قدر حجم الخسائر والأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية الناجمة عن التقلبات الجوية الأخيرة في ولاية الطارف، بما يقارب 46مليار سنتيم في حصيلة أولية، حسب ما كشفت عنه مديرة المصالح الفلاحية، فضيلة آكلي، أمس، في تصريح للنصر.
وأكدت المسؤولة إحصاء مصالحها لتضرر 205فلاحين على مستوى 15بلدية متضررة جراء الأمطار الغزيرة المتهاطلة على الولاية يومي 11و22ماي والتي تسببت في خسائر معتبرة بالقطاع الفلاحي، حيث قدرت المساحة الإجمالية المتضررة بـ1500هكتار، منها859هكتار من الطماطم الصناعية، غمرتها السيول ومياه الأمطار عن آخرها، الحبوب 809هكتارات، الأشجار المثمرة 40هكتارا وتخص المساحات حديثة الغراسة، الخضروات 55هكتارا، الفول السوداني 20هكتارا، الذرى 85هكتارا والبقوليات (الحمص) 19هكتارا، مشيرة إلى أنه وفور تسجيل الخسائر التي أحدثتها الأمطار، تم تشكيل لجنة تقنية بمعية رؤساء الأقسام الفلاحية الفرعية للدوائر، التي شرعت في خرجات ميدانية لتقييم والوقوف عن كثب على حجم الأضرار التي لحقت بالفلاحين عبر مختلف البلديات وتدوين ذلك في محاضر رسمية وصور فوتوغرافية توثق بدقة وبكل شفافية الخسائر التي مست المحاصيل الفلاحية في مختلف الشعب.
و ذكرت المتحدثة، أنه تم ضبط كل الإجراءات الإدارية وتحويل ملف الأضرار للوصاية، على أن يتم الشروع تعويض الفلاحين المتضررين في القريب العاجل طبقا لتعليمات السلطات العمومية، بعد أن كانت الولاية السابقة الأولى في إنهاء عملية الإحصاء على المستوى الوطني وتحويل نتائج الإحصاء للوصاية لاتخاذ الإجراءات اللازمة للتكفل بكل المزارعين الذين تكبدوا خسائر من جراء مخلفات الأمطار الأخيرة من أجل مساعدتهم على تجاوز هذه الظروف واستئناف نشاطهم الفلاحي.
و أفادت المسؤولة، بأن الأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية عبر عدة بلديات، يبقى مصدرها الرئيسي فيضان وادي الكبير الذي يعبر بجوار الأراضي الفلاحية والذي عادة ما يتسبب في غمرها بالسيول وإتلاف المحاصيل الإستراتجية مثل الحبوب والطماطم، بما فيها إلحاق إضرار وخسائر بالمنتجات الزراعية الأخرى، خاصة بسهل الطارف الذي يمتد من عين العسل شرقا إلى بلدية بالريحان غربا مرورا بالطارف، بوثلجة ، بحيرة الطيور ، علاوة على بلديات سهول الجهة الغربية لدوائر الذرعان وبالبسباس التي تبقى بدورها عرضة لخطر الفيضانات التي تجتاح الأراضي الفلاحية أثناء التساقطات المطرية الغزيرة والطوفانية.
و أشارت المتحدثة، إلى أن البلديات الأكثر تضررا من مخلفات التقلبات الجوية بن مهيدي، الشط وبريحان، تليها بلديتا البسباس وزريز وبدرجة أقل بلديات بوثلجة ،الشافية، عين العسل وبحيرة الطيور، معلنة عن إجراءات مستعجلة للتكفل بالمساحات الفلاحية المتضررة، منها معالجة الأشجار المثمرة من الأمراض الفطرية التي قد تتسبب فيها السيول الراكدة، من خلال المتابعة التي ستقوم بها مفتشية وقاية النباتات، ناهيك عن التكفل بمعالجة مساحات الحبوب التي غمرتها مياه الأمطار باللجوء، إلى المكافحة البيولوجية بالمبيدات والأسمدة، زيادة على معالجة مساحات الطماطم الصناعية المتضررة باستعمال الأسمدة المعالجة ضد الفطريات، مع مرافقة الفلاحين في الميدان على معالجة محاصيلهم على أسس صحيحة وسليمة .
من جانبه قال رئيس غرفة الفلاحة لولاية الطارف، ساسي لعبادلية، في تصريح «للنصر»، أن الفيضانات التي غمرت الأراضي الفلاحية والخسائر التي تكبدها المزارعون، ما كانت لتقع لو تكفلت المصالح المختصة بعملية جهر وتطهير القنوات والمصبات الرئيسية المتوجهة للبحر انطلاقا من الأراضي الفلاحية وهي المشكلة التي تبقى تؤرق الفلاحين، كما تسبب لجوء مزارعين إلى غلق مجاري المياه والقنوات، في تراكم وركود المياه عبر العديد من المساحات الفلاحية، متسببة في خسائر وأضرار وإتلاف للمزروعات والمحاصيل ولاسيما الحبوب والمحاصيل الصناعية والأشجار المثمرة.
نوري.ح
