بعد تصدى روسيا.. كيف ستغير الصواريخ بعيدة المدى مسار الحرب؟

اعترضت القوات الروسية صاروخي كروز بعيدي المدى من طراز ستورم شادو كانت بريطانيا قدمتهما لأوكرانيا، وفقًا لبيان وزارة الدفاع الروسية.

وقالت الدفاع الروسية إنها اعترضت صواريخ هيمارس وهارم أمريكية الصنع ذات مدى أقصر، وأسقطت 19 طائرة مُسيرة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور أشرف الصباغ، الباحث الأكاديمي في الشأن الروسي، من الطبيعي أن تتصدى الأسلحة الروسية للأسلحة الغربية التي تستخدمها القوات الأوكرانية فروسيا لديها أسلحة قادرة على مواجهة الأسلحة متوسطة وبعيدة المدى.

وأضاف الصباغ في تصريحات لـ"الدستور"، أن القوات الروسية أعلنت أكثر من مرة عن أنها قصفت مناطق أوكرانية بصواريخ بعيدة المدى تنطلق من الجو والبحر، ومن مواقع بعيدة كثيرًا عن حدود أوكرانيا، واستخدام روسيا لهذه الأسلحة منذ بداية الغزو يعمل على تقليل الخسائر في الأرواح ويؤثر على الحالة المعنوية للخصم، ويروِّج أيضًا للأسلحة الروسية. 

وأكد الصباغ أن استخدام القوات الأوكرانية أسلحة بعيدة المدى أمر مهم للغاية، ولكنه ليس عاملًا حاسمًا في كسب معارك واسعة أو علامة على التفوق القتالي، لأن روسيا لم تستخدم بعد بعض الأسلحة، سواء المضادة للصواريخ بعيدة المدى، أو القادرة على تنفيذ هجمات على أهداف محددة، من ضمنها مراكز القيادة السياسية.

وتابع: "تكمن أهمية استخدام الجانب الأوكراني أسلحة بعيدة المدى في رفع الحالة المعنوية لدى القوات الأوكرانية، وضرب الخطوط الخلفية للقوات الروسية، وتعطيل طرق الإمدادات، ومواصلة عمليات استنزاف نوعية، وهو أمر على المديين المتوسط البعيد يمكنه أن يؤثر سلبًا على القوات الروسية".

الصباغ: هناك عمليات تقدم وتراجع لدى كلا الجانبين الروسى والأوكرانى

وأوضح أنه من الواضح أن هناك عمليات تقدم وتراجع لدى كلا الجانبين الروسي والأوكراني، وهذا أمر طبيعي في الحروب عمومًا، وفي حرب لها صفة نوعية محددة مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وبالتالي، فكل جانب من الجانبين يحاول تجريب مختلف الأسلحة والمعدات، وروسيا تستخدم أسلحة وصواريخ بعيدة المدى فعلًا في هذه الحرب. 

واستطرد أنه من المتوقع أن تلقي موسكو بأسلحة جديدة وتستخدم أخرى أحدث في مواجهة صواريخ "ستورم شادو" البريطانية - الفرنسية، وضد منظومات "باتريوت" الأمريكية، وضد الدبابات الغربية المتطورة، كل ذلك سيظهر قريبًا بصرف النظر عن إعلانات موسكو بأنها تدمر كل الأسلحة الغربية، وأن أسلحتها تتفوق على أسلحة أمريكا وأوروبا، مشيرًا إلى أن مثل هذه الإعلانات والمبالغات لا علاقة لها بمجريات العمليات العسكرية الجارية على الأرض، ولا تؤثر إطلاقًا على نتائجها التكتيكية والاستراتيجية.. إنها معارك بروباجندا وإعلام.

