«أكان راجل اطلع معاي بره»!!


«أكان راجل اطلع معاي بره»!!

خلف الله عبود الشريف

أخيراً اختلف الحليفان بعد شهر عسل باطنه التوجس وظاهره المصلحة المشتركة في حكم السودان ونهب موارده لصالح الطرفين.. المؤتمر الوطني أو جماعة الإخوان المسلمين، متعددة الأسماء والجنجويد أو الدعم السريع.. بعد اختطافهما لثورة ديسمبر 2018.

استعجلت أجهزة المخابرات السرية لحكومة الإخوان المسلمين وفصائلها من كتائب الظل، إعادة نظامهم الذي اهتز بالثورة العظيمة.. فقرروا التخلي من  الدعم السريع وشن الحرب عليه في العاصمة.. ليقضوا عليه ويقطعوا الطريق على تنفيذ الحل السياسي لأنه وقع على الاتفاق الإطاري بالرغم من أن البرهان وعد بالسير في نفس الإتجاه أيضاً..

وفي غمضة عين اندلعت الحرب السافرة بين حليفي الأمس وأعداء اليوم.. وبطبيعة الحال توقفت الحياة للمدنيين وضاق بهم الحال وصاروا يفتقدون أبسط مقومات الحياة.. الماء والوقود والعلاج وصار الخروج من المنازل مغامرة غير مأمونة العواقب.. وحصدت حرب المدينة حتى اليوم العاشر  أكثر من 400 مواطناً مدنياً برصاصات طائشة في مقابل أكثر من 300 من العسكريين.. ومصابين قدروا بـ 1500 شخص.

إذن الحرب بين الجنرالين تتم وسط الناس.. وتذيقهم الأمرين.. وتقطع عليهم مسيرة حياتهم اليومية لتتوقف المتاجر والمخابز وطلمبات الوقود ويضطرب إمدادات الماء والكهرباء ولولا مجازفة العاملين في هذين المرفقين لمات الناس من العطش..

وفي هذا المقال لا أريد أن أتحدث عن أسباب الحرب الشرسة التي اندلعت فجأة بين حلفاء الأمس وأعداء اليوم، ولكني أريد أن أذكرهم بمبدأ أخلاقي بسيط.. وهو أن يحافظ المتحاربان على أرواح ومصالح المدنيبن الذين لا علاقة لهم بالحرب وهذا أبسط حقوقهم.. العيش بسلام.. وهو مبدأ عالمي وضعته الدول العاقلة في اتفاقية جنيف بعد الحرب العالمية الثانية، ويتلخص في عدم المساس بالمدنيين.. وهذا المبدأ حافظ عليه أطفال السودان، منذ قديم الزمان، وهم في شجارهم العادي.. فقد كان يقول أحدهم للآخر، إذا غضب منه وقرر الشجار معه: (أكان راجل، أطلع معاي بره)..

فكانا يخرجان إلى الخارج ويتشاجران بعيداً عن زملائهما.. وبذلك يحققان أهم أخلاق الحرب، وهو عدم اقحام مجتمعهم الصغير في شجارهم.

أما الجنرالان الآن فهما يتحاربان وبالأسلحة الفتاكة بين مساكن المواطنين في المدن وفي الشوارع فيموت الناس بسببهما بالمئات بالرصاص الطائش ومدافع الهاون وحتى بقصف الطائرات للمباني ليموت المواطنون تحت أنقاض العمارات والمنازل..

وبذلك فإن الأطفال أحسن منهم أخلاقاً، لأنهم حينما يتشاجرون يخرجون للخارج بعيداً عن الناس لئلا يزعجونهم.. على خلاف البرهان وحميدتي اللذين يتحاربان وسط الناس ويتسببان في إزعاجهم وقتلهم بالرصاصات الطائشة ووقف حياتهم الطبيعية ويعذبانهم.

ونحن نقول للجنرالين المتحاربين:

(أكان رجال أمشوا اتحاربوا بره) ما دام لم يكن فيهما رجل رشيد يقول لغريمه: (أكان راجل أطلع معاي برة)!!..

24/ 4/ 2023م

Khabboud45@gmail.com

تاريخ الخبر: 2023-04-26 18:23:59
المصدر: صحيفة التغيير - السودان
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 50%
الأهمية: 69%

آخر الأخبار حول العالم

إصلاح التقاعد وقانون الإضراب يخيمان على احتفالات "UMT" بفاتح ماي

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:18
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

أولمبياد باريس 2024 وسط أزمة جديدة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:24
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 61%

احتجاج بفرنسا ضد مشاركة إسرائيل في الألعاب الأولمبية

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 59%

عيد العمال.. مسيرة CDT حضرت فلسطين وغاب الحضور القوي للقوى العاملة!

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:23
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 62%

حظر علم تونس بالألعاب الأولمبية بباريس

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:22
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 50%

لندن.. مسؤولون بريطانيون يعرضون فرص الاستثمارات الواعدة بجهة الداخلة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-01 15:10:17
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 59%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية