يبدأ تطبيق التوقيت الصيفى بحلول الثانية عشرة من صباح الجمعة، وذلك بـ«تقديم» الساعة لمدة ٦٠ دقيقة، وفقًا لمشروع قانون صادر عن مجلس الوزراء.

وأشاد خبراء بمشروع قانون تغيير الساعة ومواعيد العمل، الذى أعلن مجلس الوزراء عن موافقة مجلس النواب عليه، فى مارس الماضى، على أن يكون التطبيق رسميًا، بدءًا من غد الجمعة الموافق ٢٨ أبريل الجارى حتى نهاية يوم ٢٦ أكتوبر المقبل.

وقال خبراء تحدثت إليهم «الدستور»، إن تطبيق التوقيت الصيفى يساعد فى ترشيد استهلاك الطاقة خلال فصلىّ الصيف والربيع، وتحديدًا ١٠٪ من إجمالى استهلاك الكهرباء، ما يسهم فى توفير ١٥٠ مليون دولار سنويًا.

أسامة السعيد: يزيد الإنتاج ويقلل التلوث والتكاليف

قال الدكتور أسامة السعيد، العميد السابق لكلية التجارة بجامعة بنى سويف، إن اعتماد التوقيت الصيفى يعد خطوة إيجابية تحقق منافع كثيرة على كل الأصعدة.

وأوضح «السعيد» أن «التوقيت الصيفى يوفر الطاقة، ويعنى هذا خفض تكاليف الإنتاج وزيادة حجمه بصفة عامة، كما أنه يقلل معدلات التلوث البيئى الناتجة عن التشغيل». وأضاف: «فكرة اعتماد التوقيت الصيفى ليست جديدة، سواء فى مصر أو خارجها، فعلى سبيل المثال جرى اعتماد هذا النظام فى الدول التى شاركت فى الحربين العالميتين، خاصة التى تضررت منهما بشكل كبير». وواصل: «تغيير التوقيت كان داعمًا لبناء تنمية الدول التى تضررت من الحرب، وإعادة بناء اقتصاداتها مرة ثانية، خاصة أن اعتماده سيسهم فى تنظيم ساعات العمل اليومية، وترشيد استهلاك الطاقة، ومحاولة تحقيق الاستغلال الأمثل والاستدامة».

أحمد العجمى: يوفر استهلاك الطاقة فى الشوارع

قال أحمد العجمى، أستاذ مساعد فى الاقتصاد والمالية العامة بكلية الدراسات القانونية والمعاملات الدولية فى جامعة فاروس بالإسكندرية، إن تفعيل التوقيت الصيفى مهم جدًا، مشيرًا إلى أن قطاع الطاقة المستفيد الأكبر من التطبيق، فى ظل غلاء أسعار الطاقة والكهرباء، بعد الأزمات العالمية التى نراها جميعًا.

وأضاف «العجمى»: «تقديم الساعة ٦٠ دقيقة يقلل من استهلاك الطاقة المستخدمة فى إنارة الشوارع، ويوفر الطاقة للمنازل، لأنه سيقلل الاعتماد على أجهزة كهربية معينة». واختتم بقوله: «قرار مجلس الوزراء بتفعيل التوقيت الصيفى جاء فى الوقت المناسب، وجميعنا أدرك أهميته حينما توقف لسنوات طويلة، منذ ٢٠١٦ تحديدًا، نظرًا لدوره فى تخفيض استهلاك الطاقة، وتوفير النفقات المالية».

على الإدريسى: مطبق فى 87 دولة على مستوى العالم

أشار على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، إلى أن تفعيل التوقيت الصيفى يوفر ساعة من الطاقة، موضحًا أن مقدار الوفر الناتج عن تطبيق التوقيت الصيفى يقدر بنحو ١٤٧.٢١ مليون جنيه، حسب التقديرات الأولية، حتى وقتنا الحالى، وقد يزيد المبلغ مع ارتفاع تكلفة الحصول على الطاقة. وأضاف «الإدريسى»: «التوقيت الصيفى ليس اختراعًا مصريًا، بل يجرى تطبيقه فى ٨٧ دولة على مستوى العالم، بمعدل ٤٠٪ من دول العالم، بينها دول أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية».

وواصل: «جميع الدول التى تطبق نظام التوقيت الصيفى هدفها واحد، هو توفير الطاقة بأكبر شكل ممكن، من خلال تخفيف الأعباء عن مستخدمات الطاقة لمدة ساعة على الأقل فى اليوم»، لافتًا إلى أن فكرة التوقيت الصيفى تعود إلى الحرب العالمية الأولى.

كريم رضوان: يدعم السياحة الداخلية

شدد الدكتور كريم رضوان، الباحث والمحلل الاقتصادى، على أن ٧٠ دولة حول العالم تعتمد على نظام التوقيت الصيفى، وتغير كل عام توقيتها الرسمى بتقديمه أو تأخيره ساعة.

وواصل: «ساعات النهار الأطول خلال التوقيت الصيفى تؤدى إلى زيادة الإنتاجية فى بعض الصناعات، لأن العمال يكون لديهم وقت أطول لإنجاز عملهم». ورأى أن هذا القرار يسهم إيجابيًا فى حركة السياحة الداخلية، لأن المواطنين سيكون أمامهم وقت أطول لزيارة عدة أماكن قبل حلول الليل.

وائل النحاس: ترشيد للكهرباء

أوضح الدكتور وائل النحاس، خبير أسواق المال، أن القرار يوفر حلولًا اقتصادية مباشرة وغير مباشرة، ويسهم بشكل كبير فى ترشيد استهلاك الكهرباء وتخفيف الأحمال، وأضاف «النحاس»: «تطبيق التوقيت الصيفى يسهم فى توفير نحو ١٥٠ مليون دولار من خزينة الدولة، وهى أموال يتم إنفاقها فى محطات الوقود المستخدمة فى توليد الكهرباء».

حمدى عرفة: يساعد على تخفيف الأحمال

كشف الدكتور حمدى عرفة، خبير التنمية المحلية، عن عدة إيجابيات لتطبيق التوقيت الصيفى، أبرزها ضمان استمرار التيار الكهربائى وعدم انقطاعه، نتيجة تخفيف الأحمال على الشبكة، لأن ساعات النهار ستكون أطول من الليل.

وقال «عرفة»: «التوقيت الصيفى يوفر تقريبا ١.٥٪ من استهلاك الكهرباء، خاصة أن الصيف يزداد فيه استهلاك التيار نتيجة وجود أجهزة مكيفات تستهلك طاقة كبيرة جدًا».

«الكهرباء»: يوفر كميات كبيرة من الوقود 

اكد الدكتور أيمن حمزة، المتحدث باسم وزارة الكهرباء، أن تطبيق التوقيت الصيفى له أهمية اقتصادية كبيرة، ويدعم جهود الحكومة فى التنمية وتحسين أوضاع المواطنين. وأضاف «حمزة»: «تطبيق التوقيت الصيفى يوفر الوقود المستخدم فى تشعيل محطات الكهرباء، ويمكن بالتالى التنسيق مع وزارة البترول لتعظيم الاستفادة من تصدير الغاز وتقليل استهلاكه».

شركة الوجه القبلى: يسهم فى تخفيض الاستهلاك

قال المهندس محمد مختار، رئيس مجلس إدارة شركة الوجه القبلى لإنتاج الكهرباء التابعة للشركة المصرية لنقل الكهرباء، إن شركات توزيع الكهرباء على مستوى الجمهورية هى أكبر المستفيدين من القرار، وذلك لأن تطبيق القرار يسهم فى تخفيض الاستهلاك.

وأضاف «مختار»: «تقديم الساعة ٦٠ دقيقة يسهم فى توفير استهلاك الطاقة الكهربائية، وبالتالى توفير كميات كبيرة من الوقود الذى يستخدم فى إنتاج الطاقة الكهربائية».