تواصل مصر استقبال المواطنين العالقين فى السودان من مختلف دول العالم، وخلال الساعات الماضية استقبلت المئات من مواطنى دول جورجيا ونيجيريا وجنوب إفريقيا.

وقال ألكساندر خفتيسياشفيلى، نائب وزير خارجية جورجيا، أمس، إن المواطنين الجورجيين الذين تقطعت بهم السبل فى الخرطوم تم إجلاؤهم بسلام إلى مصر، الثلاثاء الماضى، ومن المتوقع أن يعودوا إلى بلادهم فى الأيام المقبلة.

وأوضح أن المواطنين الجورجيين الذين تم إجلاؤهم موجودون حاليًا فى منطقة محايدة على الحدود بين السودان ومصر، ومن المتوقع أن يتم نقلهم من القاهرة إلى جورجيا.

ونقل موقع «civil» الجورجى، عن نائب وزير خارجية جورجيا قوله: «بمشاركة سفاراتنا وشركائنا وشركاتنا، تم تنفيذ الإخلاء بنجاح، ولم يبق أى مواطن جورجى فى السودان».

وسبق أن أكد ممثلو شركتى GeoSky وMyWay الجورجيتين أن مواطنى جورجيا فى السودان- ومعظمهم من موظفى هذه الشركات- تم إجلاؤهم إلى القاهرة برعاية السفير الجورجى، ومن المتوقع أن يصلوا إلى بلادهم بنهاية الأسبوع الجارى. 

فى السياق نفسه، قالت وزارة الخارجية فى جنوب إفريقيا إن حافلتين نقلتا مواطنيهم من السودان، ووصلتا بأمان إلى الحدود مع مصر.

وقال كلايسون مونييلا، المتحدث باسم الخارجية، أمس: «لدينا مسئولون من سفارة جنوب إفريقيا فى القاهرة لاستقبالهم وتسهيل دخولهم إلى مصر»، مشيرًا إلى أن الحكومة ستدفع تكاليف الرحلات إلى جنوب إفريقيا.

وكتب على موقع «تويتر»: «إن دعم الجميع، بما فى ذلك مؤسسة GiftoftheGivers الجنوب إفريقية والحكومة المصرية، موضع تقدير كبير بالنسبة لنا».

وفى الإطار نفسه، يتجه الطلاب النيجيريون العالقون فى السودان إلى مصر، وفقًا لما نقلته وكالة «The News Guru» النيجيرية.

وقالت الوكالة الإخبارية إن الطلاب النيجيريين فى السودان الذى مزقته الحرب يتجهون برًا إلى مصر ثم سيتم نقلهم جوًا من القاهرة إلى نيجيريا، ومن المفترض أن يتجه الطلاب إلى جامعة إفريقيا الدولية بالخرطوم تمهيدًا لإجلائهم، بعد أن توجهت إلى هناك خمس حافلات تتسع لـ٢٠٠ مقعد، مع شاحنتين تضمان أفراد الأمن، وحافلة صغيرة تضم مسئولى السفارة.

وقال أحد أعضاء لجنة الإجلاء: «نناقش إعطاء ٦٠٪ من المقاعد الأولى المتاحة للطالبات والأطفال، بينما يأخذ الطلاب نسبة الـ٤٠ فى المائة المتبقية».

وأوضح أنه من الخطر نقل عدد كبير من الطلاب من نقطة إلى أخرى فى السودان الحالى دون مساعدة وتعاون من كل القوات المتحاربة.

على جانب آخر، أعلنت نقابة أطباء السودان، أمس، عن أن ٧٢٪ من المستشفيات المتاخمة لمناطق الاشتباكات متوقفة عن الخدمة.

وقالت: «من أصل ٨٢ مستشفى أساسية فى العاصمة والولايات، يوجد ٢٣ مستشفى تعمل بشكل كامل أو جزئى، وهى مهددة بالإغلاق أيضًا نتيجة لنقص الكوادر الطبية والإمدادات الطبية والتيار المائى والكهربائى».

