في ورشة الزخرفة على الخشب أو ما يعرف ب “فن الزواق”، يداعب محسن الغرناطي (48 سنة) الألوان والأشكال الهندسية المتعددة ويبدع روائع في فن العيش والديكور.
في تناسق بين التاريخ والمجال، تحفظ مدينتُه “شفشاون” لقب غرناطة الصغرى ويحتفظ محسن باسم عائلي دال “الغرناطي”. ملامح وجه محسن الشقراء، واسمه العائلي الرسمي، ورسم حرفته وحرفِيّته التي توارثها من أخواله، تنقل المتعرف عليه رأسا إلى غرناطة الأندلس.
يعرف محسن أنه من سلالة أندلسية، رغم تشعب الأنساب منذ المجيء الأول، حكى محسن الغرناطي للمراسل عن تجربة طفولته وكيف نعته بعض أقرانه في الصغر بغير المغربي والدخيل (نوع من المزاح الذي يصل التنمر)، ينظم محسن ورشات لتعليم الصغار فن الزواق محافظا بذلك على بعض من الماضي على غرار فراسته وعادات عائلته وجزء من لباسهم وأكلهم وعُمرانهم ونمط عيشهم.
إذا كان اسم محسن العائلي واضحا فإن استغراب الاسم العائلي عند حفيد عائلة أوليباريس الصيدلي محمد نجيب لوباريس كان طريقه للبحث والتقصي عن أصول عائلته والترافع فيما بعد حول حقوق أجداده والنضال من أجل القضية الموريسكية.
بدروب قصبة الرباط التي تعرف حاليا بِقصبة الأوداية والتي تذكر زائريها بِدروب الأندلس إذ تشكل قطعة من حي بيازيين بغرناطة في شكل عمرانها وأبواب بيوتها، التقينا محمد نجيب لوباريس، وهو اليوم رئيس مؤسسة ذاكرة الأندلس، يقول محمد نجيب أن إسمه وحده الذي لا هو عربي ولا أمازيغي في المدرسة كان يثير استغرابه واستغراب من حوله، فشعر باغتراب ذاتي دفعه للبحث ودراسة التاريخ وتوثيق أصول عائلته من الجيل الحالي وصولا لأول الواصلين إلى الرباط من هورناتشوس سنة 1610 من الميلاد ( ألف كتاب من أوليباريس الى لوباريس حكاية أسرة مهجرة). انكب محمد نجيب لوباريس على دراسة الكتب التاريخية والبحث في الوثائق والتواريخ والأحداث والشخصيات التاريخية ودخل الجامعة لدراسة القانون ، وألف كتاب من الأوليباريس للوبارس قصة أسرة موريسكية مهجرة
