الدار/
أعاد علي لمرابط نشر مقال صادر في جريدة لوموند الفرنسية، بنزق كبير، وبغبطة جارفة، وكأنه صبي جامح عثر على ضالته المفقودة! وضالة علي لمرابط طبعا هي كل الإشاعات والأخبار التي تسيء للمغرب وتشكك في خطابه الرسمي.
فقد انبرى علي لمرابط، مسرعا مهرولا، وهو يعيد نشر خبر مغلوط نشرته جريدة لوموند تنسب فيه لمصدر دبلوماسي مجهول قوله “أن هناك دولا طلبت من فرنسا إجلاء رعاياها من السودان عبر جيبوتي، وهي ألمانيا وبلجيكا والمملكة المتحدة وسويسرا والنيجر وإثيوبيا والمغرب”.
ولعل المفارقة الغريبة هي أن علي لمرابط اختار تصديق خبر منسوب لمصدر دبلوماسي مجهول منشور في جريدة فرنسية، وفي المقابل فضل تكذيب خبر رسمي مغربي صادر في بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الافريقي!
ورغم أن المغرب أوفد طائرتان تابعتان للخطوط الملكية المغربية لمطار بورت سودان، وأن جميع المغاربة تتبعوا مسار الطائرتين على التطبيقات المفتوحة للملاحة الجوية على شبكة الانترنت، إلا أن علي لمرابط لم يصدق كل هذه الحقيقة الساطعة، لأنه بكل بساطة يرفض تصديق كل ما هو مغربي، ولا يؤمن إلا بما توحي به المصالح والأجهزة الأجنبية، خصوصا المعادية.
لكن السؤال المطروح هنا: كيف سيكون حال علي لمرابط وهو يعاين غدا الأربعاء وصول عشرات المواطنين المغاربة قادمين من السودان على متن طائرة مغربية مدنية وليس عبر طائرة عسكرية فرنسية؟
هل سيصدق علي لمرابط جريدة لوموند الكاذبة، من منطلق “ولو طارت معزة”، أم أنه سيصدق ما تراه عيناه من حقائق على مدرج المطار والطائرة المغربية؟
لا اعتقد أن علي لمرابط يتحلى بالشجاعة الأدبية ليعترف بهذا الخطأ الممنهج، ويقر بصدقية الخبر المغربي وزيف الخبر الفرنسي الذي نشرته جريدة لوموند. فالرجل يعيش كاذبا شاردا في الفايسبوك يبحث فقط عن أي خبر زائف يهاجم به المغرب، مثله مثل أي ضبع يهيم على وجه في البرية المادية وليس الافتراضية.
