منذ صدور كتاب “الفيلق المصري.. جريمة اختطاق نصف مليون مصرى” للدكتور محمد أبو الغار عن دار الشروق للنشر مستهل العام الجاري، وسيل من الانتقادات وجهت للكتاب ومؤلفه، وجميعها اتفقت على أن الكتاب مُنتحل من كتاب الباحث والمؤرخ الأمريكى، كايل أندرسون “فيلق العمل المصرى” أو “The Egyptian Labor Corps” الصادر عن “دار نشر جامعة تكساس” فى الرابع عشر من ديسمبر عام 2021.

كتاب “أبو الغار” وموجة من الانتقادات عبر “فيس بوك”

من أبرز الانتقادات التى وجهت لكتاب "أبو الغار" حساب "محمد يونس" عبر موقع "فيس بوك"، والذى علق قائلاً: “عندما نجد كتابا في المكتبة العالمية يتحدث عن موضوع يخص مصر.. هل نترجمة.. أم نلخصة.. أم ننقل محتواه وندعي أنه من تاليفنا، كتاب The Egyptian Labor Corps لمؤلفه كيلي أندرسون Kyle J. Anderson الذى صدر في أمريكا ديسمبر 2021 هو من حيث المعلومات والمضمون والعرض.. لا يختلف عن كتاب ”الفيلق المصري" تأليف: محمد أبو الغار و الصادر عن دار الشروق 2023 بصراحة  فضلت أن أقرأ النص الخوجاتي  فهو  الأصل ويحتوى عليى نفس المعلومات معروضة بشكل أفضل".

دار الشروق تبحث عن مخرج للمأزق

بعد أيام من صدور كتاب “أبو الغار”، هدأت موجة الانتقادات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإن لم تهدأ دار النشر الصادر عنها كتاب"أبو الغار"، حيث ظلت تترقب أي مقالات أو تعليقات تتضمن إشادة من صاحب الكتاب الأصلى الباحث والمؤرخ الأمريكي كايل أندرسون بكتاب "أبو الغار"؛ وهو ما حدث بالفعل؛ حيث كتب "أندرسون" تعليقًا عبر حسابه بموقع "فيسبوك" 10 مارس الماضى، قائلاً: "يسعدني أن أرى كتابي يؤثر في تاريخ الحرب العالمية الأولى وثورة 1919  في مصر، شكرًا لـ Mohamed Aboulghar لنشر الوعي حول القصة الحقيقية لجمهور يهتم حقًا"، وهو ما استغلته دار النشر وسرعان ما صدر عنها بيان أمس أى بعد 50 يوما من نشره على حساب "أندرسون".

 ورغم أن "أندرسون" لم يذكر أى إشادة فى تعليقه بـ"أبو الغار" أو "كتابه" إلا أن دار نشر الشروق كتب فى البيان: "الباحث والمؤرخ الأمريكي كايل أندرسون يشيد بكتاب الدكتور محمد أبو الغار «الفيلق المصرى.. جريمة اختطاف نص مليون مصرى» والصادر عن دار الشروق.. للباحث الأمريكي كايل أندرسون كتابا يتناول من خلاله واقعة مهمة فى التاريخ المصرى الحديث؛ ألا وهى واقعة تجنيد الإمبراطورية البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى لنصف مليون شاب مصرى معظمهم من ريف مصر للعمل بالسخرة فى أوروبا والشرق الأوسط فيما عرف باسم «الفيلق المصرى».

وتابع البيان: أعرب «أندرسون» مؤخرًا عبر صفحته على «فيسبوك» عن سعادته بتأثير كتابه الجديد على التدوين التاريخى لوقائع الحرب العالمية الأولى وثورة 1919 المصرية، كما توجّه بالشكر للكاتب المصرى «أبو الغار» لتسليطه الضوء على القصة الحقيقية لفيلق العمل المصرى، ونشر الوعى للمهتمين بالقراءة فى هذا الموضوع ومعرفة المزيد عنه، و كشف «أندرسون» في كتابه عن الكيفية التى بدأ بها القوميون المصريون التعبير عن حالة الغضب تلك التى انتابتهم لرؤيتهم أبناء بلدهم يُساقون إلى أغلال العبودية وذلك من خلال الفن والموسيقى والمسرح واللجوء للدين وأحيانًا من خلال المخدرات أو الإضرابات أو حركات التمرد، وقد أدرك المصريون حينها أنهم يواجهون شبحًا جديدًا من أشباح الاستعمار.

 وأوضح «أبو الغار» من خلال كتابه أن سوء معاملة الإنجليز للفلاحين وضربهم وإهانتهم وإجبارهم على الالتحاق بفيلق العمل أدى إلى حالة غضب عارمة ظهرت من خلال بعض الانتفاضات فى مناطق متعددة عام 1918 ثم سريعًا ما تحولت تلك الجذوة إلى نيران ثورة حقيقية انضمت مع ثورة المدن المصرية تحت قيادة الزعيم الثورى سعد زغلول عام 1919، وهى الثورة التى أثمرت عن إلغاء الحماية البريطانية على مصر وإقرار العمل بالدستور المصرى وإقامة البرلمان المصرى وطرد المستشارين البريطانيين من البلاد"؛ هنا ينتهى بيان دار نشر الشروق؛ ولكن هل أشاد كايل أندرسون بـ"أبو الغار" وكتابه ؟

كايل أندرسون لـ"الدستور": لم أقرأ كتاب "أبو الغار" ولم أشد بكتابه

"الدستور" توجهت إلى الباحث والكاتب الأمريكي كايل أندرسون للتعليق على بيان دار النشر؛ وما كان منه إلا أنه أكد عدم قراءته كتاب محمد ابو الغار "الفيلق المصري"؛ وذلك عبر حسابه الشخصى بموقع “فيسبوك” قائلًا: “بصراحة لم أقرأ كتاب الدكتور أبو الغار، لذا لا أستطيع أن أقول أنى أشدت به”.

وبسؤاله حول ما نشرته "الشروق" فى بيانها، قال إن ما نشره عبر حسابه عن كتاب "أبو الغار" كان هذا مجرد منشور على فيسبوك، وأنه يمكن للناس استخلاص استنتاجاتهم الخاصة بعد قراءة كلا الكتابين، مشيرًا إلى أن كتاب الدكتور أبو الغار أفضل بكثير من أي كتاب طرحه المؤرخ أشرف صبري عن الحرب العالمية الأولى".