التزم التلاميذ المقبلون على اجتياز امتحانات البكالوريا بالحضور في الموعد لإجراء امتحانات البكالوريا التجريبية التي انطلقت أمس على مستوى كافة الثانويات، في ظل ظروف وشروط مشابهة لتلك المطبقة على الامتحانات الرسمية، وفي إطار مرافقة من قبل الأساتذة والأولياء.
أظهر المترشحون لاجتياز امتحانات البكالوريا اهتماما لافتا بالبكالوريا التجريبية التي تعد محطة تحضيرية هامة للامتحانات الرسمية، فقد التحق أغلبهم بمؤسساتهم التعليمية في الصبيحة، بعد أن غادرها الكثيرون في بداية الفصل الثالث بدعوى المراجعة الذاتية في إطار الدروس الخصوصية.
وحرصت من جهتها إدارات الثانويات على توفير الظروف الملائمة للممتحنين لتحفيزهم على المثابرة وبذل الجهد استعدادا لاجتياز البكالوريا الرسمية، كما التزمت باحترام نفس الإطار التنظيمي المطبق على الامتحانات الرسمية، لا سيما ما تعلق بتنظيم قاعات الامتحانات وتوزيع الممتحنين عليها وتخصيص طاولة لكل طالب.
وساد الارتياح أمس عبر كافة المؤسسات التي استقبلت طلبتها لإجراء آخر الامتحانات قبل البكالوريا الرسمية، كما حرص الأساتذة على مرافقة التلاميذ وتقديم التوجيهات لهم بشأن إتمام عملية المراجعة خلال الفترة التي تفصل على اجتياز شهادة البكالوريا التي ستجرى الشهر المقبل.
وأكد في هذا الصدد رئيس نقابة ثانويات الجزائر زبير روينة «للنصر» أن مواضيع البكالوريا البيضاء كثيرا ما تتقارب مع المواضيع المعتمدة للبكالوريا الرسمية من حيث المستوى وكيفية توزيعها وكذا الحجم الساعي المخصص لها، لذلك فهي تعد طريقة ملائمة للمراجعة الشاملة للمقرر الدراسي، إذا ما حرص المترشحون على جمعها وحلها.
وأوضح المتدخل بأن التزام الطلبة بحضور الامتحانات التجريبية يعد عاملا مساعدا على التفاعل الإيجابي مع البكالوريا الرسمية، وكسر حاجز الخوف، لأنها تمكن المترشحين من اختبار مستواهم، ومدى الاستعداد ليوم الحسم، كما أنها تقدم لهم نظرة شاملة عن مجريات البكالوريا الرسمية.
ونصح الأستاذ روينة الطلبة بالتعامل الجدي مع آخر الامتحانات الفصلية، والالتزام باستكمال الوقت المخصص لكل امتحان، لا سيما ما تعلق بالمواد الأساسية التي تستغرق أربع ساعات كاملة، موضحا بأن الطالب الذي لا يمكنه البقاء لهذا الوقت في قاعة الامتحان لحل الموضوع، قد تواجهه صعوبات يوم الامتحان الرسمي.
وكانت البكالوريا التجريبية في السابق مؤشرا لما يمكن أن تكون عليه نتائج الامتحانات الرسمية، ووسيلة لتوقع نسبة النجاح مسبقا بحسب مستوى تفاعل الطلبة مع المواضيع والمعدلات العامة المحصل عليها عبر مختلف المؤسسات، وهو ما يهدف القطاع إلى تكريسه من خلال إضفاء طابع شبه رسمي على الامتحانات التجريبية.
وتوجه الأستاذ روينة بالمناسبة إلى الأولياء بدعوتهم إلى توفير الأجواء المريحة للأبناء المقبلين على اجتياز البكالوريا الرسمية، ومساعدتهم على إتمام ما تبقى من المراجعة خلال هذه الأيام، وإبعادهم عن الضغوط النفسية التي قد تنسف بجهود سنة كاملة، وتؤدي إلى نتائج عكسية، مجددا التأكيد على أن البكالوريا الرسمية لا تختلف عن الامتحانات العادية، ولا تخرج عن مضمون المقرر الدراسي.
وأضاف من جهته رئيس الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ سعيد حمسي بأن التلاميذ يعتبرون بالفعل البكالوريا التجريبية محطة تحضيرية هامة للامتحانات الرسمية، بدليل الحضور الجماعي إلى المؤسسات التعليمية، التي عملت على توفير ظروف الاستقبال المريحة للمترشحين.
وأكد المصدر في اتصال معه بأن أعضاء الاتحاد الوطني لأولياء التلاميذ تواجدوا، أمس، على مستوى عدة ثانويات، للوقوف على الأجواء التي طبعت أول يوم للبكالوريا التجريبية، ولا حظوا اهتماما واضحا من قبل المترشحين على اجتياز هذه المحطة في إطار التحضير النفسي والبيداغوجي لشهادة البكالوريا المزمع إجراؤها ما بين 11 و15 جوان المقبل.
وجدد المتحدث بدوره تذكير الآباء بضمان المرافقة النفسية للأبناء، وتمكينهم من الظروف الملائمة للمراجعة، معتقدا بأن الفترة المتبقية على اجتياز البكالوريا كافية لتدارك ما فات المترشحين من جزئيات، لا سيما توفر الظروف المناسبة في الوسط الأسري.
لطيفة بلحاج
