وسط الأزمة.. هل تؤثر زيارة رئيس الحزب الجمهوري الفرنسي على العلاقات مع المغرب؟


طرحت الزيارة التي قام بها رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي، إيريك سيوتي، نهاية الأسبوع الماضي للمغرب، ولقائه بعزيز أخنوش ونزار بركة، ودعوته إلى استعادة قوة روابط الصداقة القائمة على تاريخ مشترك بين المغرب وفرنسا، ضرورة النظر في استمرار الأزمة في العلاقات المغربية الفرنسية، والتي “لا ينظر إلى أن هذه الأخيرة تحاول منطقة الراحة الرمادية في موقفها اتجاه قضية الصحراء المغربية.

 

وتعليقا على الموضوع قال حسن بلوان، المختص في العلاقات الدولية، إن “العلاقات المغربية الفرنسية لازالت تراوح مكانها في إطار ما يسمى بالأزمة الصامتة رغم أن هذه الأزمة خرجت للعلن حيث أصحبت ظاهرة للعلن مع مجموعة من التصرفات غير المتوازنة في السياسة الخارجية “الماكرونية”.  مضيفا أنه “منذ انتخابه لولاية رئاسية ثانية لازال الرئيس الفرنسي لم يلتقط الإشارات الإيجابية التي أرسلها المغرب متناسيا وضاربا عرض الحائط مجموعة من العلاقات التاريخية”.

 

وأشار بلوان في حديثه مع وقع “الأيام 24″، إلى أن “انحصار الزيارات الرسمية بين المغرب وفرنسا يؤكد الأزمة خاصة في ظل التقارب الجزائري الفرنسي، بالرغم من أنه أضحى مستحيلا ويبقى هشا والذي فرضته بعض الظروف المرتبط بالطاقة والحرب الروسية الأوكرانية.

 

وأبرز المتحدث نفسه، أن “الزيارات التي يقوم بها السياسيون الفرنسيون بين الفينة والأخرى لا يبد غيوم العلاقات المتوترة بين المغرب وفرنسا”، مضيفا أنها “تبقى زيارات محدودة موجهة فقط نحو الاستهلاك الداخلي بالرغم من التطمينات التي تبعثها إلى أنها لا تنجح في فك شيفرة العلاقات المغربية لفرنسية التي كانت إلى حد قريب مثالية ويضرب بها المثل في العلاقات بين شمال المتوسط وجنوبه”.

 

بلوان أكد أن “جميع النخب الفرنسية مقتنعة بأن العلاقات مع المغرب يجب أن تبقى استراتيجية، غير أنها تشتغل بمنطق من الاتزان خاصة مع المستجدات الأخيرة المرتبطة بالانفتاح أكثر على الجزائر نتيجة حاجة أوروبا لمصادر الطاقة”. مبرزا أن “هذه النخب مقتنعة أن المغرب يبقى الخيار الإستراتيجي للعلاقات المغاربية الفرنسية أو العلاقات الفرنسية مع إفريقيا خاصة في ظل انحسار النفوذ الفرنسي لدى مجموعة من الدول”، ومعتبر أن قطع العلاقات الإستراتيجية الفرنسية مع المغرب سيؤدي إلى عدم وجود فرنسي في القارة الإفريقية نظرا لكون المغرب يعتبر الآن البوابة الحصرية لولوج هذه القارة الواعدة في المستقبل”.

 

كما أبرز بلوان أن “الواقع و”السياسة الماكرونية” لا يتناسبان، حيث تعرض هذه الأخيرة العلاقات المغربية الفرنسية للمزيد من الخطر أن المغرب لم يشارط كثيرا يريد أن يؤسس لعلاقات جديدة في إطار تنويع الشركاء مع الحفاظ على الشركاء التقليديين، إضافة إلى أن المملكة تنظر إلى العلاقات الخارجية خاصة للحلفاء التقليديين من منظار الصحراء المغربية وهو ما لم تتجاوب معه فرنسا لحدن الآن”.

 

وحول مدى إمكانية توسط إسبانيا بين فرنيا والمغرب، أكد بلوان، أن إسبانيا وعت جيدا الواقع الذي يعيشه الجوار الأورومتوسطي لذلك اتخذن مواقف شجاعة اتجاه المغرب، حيث أصبحت حليفا موثوقا للملكة أكثر من الحليف التقلديين، مبرزا أن إسبانيا ستلعب دورا أكير في الدفاع عن مصالح المغرب داخل أروقة الإتحاد الأوروبي خاصة مع رئاستها الدورية هذه السنة كما ستعرض وساطة بين المغرب وفرنسا كما قامت هذه الأخيرة عندما كانت الأزمة بين المغرب وإسبانيا قبل السنة الماضية.

 

يشار إلى أن رئيس حزب الجمهوريين الفرنسي، إيريك سيوتي، دعا يوم الجمعة 5 ماي 2023 بالرباط، إلى استعادة قوة روابط الصداقة القائمة على تاريخ مشترك بين المغرب وفرنسا.

 

وقال سيوتي، في تصريح صحفي، عقب مباحثات أجراها مع الأمين العام لحزب الاستقلال، نزار بركة “إنها فرصة مرة أخرى بالنسبة لي لإعادة التأكيد على قوة أواصر الصداقة التي تقوم على تاريخ مشترك بين فرنسا والمغرب”، داعيا إلى استعادة قوة هذه الروابط، “التي (…) تواجه اليوم صعوبة إلى حد ما”، حتى تستعيد “الجودة التي ما كان يجب أن تفقدها أبدا”.

 

كما أوضح أن اجتماعه مع بركة يهدف إلى “بناء شراكة مشتركة للتعبير عن التزامنا بتقديم مواقف متوافقة حول التحديات الرئيسية التي تواجه بلدينا”. معربا عن تقديره واحترامه لحزب الاستقلال، وهو الحزب الذي يحتل “موقعا رئيسيا” في التحالف الحكومي، ويعمل على قضايا أساسية، متعلقة بحقوق المرأة والشباب.

 

من جانبه، أشار بركة إلى أن اللقاءات مع حزب الجمهوريين الذي يحتل مكانة مهمة في فرنسا، سلطت الضوء على القضية الوطنية ومسألة مغربية الصحراء.

 

وأبرز الأمين العام لحزب الاستقلال أن المباحثات تركزت أيضا على سبل تعزيز العلاقات بين البلدين، وكذلك بين الحزبين السياسيين، سواء على المستوى الثنائي أو على مستوى اللقاءات الدولية

 

وبالنسبة بركة، يعتبر الطرفان “شريكين” داخل حزب الشعب الأوروبي، وفي الوسط الديمقراطي الدولي والاتحاد الديمقراطي الدولي. مشددا على دعم حزب الجمهوريين لجميع القضايا العادلة للمملكة. وأضاف “سنعمل معا على القضايا الرئيسية على المستوى الدولي”.

تاريخ الخبر: 2023-05-09 18:19:48
المصدر: الأيام 24 - المغرب
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 74%
الأهمية: 76%

آخر الأخبار حول العالم

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:49
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 56%

حركة حماس تقول إنها تدرس "بروح إيجابية" مقترح الهدنة في قطاع غزة

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-03 12:27:46
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية