أيادٍ مصرية خالصة، فكرت ثم خططت، وأخيراً نفذت مشروعاً قومياً حيوياً، رافعة راية «خدمة المواطن أولاً»، وأنتجت محطة مترو ماسبيرو ضمن محطات الخط الثالث للمترو المعروف بالخط الأخضر، إحدى وسائل النقل الجماعى المستدام الصديق للبيئة، والتى أتت جنباً إلى جنب مع اهتمام الدولة بإعادة إحياء ماسبيرو وتغيير ثوبها للأفضل على مختلف المستويات، سواء الإسكان أو النقل أو التعليم.

اهتمام الدولة بالمنطقة استلزم وجود محطة مترو، وهو ما عملت عليه فى أغسطس 2017، حيث بدأت بأعمال إنشاء المحطة ضمن المرحلة الثالثة من الخط الثالث «الجزء الأول 3A»، الذى يمتد بطول 4 كيلومترات ويشتمل على 4 محطات نفقية، هى: محطة ناصر، وهى محطة تبادلية مع الخط الأول لمترو الأنفاق، ومحطات ماسبيرو، وصفاء حجازى، والكيت كات، وكلها دخلت الخدمة.

رفع مهندسو المحطة أثناء تنفيذ الأعمال شعار «السلامة والصحة المهنية»، فتم تنفيذ الأعمال وفق القياسات العالمية، سواء من حيث المبانى أو التشطيبات النهائية أو الأعمال الفنية التقنية، لتقديم خدمة على مستوى متميز للركاب.

محطة مترو ماسبيرو تمتد على مساحة 135 متراً بعرض 26 متراً، وهى مشروع قومى عملاق، نُفذ وفق قياسات الجودة العالمية، بحسب تقرير رسمى، تنقسم المحطة إلى منطقتين، هما منطقة الجمهور ومنطقة الغرف الفنية، وتختلف المواد المستخدمة فى تصميم منطقة الجمهور عن الأخرى المستخدمة فى منطقة الغرف الفنية، والأمر يتوقف على طبيعة كل منطقة.

المحطة عبارة عن 3 مناسيب تحت الأرض، الأول هو منسوب التذاكر، ثم منسوب البلاطة الفنية، وأخيراً منسوب الرصيف، وعمقها 25 متراً تحت الأرض، تم إنشاء المحطة وفق معايير عالمية من حيث التشطيبات النهائية والتكييف وأنظمة مكافحة الحريق، كما تتكون المحطة من أربعة سلالم خرسانية، من منسوب الشارع لمنسوب التذاكر، و4 سلالم متحركة تيسيراً على المواطنين.

«أستاذ طرق»: تخدم منطقة مكتظة بالسكان يصعب الوصول إليها وحققت سيولة مرورية وراعت السلامة الإنشائية للمبانى المحيطة

الدكتور عبدالله أبوخضرة، أستاذ الطرق والنقل بجامعة بنى سويف، أكد أن محطة مترو ماسبيرو من المحطات المهمة بالخط الثالث، لأنها تخدم منطقة عانت من الإهمال لسنوات طويلة، إلا أن يد التنمية لم تتركها، موضحاً أن مترو الخط الثالث غطى أماكن كان يصعب الوصول إليها وحقق سيولة مرورية. وأوضح، لـ«الوطن»، أن محطة مترو ماسبيرو تخدم منطقة وسط البلد، وهى منطقة كانت مكتظة بالسكان ويصعب الوصول إليها، وقد ساعد إنشاء المحطة على حل مشكلة الاختناقات المرورية، خاصة أنها ضمن وسائل النقل الجماعى الأخضر الصديق للبيئة.

المناطق المكتظة بالسكان يصعب الوصول إليها، وتوفير وسائل انتقال بها تحافظ على البيئة أمر ليس بهين، بحسب أستاذ الطرق والنقل، موضحاً أن الدولة دائماً ما تلجأ إلى المترو لأنه أفضل الوسائل الجماعية والصديقة للبيئة، كما أنه يقلل زمن الانتقال ويختصر زمن الرحلة بشكل كبير: «إحنا بنتحرك دلوقتى لماسبيرو والزمالك والعتبة فى وقت قياسى». مشروع إنشاء محطة ماسبيرو واجه العديد من الصعوبات التى حددها الدكتور عبدالله أبوخضرة، أولها ضرورة الحفاظ على العمارات السكنية التاريخية الموجودة من أعمال الحفر، لذلك تم استخدام ماكينة الحفر العملاقة «إيمنحوتب» فى المسافة من ماسبيرو للزمالك ضمن الجزء الأول الذى يمتد من محطة العتبة حتى الكيت كات بطول 5.2 كم ويشمل 4 محطات نفقية.

تنفيذ أى مشروع هندسى له معطيات صعبة على الأرض، لذلك فإن تنفيذ مشروع محطة مترو ماسبيرو، على حد وصف أستاذ الطرق «إنجاز كبير»، لأن الدولة استطاعت بأيدى المهندسين المصريين الحفاظ على السلامة الإنشائية لكافة المبانى المحيطة، واتباع أقصى معايير الأمانة والسلامة الفنية. المرحلة الثالثة للخط الثالث يبلغ طولها 17.7 كيلومتر، وفق الهيئة القومية لمترو الأنفاق، وتشتمل على 15 محطة، وجرى تقسيمها إلى ثلاثة أجزاء لسرعة الإنجاز.