استهلت الكاتبة صفاء عبد المنعم حديثها، خلال مناقشة رواية “الحرب في الشرق”، للكاتب دكتور زين عبد الهادي، بقصر ثقافة مصر الجديدة، مشيرة إلي: الحرب، بالألف والام معرف فهى تعطى تأكيد على معنى الحرب وأهوالها الذى نعرفه جميعا من خلال كتب التاريخ.

والشرق: تعطى أكثر من دلالة شرق قناة السويس – منطقة بورسعيد موطن الأحداث، وتعطى المفهوم الواسع لمنطقة الشرق الأوسط كاملة. فخرجنا من المنطقة الضيقة البلد بورسعيد إلى المنطقة الأوسع وهى أشمل وأعم – حتى ولو لم يتطرق لها الكاتب )الشرق الأوسط).

وتابعت: تروى الرواية من عين طفل البطل/الكاتب فى الفترة الزمنية من 67 الهزيمة إلى 73 النصر.

ولكن مساحة الزمن داخل الرواية من خلال السرد التاريخى للعائلة يبدأ من 1900 حتى نهاية العمل وهو رجلا ذهب إلى رؤية "حياة" آخر من تبقت من العائلة فى مدينة بورسعيد ومعه أولاده.

طوال الرواية الطفل فى حالة بحث دائم عن الأمان الوطن المدينة الطفولة الذكريات الحب. 

الأهداء إلى مدينة بورسعيد، ونحن نعلم جميعا ويلات الحرب وما حدث فيها قبل الثورة 52 ومحاربة الإنجليز للخروج من مصر وفى 56 العدوان الثلاثى  وفى هزيمة 67 وحرب الاستنزاف وحرب 73. 

يبدأ النص بوصف الشتاء، مفهوم واسع لشتاءات مختلفة فى العالم. (أشبه بطل قصة عقلة الأصبع) معنى الضيق لكونه صغير، ويحمل معنى واسع بأنه مغامر مثل عقلة الأصبع فى الحكاية التي درسناها جميعا في المدرسة ونعرف مغامراتها.

وتستدرك : نبدأ بسؤال: كيف لطفل صغير أن يعرف أسماء الأسطوانات – حتى أنهما كان لديهما أسطوانة صدرت عام 1952 لمقطوعة موسيقية للموسيقى والمناضل اليوناني ميكيس تيودوراكيس بعنوان(هيليكون) كانا يسمعناها حين يشتد بأبى الحنين للثورة – هذا هوالمفهوم الواسع الثقافى للطفل / الرجل/ الكاتب.

المفروض أن الرواية بدأت سردا من عين طفل، والسؤال كيف لطفل فى هذا السن والمعارف لديه قليلة، أن يعرف بأسطوانة صدرت قبل مولده بهذا التفصيل المتمكن حتى لو كان سمع عنها من أحد والديه؟ إذا الكاتب/البطل هنا يخرجنا من المعنى الضيق للطفولة إلى المفهوم الواسع للحياة والمعارف والتفاصيل السابقة عليه كطفل، ولكنها أتت من وعى الكاتب / البطل/ الطفل/ الراوى.

فى مقطع آخر.

(وقدماها تتحركان ضاربة الأرض، كأنها خلفية موسيقية صوتية ذات إيقاع راقص من أمريكا الجنوبية ينتمي لجابرييل مسترال وأكتافيو باث .. ألخ وجبريل جارسيا ماركيز الذين عرفتهم بعد ذلك بسنوات طويلة.

جملة : الذين عرفتهم بعد ذلك بسنوات طويلة هى المفتاح، هى ما تأكد ما أقصده بالمفهوم المعرفى/الواسع.

إذا دخول الوعى المعرفى (الثقافى) خلال السرد الطفولى أعطى البعد والمفهوم الواسع للمعرفة والأدراك.

واختتمت : طريقة السرد وتبنى وجهة نظر الطفل أتاحت للكاتب الفرصة أن يقول ما يريد من خلال هذه العين الواعية القارئة للواقع وللأحداث العنيفة والمختلفة على أرض الوطن الضيق بورسعيد، الواسع مصر/الشرق، وطريقة النظر إلى الأمور تعتمد على العقل الواعى/ الكاتب وعلى البرهان المقنع ذكر الأحداث وواقعيتها بالتجربة أو بالدليل. وإن الصراع بين الإنسان ونفسه هو صراع (الخير والشر) أما الصراع بين الإنسان والقدر هو صراع بين (قوة أكبر من قوة الإنسان) مثل الحروب والكوارث وما ينتج عنهما.