يحتفل العالم اليوم بذكرى ميلاد الشاعر الكبير الراحل صلاح عبد الصبور، الذي ترك مجموعة من المسرحيات والدواوين أضافت إلى المكتبة الأدبية، ومن أهم أعماله مسرحيته الشعرية مأساة الحلاج ومسرحية ليلى والمجنون، ومن أشهر دواوينه ديوان الناس في بلادي وديوان شجر الليل.

وبهذه المناسبة يرصد “الدستور” خلال السطور القادمة الساعات الأخيرة في حياة الراحل صلاح عبد الصبور.

في يوم 14 أغسطس عام 1981 مات فجأة صلاح عبدالصبور الذي يعد أهم شاعر في القرن العشرين، بعد أمير الشعراء أحمد شوقي، بحسب ما قاله الكاتب ناصر عراقي في مقال له تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة الشاعر الكبير صلاح عبد الصبور.

فقال:" كانت تربطني صداقة بالشاعر أحمد عبدالمعطي حجازي الذي شهد منزله وقائع الموت البطيء لعبدالصبور، وكذلك أحظى بعلاقة صداقة محترمة مع الناقد المفكر الكبير الدكتور جابر عصفور أحد شهود المأساة.

وأكمل: أما الناقد الراحل فاروق عبدالقادر فقد طلبت منه أن يحكي لي ما جرى بعد أن حققه بنفسه في اليوم التالي لليلة البغيضة، بينما نقل لي الناقد رجاء النقاش ما سمعه عن التفاصيل المؤلمة في ذلك المساء الحزين.

الساعات الأخيرة في حياة صلاح عبد الصبور

وأكمل عراقي خلال مقالته التي كشف فيها تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة عبد الصبور: في شقة حجازي بشارع الحجاز بمصر الجديدة روى لي الرجل القصة هكذا: دعوت صلاح وأسرته لحضور عيد ميلاد ابنتي، كما دعوت كلا من رسام الكاريكاتير بهجت عثمان وجابر عصفور وأمل دنقل. 

وبدأ عيد الميلاد بقراءة قصيدة لأمل دنقل، كانت من قصائد صلاح عبدالصبور، وتفاعل معها الجميع، وقال لى أحمد عبد المعطى حجازي كان عبد الصبورمتعبًا في هذا اليوم، فقد جاء من مكتبه بهيئة الكتاب إلى بيتي مباشرة، حتى أنه أرسل سائقه إلى بيته ليأتي له بزوجته وابنتيه.

مشادة كلامية بين بهجت عثمان وصلاح عبدالصبور

وأثناء الحفل حدث مشادة كلامية بين عبد الصبور وبين بهجت عثمان،  عندما قال بهجت:"أنت بعت القضية يا صلاح لتنعم بالمناصب المرموقة وذهب السادات"، وما أن وجد حجازى النقاش الحاد بينهما فأخذ عبدالصبور إلى غرفة أخرى حتى يستريح قليلًا.

وظل صلاح متعصبًا من الذي حدث بالاختناق الشديد وضربات القلب السريعة، وتدهورن فجأة حالته الصحية، فقرروا اصطحابه إلى مستشفى هوليوبوليس، وكانت المستشفي قريبة من بيت حجازي ووصلا إليها سيرًا على الأقدام.

وقال عراقي:"تسبب هذا الأمر في تعب قلب الشاعر الموجوع أيما إنهاك، فصرخ مستغيثا متعجبًا: أحمد... أحمد... أنا لا أرى شيئاً، فاحتضنه حجازي بقلب يبكي دمًا، وأسرع دكتور جابر عصفور هو وأمل يا ناصر مذعورين، فصعدوا إلى سلالم المستشفى صارخين باحثين عن طبيب، وبعد دقائق مات صلاح".