اقدم مكوجي رجل في الاسكندرية
اقدم مكوجي رجل في الاسكندرية
بداخل محل قديم لا يتعدى بضع أمتار، قائم على أطلال الماضي وذكريات حفظت في ذاكرة الابن الأكبر منذ 60 عامًا بروزت في صورة لوالده لونت بالأبيض والاسود علقت على جدرانه المتهالكة.
وعلى الرغم من مرور السنوات إلا أن مازال الابن الأكبر يحتفظ بمهنة والده في الكي بمكواة الرجل التي عملت بها يده على مدار سنوات حياته ولا يعرف سواها لتكون مهنته التي ورثها دون توريث لأبناءه.
سعيد ياقوت 73 سنة، ذلك الرجل السبعيني الذي رافقت مكواة الرجل الحديديه ليتعامل معها بمهارة واحترافية الماكينات الحرارية الحديثه في كي الملابس وتجهيزها.
يروي “ياقوت” أقدم مكوجي رجل أن تلك المهنة أصبحت من المهن المندثرة واستمراره في مهنته هو وفاء لوالده على الرغم من الاهتمام بعدها والإقبال عليها لم يكن كما بالماضي من الزبائن فيتذكر كيف تعلمها وكيف أتقن الكي بها، وكيف بدأ حياته وهو في عمر الـ10 سنوات ويذهب للزبائن في منازلهم لجمع الملابس مقابل قرش صاغ للقطعة الواحدة.
ليتضاعف سعر كي القطعة الواحدة بعد مرور السنوات ليصل لـ5 جنيهات قائلًا: “إن معظم زبائنه من كبار السن من يقدرون كي الملابس بمكواة الرجل وأيضًا من يحملون الوفاء لوالده وسيرته الطيبة”.
وعن استمراره في المهنة وعدم تحديثها مواكبة لسرعة الحياة، قال ان كي الملابس بمكواة القدم صحية لأنها تحافظ على نسيج الملابس وفق الحرارة المخصصة لمادتها الخام ولا تسبب لها ضعف أو تأكل بداخل نسيجها فتتمزق بسرعة دون سبب يفهمه صاحبها.
وعن توريث تلك المهنة لأحد أبنائه الـ3، رفض ياقوت أقدم مكوجي رجل، بأن نحن من نستحمل ونستطيع مواصلة ما كان عليه أباءنا ولكن أبناءنا من الجيل الحديث لا تناسبهم هذه المهن الشاقة دون الكسب المالي الذي يستطيع مواكبة حياتهم بالصورة التي تستحق.