يستضيف مبنى قنصلية بوسط البلد، الأربعاء المقبل، حفل توقيع ومناقشة المجموعة القصصية "جوارب عميد الأدب" للكاتب أحمد كامل، والصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع.

ومن المقرر أن تناقش المجموعة القصصية "جوارب عميد الأدب" كل من الروائية نورا ناجي والناقدة آية طنطاوي.

من أجواء المجموعة القصصية نقرأ: أسطى وصبيّ ومهنة. تحضر هذه الثلاثية في غالبية قصص المجموعة. ثمَّة مهنة متوارثة من جيل إلى آخر، ثمة حِرفة واحدة تنتقل من والد إلى ابن، أحيانًا بشكل يُشبه التورُّط. وعبر انتقال تلك المهن من زمن إلى زمن مُغاير، تبزغ الفوارق والتناقضات بين الآباء والأبناء.

ومن إحدى قصص المجموعة:
"أبي! أهذا أبي؟! وهل تدري ما أبي؟! الأسطى الكبير في البلدة، بنَّاء قوارب بريمو. بمفرده وخلال شهر، بإمكانه إنجاز قارب يتطلب أربعة رجال ومثلهم من الشهور. أينما يمشي وراءه صبيانه؛ فراشات حول عزيز ضوء. زفَّة أينما راح وزفَّة متى حلَّ. ما في البحر نقطة إلا ووطأتها صنعتُه".

أحمد كامل؛ كاتب وروائي مصري، من مواليد 1981، صدرت له مجموعتان شعريتان وهما ديوان "سكر فائت لنرجس لا يغني" عن دار أكتب 2008، وديوان "ملك على الذكرى" عن دار صفصافة 2011، فضلا عن روايتين: "العهد القديم" عن دار روافد 2016، و"جبل المجازات" عن دار سرد ودار ممدوح عدوان 2018، والتي حازت على جائزة الأديب يحيى حقي في دورتها الأولى عام 2021.

و"جبل المجازات" رواية تستلهم من مأثورات القرى في ريف مصر، ومعتقدات ناسها وحكايتهم الخرافية؛ لتبني أسطورتها الخاصة.

ومن أجواء الرواية: بَدَتْ في عمق الصحراء أطيافٌ لكتلة ضخمة ومتحركة تقترب من الغزالة؛ كانت جحافل لانهائية من نخلات تدور حول نفسها، مئات آلافٍ من نخلاتٍ تتدحرج أفقيّاً بانتظام وخفَّة خلف جسمٍ بشريٍّ ضئيل، ممتدّة في الصحراء بطولٍ يتجاوز أربعة كيلومترات وعرضٍ يقارب الثلاثة كيلومتر؛ وتبدو كبساطٍ عملاق يُسحَبُ بأيدٍ خفيّة نحو الغزالة. كانت النخلات تشكّل ما يقرب من ثلاثة آلاف صفّ متتالٍ، وفي كلّ صفٍّ يتدحرج ما بين ثلاثمئة إلى أربعمئة نخلة. والضئيل في المقدمة، يهرول أمام النخلات ويلهث؛ بشفاهٍ منفرجة، داكنة ورفيعة، يكوّرها أثناء شفطه المتقطّع للهواء، بشهيقٍ مبتور وغير متساوٍ، واللعاب يسيل ويتطاير من فتحة فمه، وينفصل سريعاً مع الرياح

جحافل لا نهائية من النخلات، تتسابق في تدمير قرية الغزالة. وفيما يعيش سكان بلدة المناجاة رعب اللحظات الأخيرة، في انتظار قدر محتوم يرسمه شخص يسعى للانتقام، ثمة مواضٍ تتكشف، وأحداث تطفو، وحكايات تتناسل؛ لتروي قصة قريتين خياليتين.