وتابع أنه من الواضح أن الغرب لن يتوقف عن تزويد كييف بالأسلحة، بل ستتزايد الكميات، وسيتم توريد أسلحة حديثة بشكل تدريجي، ويبدو أن الغرب لا يزال في مرحلة اختبار وتجريب الأسلحة الأكثر جدوى، وفي الوقت نفسه يقوم فعليًا بتوريد الكثير من الأسلحة المختلفة للقوات الأوكرانية، وأعتقد أن موسكو تعرف ذلك جيدًا، وتدرك أن الغرب يمارس عملية استنزاف على عدة مسارات، منها العسكري، والمعلوماتي، والاقتصادي والمالي وهذا هو السر الذي يقف وراء قرار روسيا عدم استخدام كل أسلحتها مرة واحدة، وإنما تم ربط الأمر بوتيرة تزويد الغرب أوكرانيا بالسلاح.

ولفت: "إذا شئنا الدقة والموضوعية، فروسيا لن تسمح إطلاقًا بأي انتصارات عسكرية أوكرانية نهائية، ونحن نرى مدنًا مثل ماريوبول وباخموت ومناطق في دونيتسك وخيرسون تمت إبادتها تمامًا، سواء عن طريق القصف من بعيد بأسلحة روسية بعيدة المدى أو بأسلحة المدفعية والدبابات، ولكن الغرب لا يزال يجرب الاستنزاف بطريقة متزامنة ومتعددة المسارات، ويعول على عامل الوقت الذي يمكنه أن يغيِّب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن المشهد السياسي، ويؤثر على مجالات معينة مثل التكنولوجيا الرقمية، ويعمل على إبطاء التنمية بشكل عام".

واستدرك تصريحاته قائلًا: "السؤال الذي يطرح نفسه: إلى أي مدى يمكن أن يتحمل الكرملين هذا الاستنزاف، وإلى أي مدى يمكن أن تتحمل الجبهة الداخلية الروسية مشاكلها المعيشية والاجتماعية، مع العلم بأن الحرب تدور بين روسيا وأوكرانيا، ولا يوجد أي تدخل عسكري غربي بها؟".

وأوضح أن المخاوف تكمن في أن روسيا إن عاجلًا أو آجلًا ستستخدم أسلحة أكثر تطورًا، وستقوم ليس فقط بضرب إمدادات الأسلحة الغربية أثناء نقلها أو تخزينها، بل وأيضًا قصف مناطق في غرب أوكرانيا ترى روسيا أنها تمثل مواقع إمدادات القوات الأوكرانية بالأسلحة الغربية، ما يعني أن أول خطوة لروسيا خلال المرحلة المقبلة، هي استخدام أسلحة جديدة بعيدة المدى، وقصف غرب أوكرانيا، واستهداف مراكز القيادة السياسية الأوكرانية وبعض البنى التحتية المركزية، أما الأسلحة الجديدة بعيدة المدى لدى القوات الأوكرانية، فإنها ستعمل على إرباك القوات الروسية، وتعطيل الإمدادات، وتشتيت جهود هذه القوات على أكثر من جبهة، سواء في أوكرانيا أو في روسيا نفسها، والعالم الآن في انتظار الإعلان عن المهام التي قال مؤسس شركة "فاجنر" العسكرية الروسية يفجيني بريجوجين بأنه تم تكليفه بها، وإذا كان كلامه صحيحًا، فإن ذلك يعني دخول الحرب إلى مستوى جديد تمامًا.. فإلى أين ستتجه وحدات "فاجنر" قريبًا.

تاريخ الخبر: 2023-05-27 21:21:27
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 54%
الأهمية: 54%

آخر الأخبار حول العالم

استطلاع صادم.. 41 % من الأمريكيين يتوقعون حربا أهلية ثانية السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:58
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 56%

هيئة الشورى تعقد اجتماعها الثاني السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:01
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 53%

80 شركة سعودية تستعرض منتجاتها في قطر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:24:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

هيوستن تستعد للأسوأ بسبب فيضانات تكساس السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2024-05-05 21:23:59
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 68%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية