بعد فوزها بـ «التقديرية».. لماذا كتبت هالة البدري روايتها «طي الألم»؟

توجت مسيرة الكاتبة الروائية هالة البدري بحصد جائزة الدولة التقديرية، بعد أن قدّمت عددا من الأعمال الأدبية على امتداد مسيرتها، ومنها رواية “طي الألم”.

في العام الماضي، أصدرت هالة البدري رواية "طي الألم"، عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، والتي فيها تسرد رحلتها للتعافي من آلام الفقد. 

تروي تجربة فقد الزوج بعد رحلته القصيرة مع المرض، ليصير الحدث المؤلم محورًا تتأمل من خلاله الكاتبة حياتها قبل الفقد وبعده، ومع الزوج وبدونه، ما منح النص زخمًا في تأمل ما يعنيه الفقد وما قد تعنيه الحياة في وجود الموت.

مراحل الفقد

وعلى الرغم من أن الرواية تعتمد على أحداث حقيقية تخص الكاتبة، فإنها تقدم تجربة قد يجد فيها الكثيرون أنفسهم، بحديثها عن مشاعر الفقد التي قد يشترك فيها الكثيرون، والمراحل التي يجتازها كل من عاين التجربة، بدءًا من الغضب والمساومة والاكتئاب ثم التقبل، مراحل خمس يمرّ بها كل من تعرّض لفقد أحد المُقربين. 

في "طي الألم" تسرد الكاتبة رحلتها مع تلك المراحل، فمنذ لحظة الرحيل تؤجل الحزن وتنكره، وترفض تصديق غياب زوجها الأبدي، تطلب من أبنائها الحديث عنه بصيغة المضارع لا الماضي، وترفض التعامل معه باعتباره غائبًا إلى حد يجعلها ترفض إتمام أعمالها الأدبية تجنبًا لمواجهة حقيقة أنه لن يكون موجودًا لقراءتها.

وفي مرحلة الغضب تعبر الكاتبة عنها بتساؤلات حول ما تعنيه الحياة بعد رحيل المفقود، وتتأمل حياة الغائب وسعادته المنقوصة، وتكتشف العالم بعين جديدة تدرك محنة الفقد والوحدة، ثم تستعيد الكاتبة تلك الأيام التي سبقت الوفاة وترسم سيناريوهات بديلة لما كان؛ تتمنى لو تركت للراحل مساحة للتعبير عن آلامه ومخاوفه بدلًا من إدعاء مستمر بأن كل شيء على ما يُرام، وتندم لأنها لم تلتقط صورًا كافية معه تسجل لحظاتهما الأخيرة معًا، يتجلى الحزن في هيئة ندم لا سبيل لاجتنابه بعد أن وُضِعت كلمات النهاية في لحظة مفاجئة.

آلام الفقد 

وعلى الرغم من التماسك والصلابة اللذين تحاول الكاتبة إظهارهما طوال رحلة الألم، فالتشتت والأسئلة المبعثرة بلا إجابة لا يغادرانها، تتساءل "أين هي عاداتي؟ كيف أعيد الحياة لتفاصيل يومي، وكيف أكسب معركتي مع نفسي؟ إلى أن تصل لمرحلة قبول الفقد بصعوبة، تقول "أظن أني اكتشفت ما كنت أحاول إخفاءه عن نفسي، أني أنتظره بلا أمل وأنا أعرف يقينا أنه غير عائد".

تمنح رحلة آلام الفقد التي مرّت بها الكاتبة وسطرتها في عملها الأدبي لمشاعر الألم حقها في الظهور والتجلي واعتلاء سطح التعبير والحياة، بقدر ما تزخر بالكثير من الأمل والامتنان للحياة والنظرة الى الموت باعتباره محطة سيؤول اليها قطار العمر مهما طالت مدة مسيره، ما يجعل من اقتناص كل لحظة في الحياة ضرورة وتقديرًا للمنحة؛ "منحة الحياة تتجدد كل يوم، فمن شاء اقتنصها بعنفوان ومن شاء أهدرها".

تاريخ الخبر: 2023-06-01 15:21:34
المصدر: موقع الدستور - مصر
التصنيف: سياسة
مستوى الصحة: 48%
الأهمية: 51%

آخر الأخبار حول العالم

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:09
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 50%

زخات رعدية محليا قوية مصحوبة بالبرد في هذه المناطق اليوم السبت

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-05-11 15:26:05
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

المزيد من الأخبار

مواضيع من موسوعة كشاف

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

تحميل تطبيق المنصة العربية