وأشارت إلى تعرض ٦ عربات إسعاف للاعتداء من قبل «قوات عسكرية وغيرها» لم تسمح لها بالمرور لنقل المرضى وإيصال المعينات.

وأضافت النقابة، فى بيان لها عبر «فيسبوك»، أن قذيفة سقطت على المركز الرومى الطبى فى أم درمان، مخلفة العديد من الإصابات، من بينها إصابات غير مستقرة واحتاجت تدخلًا جراحيًا.

من جهته، أعلن الجيش السودانى عن أن المتمردين مستمرون فى خرق الهدنة المعلنة.

وقال الجيش السودانى، فى بيان، أمس، إن تلك الخروقات تتمثل فى القصف المدفعى العشوائى لمناطق فى محيط القيادة العامة وإدارة المرافق الاستراتيجية، وإطلاق النار فى المناطق المحيطة بمطار الخرطوم وحى المطار السكنى، ومناطق فى بحرى وأم درمان، بالإضافة إلى وجود تحركات كثيفة لأرتال عسكرية مدحورة قادمة من كردفان ودارفور لتعزيز قوات المتمردين المتراجعة بالخرطوم.

وأعلن الجيش السودانى عن سرقة عدد كبير من سيارات توزيع المواد الغذائية واستغلالها فى نقل الذخائر من منطقة الجيلى شمال بحرى للتمويه، مما يعرض ممتلكات المواطنين للخطر ويجعلها أهدافًا عسكرية، مشيرًا إلى أن ميليشيات الدعم السريع ما زالت تتمركز داخل الأماكن السكنية لاتخاذ ساكنيها دروعًا بشرية.

وفى بيان منفصل، أمس، أكدت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية عدم هروب الرئيس المخلوع عمر البشير من السجن، مشيرة إلى أنه قيد الاحتجاز ويتلقى العلاج فى مستشفى عسكرى.

وقالت القيادة العامة للجيش السودانى إن جزءًا من متهمى نظام ٣٠ يونيو من العسكريين كانوا محتجزين بمستشفى علياء، التابع للقوات المسلحة، نسبة لظروفهم الصحية، وحسب توصيات الجهات الطبية بسجن كوبر قبل اندلاع التمرد، ولا يزالون بالمستشفى تحت حراسة ومسئولية الشرطة القضائية.

وأوضح البيان أن القائمة تضم كلًا من عمر حسن أحمد البشير، وبكرى حسن صالح، وعبدالرحيم محمد حسين، وأحمد الطيب الخنجر، ويوسف عبدالفتاح.

وأشار إلى أن هناك مدنيًا واحدًا، هو على الحاج محمد، محتجز لتلقى العلاج بمستشفى أحمد قاسم، بموجب توصية طبية من سلطات السجن، وتقع مسئولية حراسته على الشرطة، موضحًا أن تلك التوضيحات تهدف لسد الذرائع ومنع «التضليل الكبير الذى ظل يروج له بعض الأبواق الإعلامية للمتمردين للتشويش على الناس».

وشدد البيان على أن موقف القوات المسلحة السودانية سيظل واضحًا، وهو الرفض القاطع لأى محاولات يائسة لربط ما يجرى بالسجون بأى مزايدة على موقفها الوطنى الذى تعكف على القيام به الآن فى التصدى لما وصفته بـ«ميليشيا الغدر والخيانة».

من جانبها، قالت الداخلية السودانية إن قوة من الدعم السريع اقتحمت سجن كوبر، ما تسبب فى مقتل منسوبين بإدارة السجون، وأوضحت، فى بيان أمس، أن قوات الدعم السريع اقتحمت ٥ سجون أخرى، وأطلقت سراح نزلاء فى الفترة من ٢١ إلى ٢٤ أبريل الجارى.