تغطية جديدة قدمها تليفزيون اليوم السابع، عن دراسة حديثة، كشفت أن ارتفاع درجات حرارة المحيط الأطلسي، يعرض الأنهار الجليدية التي كانت مستقرة سابقًا للخطر.
وفقًا للدراسة، فإن الأنهار الجليدية شديدة الاستقرار تذوب بشكل غير مسبوق، ويرجع ذلك على الأرجح إلى آثار ارتفاع درجات حرارة المحيطات بسبب تغير المناخ.
و اكتشف فريق الباحثين المسئولين عن الدراسة أن المناخ خضع لتحول كبير من 2018 إلى 2021، مما أدى لتراجع الجبال الجليدية مسافة 5 أميال تقريبًا في جرين لاند "أكبر جزيرة في العالم، التي تقع بين المحيط المتجمد الشمالي والمحيط الأطلسي"، و انخفاضًا بنسبة 20٪ في سُمك الجبال الجليدية..
والجدير بالذكر أن أحد الجبال المتأثرة بتغير المناخ في جرين لاند هو جبل ستين ستراب والذى يغطي ما يقرب من 80٪ من أكبر جزيرة في العالم، وهو أيضًا أكبر مساهم في ارتفاع البحر العالمي من الغلاف الجليدي، وهو جزء من النظام البيئي للأرض بسبب كمية المياهه المجمدة الموجودة به، بينما تلعب المنطقة دورًا حاسمًا في تحقيق التوازن في نظام المناخ العالمي، لذا فإن ذوبانه يهدد البيئة والمناخ العالمي بشكل كبير.
وأشار باحثو الدراسة إلى أن هذا الجبل كان مستقرا للغاية حتى عام 2016، في حين كانت الكثير من الأنهار الجليدية الأخرى في جرينلاند قد بدات في الذوبان بشكل كبير منذ تسعينيات القرن الماضي.. وهو ما زاد من ارتفاع مستوى سطح البحر..
ولم يكن هذا الجبل الجليدي مستقرًا لعقود من الزمان فحسب، بل كان عمومًا غير حساس لارتفاع درجات الحرارة التي أدت إلى ذوبان العديد من الأنهار الجليدية الإقليمية الأخرى ، وكان يرجع هذا الاستقرار إلى موقع الجبل المنعزل في المياه الضحلة.
ويعتبر ذوبان الجبال الجليدية وذوبان الجليد المخزن في القطبين.. ظاهرة مخيفة للغاية لأنه يؤثر على مستويات سطح البحر الحالية، على سبيل المثال، في حالة ذوبان الصفيحة الجليدية في جرينلاند، يمكن أن ترتفع مستويات سطح البحر على الأرض بحوالي 25 قدمًا، وإذا انهار الغطاء الجليدي في القارة القطبية الجنوبية، فمن الممكن أن ترتفع المحيطات بما يقرب من 200 قدم.
وفي حين أن جرينلاند والقارة القطبية الجنوبية سيستغرقان قرونًا للانهيار التام، فإن الغلاف الجليدي العالمي لديه القدرة على التسبب في ارتفاع مستويات سطح البحر حوالي ستة أقدام هذا القرن إذا تعرضت الصفيحة الجليدية في غرب القارة القطبية الجنوبية للانهيار.
ونظرًا لأن حوالي 10 ٪ من سكان الكوكب يعيشون في مناطق ساحلية منخفضة، فإن أي ارتفاع كبير في مستوى سطح البحر يمكن أن يتسبب في زيادة المخاطر على الجزر المنخفضة والمجتمعات الساحلية من الغرق خاصة في حالة هبوب العواصف والأعاصير المدارية.
ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن الأوان قد فات لمنع حدوث مثل هذا المستقبل، حيث إنه إذا تطورت سياسات المناخ بسرعة، فقد يكون لدى البشر فرصة لوقف أسوأ ارتفاع في مستوى سطح البحر.
