وأعلنت كتائب شهداء القسام، الجناح العسكري لحماس، "زفّ كوكبة أبطال القسام الثلاثة حسن قطناني ومعاذ المصري وابراهيم جبريل، أبطال عملية الأغوار التي نُفّذت قبل نحو شهر".
وكان الجيش الإسرائيلي قال في بيان إنّ قواته دهمت صباح اليوم شقّة "كان يتواجد فيها حسن قطناني ومعاذ المصري المسؤولان عن الهجوم على الإسرائيليات الثلاث. وأثناء إطلاق النار، قُتلا وقُتل معهما ابراهيم جبريل، أحد المتواطئين معهما".
وأوضح جهاز الأمن الداخلي "شين بيت" والجيش وحرس الحدود في بيان مشترك أنّ الفلسطينيين الثلاثة "قُتلوا في تبادل إطلاق النار"، مشيراً الى أنّهم "قتلة ليا ومايا ورينا دي"، وهن أمّ وبنتاها قُتلن في هجوم في 5 نيسان/أبريل بالقرب من مدينة أريحا.
من جهتها، أعلنت وزارة الصحّة الفلسطينية سقوط "ثلاثة شهداء جرّاء العدوان على البلدة القديمة في نابلس، اثنان منهما تشوّهت ملامحهما بالكامل جرّاء كثافة إطلاق النار عليهما".
وشاهد مراسل لوكالة فرانس برس قوة كبيرة من الجيش الإسرائيلي والوحدات الخاصة تدخل في الصباح البكر نابلس بعشرات المركبات والآليات وتقتحم حي الياسمينة وتحاصر منزلا.
وسُمعت أصوات انفجارات كبيرة واشتباكات.
وقال مصوّر لفرانس برس إنّ البيت الذي كان يتواجد فيه الفلسطينيون القتلى دمّر، وكان الدخان لا يزال يتصاعد منه.
وأوضح مدير الهلال الأحمر في نابلس أن أربعة أشخاص جرحوا أيضاً في العملية، و"تمّت معالجة 152 إصابة اختناق بالغاز المسيل للدموع".
"تصفية الحساب"
وتعتبر مدينة نابلس معقلاً لمجموعة "عرين الأسود" التي تتشكّل من عناصر من تنظيمات فلسطينية مختلفة وتنفّذ هجمات ضدّ إسرائيليين.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو "هذا الصباح، صفّينا حسابنا مع قتلة لوسي ومايا ورينا"، مضيفا "رسالتنا إلى أولئك الذين يؤذوننا، وإلى أولئك الذين يحاولون إيذاءنا، تأكدوا أننا سنحاسبكم".
وأثنى وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت على عمل القوات الإسرائيلية، وقال "مثلما وعدت مؤسسة الدفاع الإسرائيلية (...)، إسرائيل ستصل إلى أيّ إرهابي يضرّ بمواطنينا".
وقرب منزل القتلى الثلاثة المدمّر في وسط حارة صغيرة ضيقة بالبلدة القديمة، وقف نشطاء فلسطينيون ومنعوا الناس من الدخول، خشية وقوع انهيارات أو وجود أجسام غير متفجّرة.
وقال رضا أبو ضهير (52 عاماً)، وهو عامل في مطحنة للبهارات مجاورة للبيت، إنّ الجيش "حاول خلع باب المطحنة، لكنّني سارعت وفتحت لهم"، مشيراً الى أن الجنود ضربوه "وأوثقوني وأمروني بعدم التحرك وأغلقوا الباب عليّ".
وأضاف "سمعتُ على مدى ساعة ونصف الساعة أصوات الانفجارات وإطلاق النار".
"المقاومة سترد"
ونعت حركة فتح الفلسطينيين القتلى الثلاثة، وقالت "تنعي الحركة الأبطال الشهداء الذين ذادوا بدمائهم دفاعاً عن شعبهم وصدّوا العدوان المتواصل".
واتّهمت الحركة "حكومة نتانياهو و(وزير الأمن إيتمار) بن غفير وجيشهما الفاشي بارتكاب مجزرة دموية أخرى بحق أبناء شعبنا وأبطال مدينة نابلس".
وقال الناطق باسم حركة حماس في غزة عبد اللطيف القانوع إنّ "اغتيال الاحتلال الصهيوني أبطال المقاومة في مدينة نابلس اليوم الخميس لن يحدّ من ضرباتها وعملياتها أو يوقف مدّها المتصاعد".
وأضاف أنّ "المقاومة ستمضي بكل عزيمة وإصرار للردّ على جريمة الاغتيال والثأر لدماء الشهداء".
وقالت كتائب شهداء القسام إنّ الثلاثة كانوا قد نفّذوا عملية الأغوار "رداً على جرائم الاحتلال بحق المسجد الأقصى المبارك".
وقتلت الإسرائيليات-البريطانيات الثلاث في هجوم مسلّح استهدفهنّ في الخامس من نيسان/أبريل حين كنّ في سيارة عند مفترق الحمراء في شمال غور الأردن. ويومها قضت الابنتان في الحال في حين أصيبت الوالدة لوسي بجروح ما لبثت أن فارقت الحياة نتيجتها بعد يومين.
ومنذ بداية كانون الثاني/يناير، قُتل أكثر من 105 فلسطينيين و19 إسرائيلياً وأوكرانية وإيطالي في مواجهات وعمليات عسكرية وهجمات، بحسب حصيلة أعدّتها وكالة فرانس برس استناداً إلى مصادر رسمية إسرائيلية وفلسطينية.
وتشمل هذه الأرقام مقاتلين ومدنيين من بينهم قصّر من الجانب الفلسطيني، ومن الجانب الإسرائيلي غالبية القتلى هم مدنيون بينهم قصّر وثلاثة أفراد من عرب إسرائيل.
ح ع- ع س/ماب/رض/بم
© 2023 AFP
