشف بصورة علنية عن الخلافات بينه وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، التي تأسست من ميليشيات ظهرت وقت صراع دارفور، واتهمت وقتها بارتكاب جرائم ضد الإنسانية.

العميد عبد الله قال: "لم تنقطع محاولات القوات المسلحة في إيجاد الحلول السلمية لهذه التجاوزات، وذلك حفاظا على الطمأنينة العامة وعدم الرغبة في نشوب صراع مسلح يقضي على الأخضر واليابس، لأن هذه الانفتاحات وإعادة تمركز القوات يخالف مهام ونظام عمل قوات الدعم السريع".

تجاوز واضح للقانون

أضاف بيان الجيش السوداني: "التحركات فيها تجاوز واضح للقانون ومخالفة لتوجيهات اللجان الأمنية المركزية والولائية، ولفت إلى أن استمرارها سيؤدي حتما إلى المزيد من الانقسامات والتوترات، التي ربما تقود إلى انفراط عقد الأمن بالبلاد".

فيما جدد تمسك القوات المسلحة بما تم التوافق عليه في دعم الانتقال السياسي وفقا لما تم في الاتفاق الإطاري، وحذر القوى السياسية من مخاطر المزايدة بمواقف القوات المسلحة الوطنية، التي لم تبخل في سبيل تحقيقها بتقديم المهج والأرواح رخيصة لينعم السودان بالأمن والاستقرار.